كلا إن الإنسان ليطغى... أن رآه استغنى... إن إلى ربك الرجعى - YouTube
9ـ ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى﴾
قال البغوي: وبالجملة، أبهم اللّه تعالى هذه الليلة على الأمة، ليجتهدوا في العبادة ليالي شهر رمضان، طمعا في إدراكها، كما أخفى ساعة الإجابة في يوم الجمعة، وأخفى الصلاة الوسطى في الصلوات الخمس، واسمه الأعظم في القرآن في أسمائه، ورضاه في الطاعات، ليرغبوا في جميعها، وسخطه في المعاصي، لينتهوا عن جميعها. انتهت سورة (القدر) ويليها سورة (البينة).
{كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ (7) إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ (8)} [القلم]
{ كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ. أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ}: يخبرنا عز وجل عن طبيعة الإنسان إذ يغتر بعطاء الله ونعمته فيصيبه البطر ويستغني عن المعطي وتشغله النعمة عن المنعم, فيطغى ويتجاوز حدوده ويستعلي ويستغنى بل ويدعو غيره لطريقه الأشر. 9ـ ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى﴾. ونسي أنه راجع إلى ربه فسائله عما أعطاه من أين اكتسبه وفيما أنفقه ولماذا بطر وأشر وضل وتجاوز حدوده, والعقاب المنتظر شديد والتكريم المنتظر يفوق الوصف. قال تعالى: { كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ (7) إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ (8)} [القلم] قال ابن كثير: يخبر تعالى عن الإنسان أنه ذو فرح وأشر وبطر وطغيان ، إذا رأى نفسه قد استغنى وكثر ماله. ثم تهدده وتوعده ووعظه فقال: { إن إلى ربك الرجعى} أي: إلى الله المصير والمرجع ، وسيحاسبك على مالك: من أين جمعته ؟ وفيم صرفته ؟ قال ابن أبي حاتم: حدثنا زيد بن إسماعيل الصائغ ، حدثنا جعفر بن عون ، حدثنا أبو عميس ، عن عون ، قال: قال عبد الله: منهومان لا يشبعان ، صاحب العلم وصاحب الدنيا ، ولا يستويان فأما صاحب العلم فيزداد رضا الرحمن ، وأما صاحب الدنيا فيتمادى في الطغيان.