وقد أباح الله تعالى في هذه الآية للمؤمنين أن يعرضوا تعريضًا بخطبة المعتدات من وفاة، أو أن يكنّوا ذلك في أنفسهم، ويعزموا على تزوجهن بعد انقضاء عدتهن، وأخبر أنه سبحانه وتعالى يعلم أنهم سيذكرونهن إما سرًّا في أنفسهم، أو علنًا بألسنتهم، فرخص في التعريض دون التصريح، وقال: وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا. فنهى عن أخذ ميثاقهن، وعهدهن أن لا ينكحن غيرهم. أما وقوله: إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا. فالاستثناء فيه منقطع، أي: لكن يجوز لكم أن تقولوا لهن قولًا معروفًا، والقول المعروف هو التعريض الذي أبيح في أول الآية. وباقي الآية معناه واضح، وهو توضيح وتأكيد لما سبق. ويؤخذ من الآية أحكام كثيرة، ليس هذا محل بسطها، فراجع لذلك كتب التفسير، كالقرطبي، وغيره. وليس في الآية مستند لجواز التعرف على النساء، إلا لمن أراد أن يتزوج إحداهنّ، وكان ذلك في حدود ما شرع الله تعالى، من النظر إلى المرأة التي يريد الخاطب الزواج منها، ويكون ذلك بحضرة أحد محارمها، ثم يكف بعد ذلك؛ حتى يتم العقد عليها. وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا .. ما هو السر الذي نهى الله الرجال عن المواعدة عليه مع النساء ؟ | أهل مصر. والله أعلم.
تفسير قوله تعالى ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفاً - إسلام ويب - مركز الفتوى
تفسير الآية: (وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً) - YouTube
تفسير الشعراوي للآية 235 من سورة البقرة | مصراوى
وارتكزت الدراسة عدة مباحث، كشف المبحث الأول عن تسمية سورة البقرة، ووقت ومكان نزولها حيث نزلت في السنة الأولي من الهجرة في أواخرها أو في الثانية، و الكنايات في سورة البقرة تبرز سمه من سمات بلاغة القرآن، وتظهر لونا من ألوان إعجازه، وتضفي علي المعاني القرآنية سموا ورفعة وجللا، وتخلع عليها حللا زاهية من الجمال والبهاء، وإذا كانت بعض الكنايات في لغة العرب مع مرور الزمن قد أصبحت حقيقة لا كناية فيها، فان كنايات القرآن الكريم وما توحي من معاني سمية قد أبدعت لتوها. وفي هذه الآية كنى القرآن الكريم عن الجماع بالسرو فيها من جمال التعبير ما يسترق الأسماع و يهز العواطف و يحرك الأحاسيس و المشاعر
وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا .. ما هو السر الذي نهى الله الرجال عن المواعدة عليه مع النساء ؟ | أهل مصر
والعمدة في هذه المسألة -إضافة لما نصت عليه الآية- ما روي عن عمر رضي الله عنه أن امرأة من قريش تزوجها رجل من ثقيف في عدتها، فأرسل إليهما، ففرق بينهما، وعاقبهما، وقال: لا تنكحها أبداً وجعل صداقها في بيت المال، وفشا ذلك في الناس، فبلغ عليًّا رضي الله عنه، فقال: يرحم الله أمير المؤمنين، ما بال الصداق وبيت المال! إنما جهلا، فينبغي للإمام أن يردهما إلى السنة. قيل: فما تقول أنت فيهما؟ فقال: لها الصداق بما استحل من فرجها، ويفرق بينهما، ولا جلد عليهما، وتكمل عدتها من الأول، ثم تعتد من الثاني عدة كاملة ثلاثة أقراء، ثم يخطبها إن شاء. تفسير قوله تعالى ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفاً - إسلام ويب - مركز الفتوى. فبلغ عمر فخطب الناس فقال: أيها الناس، ردوا الجهالات إلى السنة. وروي عنه رضي الله عنه أيضاً قوله: أيما امرأة نكحت في عدتها، فإن كان زوجها الذي تزوج بها لم يدخل بها، فرِّق بينهما، ثم اعتدت بقية عدتها من الزوج الأول، ثم كان الآخر خاطباً من الخطاب، وإن كان دخل بها فُرِّق بينهما، ثم اعتدت بقية عدتها من الأول، ثم اعتدت من الآخر، ثم لا يجتمعان أبداً.
(عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ) أي: علم الله أنكم ستذكرونهن في أنفسكم ولا تصبرون عنهن، فرفع عنكم الحرج. (وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً) اختلف العلماء في المراد بذلك: فقيل: معناه نكاحاً، أي لا يقل الرجل لهذه المعتدة تزوّجيني؛ بل يعرّض إن أراد، ولا يأخذ ميثاقها وعهدها ألا تنكح غيره في استسرار وخفية. هذا قول ابن عباس وابن جبير ومالك وأصحابه والشعبيّ ومجاهد وعكرمة والسدّيّ وجمهور أهل العلم. وقيل: السر الزنا، أي لا يكونن منكم مواعدة على الزنا في العدّة ثم التزوّج بعدها. قال معناه جابر بن زيد وأبو مِجْلزَ لاحق بن حُميد، والحسن بن أبي الحسن وقتادة والنخعيّ والضحاك، وأن السر في هذه الآية الزنا، أي لا تواعدوهنّ زنا، واختاره الطبريّ. (تفسير القرطبي). وقيل: السرّ: الجماع، أي: لا تصفوا أنفسكم لهنّ بكثرة الجماع ترغيباً لهنّ في النكاحّ، وإلى هذا ذهب الشافعي في معنى الآية. (فتح القدير). • قال أبو حيان: وأما تفسير (السر) هنا بالزنا فبعيد، لأنه حرام على المسلم مع معتدة وغيرها.
روي أن سكينة بنت حنظلة بانت من زوجها فدخل عليها أبو جعفر محمد بن علي الباقر في عدتها وقال: يا بنت حنظلة أنا من قد علمت قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحق جدي علي وقدمي في الإسلام فقالت سكينة أتخطبني وأنا في العدة وأنت يؤخذ العلم عنك؟ فقال: إنما أخبرتك بقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة وهي في عدة زوجها أبي سلمة فذكر لها منزلته من الله عز وجل وهو متحامل على يده حتى أثر الحصير في يده من شدة تحامله على يده. والتعريض بالخطبة جائز في عدة الوفاة أما المعتدة عن فرقة الحياة نظر: إن كانت ممن لا يحل لمن بانت منه نكاحها كالمطلقة ثلاثا والمبانة باللعان والرضاع: يجوز خطبتها تعريضا وإن كانت ممن للزوج نكاحها كالمختلعة والمفسوخ نكاحها يجوز لزوجها خطبتها تعريضا وتصريحا. وهل يجوز للغير تعريضا؟ فيه قولان: أحدهما يجوز كالمطلقة ثلاثا والثاني لا يجوز لأن المعاودة لصاحب العدة كالرجعية لا يجوز للغير تعريضها بالخطبة.