قال: «إن كان قد قال ذلك فقد صدق»؛ فمنذ ذلك اليوم سُمِّي الصديق، رضي الله عنه. وأما الكذب قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ». «إِيَّاكُمْ» للتحذير؛ أي: احذروا الكذب، والكذب هو الإخبار بما يخالف الواقع، سواء كان ذلك بالقول أو بالفعل. فإذا قال لك قائل: ما اليوم؟ فقلت: يوم الخميس، أو يوم الثلاثاء؛ وهو يوم الأربعاء فهذا كذب؛ لأنه لا يطابق الواقع؛ لأن اليوم يوم الأربعاء. إن الصدق يهدي إلى البرامج. والمنافق كاذب؛ لأن ظاهره يدل على أنه مسلم وهو كافر، فهو كاذب بفعله. وقوله: «وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ»؛ الفجور: الخروج عن طاعة الله؛ لأن الإنسان يفسق ويتعدى طوره ويخرج عن طاعة الله إلى معصيته، وأعظم الفجور الكفر - والعياذ بالله - فإن الكفرة فجرة؛ كما قال الله: ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ﴾ [عبس: 42]، وقال تعالى: ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴾ [المطففين: 7 – 11]. وقال تعالى: ﴿ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾ [الانفطار: 14].
- حوار قصير بين شخصين عن الصدق - ملزمتي
- الصدق يهدي إلى - حقول المعرفة
- إن الصدق يهدي إلى البر
حوار قصير بين شخصين عن الصدق - ملزمتي
﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحجرات: 15]
﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين ﴾ [العنكبوت: 3]. حوار قصير بين شخصين عن الصدق - ملزمتي. ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾ [الحديد: 19]. جمعنا لكم ايات قرانية عن الصدق والكذب ، والصدق من الصفات المحمودة في القرآن الكريم، بينما جاء الكذب في العديد من المواضع لتحذير العباد منها لأن الكذب من الكبائر التي تقود صاحبها إلى الهلاك. يمكنك أيضا قراءة: ايات قرانية تساعد على الحفظ وعدم النسيان
الصدق يهدي إلى - حقول المعرفة
ثواب وأجر الحديث عن الصدق
يقول الله تبارك وتعالى: {من يطع الله ورسله فأولئك مع اللذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين}، إن الصادق في أعلى مرتبه بعد مراتب النبوة، فما رأيك أن تحاول أن تصل لهذه المرتبة الحث على الصدق. الأمر بالصدق: – قال تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}. إن الصدق يهدي إلى البر. عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا اؤتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم) رواه أحمد. النهي عن الكذب وذمه: – قال تعالى:
{ وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ}. عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لا تحلفوا إلا بالله ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون) رواه أبو داود والنسائي. التنويه بأهل الصدق: – قال تعالى:
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ.
إن الصدق يهدي إلى البر
فقال هرقل: فما كان ليَدع الكذب على الناس ويذهب فيكذب على الله عز وجل. ذكره البخاري ومسلم. وعن أبي سفيانَ صَخرِ بنِ حربٍ في حديثه الطويلِ في قصةِ هِرَقْلَ، قَالَ هِرقلُ: فَمَاذَا يَأَمُرُكُمْ، يعني النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ أبو سفيانَ: قُلْتُ: يقولُ: «اعْبُدُوا اللهَ وَحدَهُ لا تُشْرِكوُا بِهِ شَيئًا، وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ، ويَأْمُرُنَا بالصَلاةِ، وَالصِّدْقِ، والعَفَافِ، وَالصِّلَةِ» مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. إن الصدق يهدي إلى البر. قال المسور بن مخرمة قلت لأبي جهل -وكان خالي: يا خال، هل كنتم تتهمون محمدًا بالكذب قبل أن يقول مقالته؟ فقال: والله يا ابن أختي، لقد كان محمد وهو شاب يُدعى فينا الأمين، فلما وخطه الشيب لم يكن ليكذب. قلت: يا خال، فلمَ لا تتبعونه؟ فقال: يا ابن أختي، تنازعنا نحن وبنو هاشم الشرف، فأطعموا وأطعمنا، وسقوا وسقينا، وأجاروا وأجرنا، فلما تجاثينا على الركب، وكنا كفرسي رهان، أي متساويين، قالوا: منا نبي. فمتى نأتيهم بهذه؟، أو كما قال. ذكره ابن القيم في جلاء الأفهام. وقد روى البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لما نزلت ( وَأَنذِرۡ عَشِيرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِينَ) صعِد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا، فجعل ينادي: يا بني فهر، يا بني عدي – لبطون قريش – حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولًا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال: «أرأيتكم لو أخبرتكم أنَّ خيلًا بالوادي تريد أن تُغير عليكم أكنتم مُصدقيَّ؟» قالوا: نعم، ما جرَّبنا عليك إلا صدقًا.
أقسامه
ينقسم الصدق إلى نطاقات وأقسام على النحو التالي: الحقيقة في الكلمات، والتي تتكون من مطابقة الكلمات للواقع دون تشويه الصدق في الأفعال، ويتكون من مطابقة الكلمات مع الأفعال، مثل أداء اليمين أو القسم، والصدق في العزيمة، وهو الإخلاص في إرادة العطف والتوبة، والصدق على القضية، فيكون حال المسلم مطابقًا لقلبه ولسانه، والحق في النية، وهو تنقية الأهل والروح من الشوائب التي تلوث النية وتدمرها بالأوبئة، وتجديد الولاء لله عز وجل دائما بالنية. ثمراته
سبب لرضا الله تعالى وربح الأعمال الصالحة، وزيادة في الثواب. سبب لرضا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمة في أخلاقهم وأخلاق الصحابة رضي الله عنهم. زيادة المودة والمحبة بين الناس، لأنه يقرب القلوب. سبب للهروب من كل ما يسببه الكذب من مشاكل ومصائب وأحداث. التوفيق في كل أمور الدنيا وتوفيق من الله تعالى. الصدق يهدي إلى - حقول المعرفة. كسب ثقة الناس في بعضهم البعض، وإزالة الشكوك من قلوبهم، ونشر الأمن في طريقة تعاملهم مع بعضهم البعض. زينة الأحاديث والمجلس، على عكس الأكاذيب التي تحرم كل كلام من الفرح والزينة. البراءة من النفاق والكذب أمام الله وأمام الناس، وأيضاً براءة النفاق وصدق النية.