عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «بَادِرُوا بالأعمال فِتَنًا كَقِطَعِ الليل المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرجلُ مؤمنا ويُمْسِي كافرا، ويُمْسِي مؤمنا ويُصْبِحُ كافرا، يبيعُ دينه بِعَرَضٍ من الدنيا». [ صحيح. شرح حديث: بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم - عبد الله بن حمود الفريح - طريق الإسلام. ] - [رواه مسلم. ] الشرح
ابتدروا وسارعوا إلى الأعمال الصالحة قبل ظهور العوائق، فإنه ستوجد فتن كقطع الليل المظلم، مدلهمة مظلمة، لا يرى فيها النور، ولا يدري الإنسان أين الحق، يصبح الإنسان مؤمنًا ويمسي كافرًا، والعياذ بالله، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بمتاع الدنيا، سواء أكان مالا، أو جاها، أو رئاسةً، أو نساءً، أو غير ذلك. الترجمة:
الإنجليزية
الفرنسية
الإسبانية
التركية
الأوردية
الإندونيسية
البوسنية
الروسية
الصينية
الفارسية
تجالوج
الهندية
السنهالية
الكردية
الهوسا
البرتغالية
السواحيلية
عرض الترجمات
- شرح حديث: بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم - عبد الله بن حمود الفريح - طريق الإسلام
- شرح حديث: بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم
شرح حديث: بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم - عبد الله بن حمود الفريح - طريق الإسلام
أرأيتم لو أنّ الإنسان يطلب الرزق فهل يجوز له طلبه في الربا أو الرشوة أو السرقة أو قطع السبيل؟ لا شك أنّ أحدًا لا يقول بجواز ذلك, فكيف نحرِّم عليه طلب الرزق بذلك ونُجيز له طلب الرزق بمظاهرة المشركين ضد المسلمين, وبحماية القوانين الوضعية وظلم عباد الله؟
ولقد فتّشت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فلم أجد فيهما ما يجيز ظلم الناس خوفًا على الرزق. يبيع دينه بعرض من الدنيا. وهل لقمة العسكري أعظم حرمةً من بيوت المسلمين التي يداهمها ويروِّع من فيها؟
وهل لقمة العسكري أعظم حرمةً من حرية المجاهدين الذين يطاردهم العسكري ليودعهم في السجون سنواتٍ متتابعات؟
ولم ينقضِ عجبي من المعترض على قتل العسكري لأنّ قتله يُيتِّم أطفاله ويرمِّل زوجته ويُحزِن عليه والديه! فهل من يقتلهم العسكر بلا آباءٍ وأمهات وبلا زوجاتٍ وأولاد؟ يقتلهم العسكري فلا يُلام, وإذا قتله المجاهدون بادر البعض بلومهم والإنكار عليهم, أم أنّ الشيطان نشر أعذار حزبه وبث لأجل ذلك الشبهات, أما المجاهدون فلا بواكي لهم. إنّ المجاهدين قد أخذوا على أنفسهم عهدًا أن يقاتلوا الصليبيين ومن وقف في صفهم, لا يفرقون بين الأبيض والأحمر, ولا بين العربي والعجمي, الكل في حكم الله سواء, فمن وقف مواقفهم وحال بيننا وبينهم قاتلناه حتى نصل إليهم أو نموت دون ذلك, ومن أنذر فقد أعذر.
شرح حديث: بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم
قد تدّعي الإكراه أيها العسكري, قل لي من أكرهك على الذهاب إلى مقر عملك طالبًا للوظيفة؟
من أجبرك على ارتداء ذلك الزي والنزول في الحملات أذيةً لعباد الله وتنفيذًا لطلبات الصليبيين؟
من الذي أجبرك على الوقوف في نقاط التفتيش تتربّص بالمجاهدين وتلتمس غِرّتهم؟
أهو طلب الرزق؟
فإنّ الناس كلهم سواك قد رزقهم الله بدون هذا العمل, فالتمس من الرزق بابًا طيبًا أو على الأقل بابًا تسلم فيه روحك ويقل فيه أذاك لعباد الله, أدرك نفسك أيها العسكري قبل أن يُدركك أمر الله, أصلح حالك قبل أن يحل بك القدر فتخسر الدنيا والآخرة, ذلك هو الخسران المبين. أخبرني ما الذي يبقيك فيما أنت فيه؟ فها أنت قد أفسدت دينك, وأما الدنيا فإن أغلب الناس على اختلاف أعمالهم يجدون من الدنيا أكثر مما تجد, فانجُ بنفسك إن كان لك بنفسك حاجة. إنّ أناسًا كانوا قد دخلوا في الإسلام لكنهم لم يهاجروا واستُكرِهوا على الخروج في غزوة بدر, فلم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم منهم دعوى الإسلام, وأنزل الله فيهم: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً).
فالدنيا والشيطان والنفس والهوى ينابيع الفتن كلها لا يسلم منها أحد إلا من كتب الله له السعادة وتولاه بعنايته ورعايته، والله تبارك وتعالى خير حافظاً وهو أرحم الراحمين. إني بليـت بأربــع مـا سلـــوا إلا لشــدة شقـوتي وعنــائي
إبليس والدنيا ونفسي والهوى كيف الخلاص وكلهم أعدائي
والفتن التي ظهرت بعد النبي صلى الله عليه وسلم – ولا تزال تظهر – كثيرة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه واحدة بعد الأخرى، فحفظ منهم من حفظ، ونسى منهم من نسى. روى مسلم في صحيحه عن حذيفة – رضي الله عنه – قال: " قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا فَمَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا حَدَّثَهُ حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ قَدْ عَلِمَهُ أَصْحَابُهُ هَؤُلَاءِ وَإِنَّهُ لَيَكُونُ مِنْهُ الشَّيْءُ قد نسيته فأراه فَأَذْكُرُهُ كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذَا غَابَ عَنْهُ ثُمَّ إِذَا رَآهُ عَرَفَهُ ". وروى أيضاً عن أبي زيد عمرو بن أخطب قال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ ، وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ، فَنَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الْعَصْرُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا".