و قد أوضح أنه كان يرى الحق مع علي و يرغب في نصرته. و لكن خاف من تقابل المسلمين باسلحتهم و أن يقتل أحدهم الآخر فهو و هو من الأمور العظيمة عند الله. وفاة أسامة بن زيد بعد مقتل خليفة المسلمين عثمان بن عفان و بدأ عهد الفتن و الخلافات بين المسلمين أعتزل أسامه كل هذه الخلافات. كما أنه قام بمبايعة معاوية بعد مقتل علي بن أبي طالب مع عدد من الصحابة. مات أسامة بن زيد رضي الله عنه في خلافة معاوية عام 51 هجريا و قد سكن في المدينة في آخر عمره و سكن فى البقيع. و أخيراً ، فإن أسامة بن زيد رضي الله عنه مثال عظيم لكل شاب مسلم يرى نفسه صغير عن نصرة الإسلام حتى و لو بابسط الطرق ، كمان أنه من الشخصيات الهامة في التاريخ الإسلامي و التي تستحق البحث والدراسة.
ولد أسامة بن زيد في السنة السابعة للهجرة في :
جعل الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في النزع الأخير يضع يديه عليه ويرفعهما. قال أسامة: فعرفت أنه يدعو لي. سكن مدة في قرية من قرى دمشق اسمها ( المزّة) ثم انتقل إلى المدينة ، فمات بها سنة (54) و قيل سنة ( 58) أو ( 59) و قد بلغ عمره نيفا وستين سنة. حب الرسول له
عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: عثَرَ أسامة على عتبة الباب فشَجَّ جبهتَهُ ، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمصُّ شجّته ويمجُّه ويقول:( لو كان أسامة جارية لكسوتُهُ وحلّيتُهُ حتى أنفِقَهُ). كما قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-:( ما ينبغي لأحد أن يُبغِضَ أسامة بن زيد بعدما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:( من كان يُحِبُّ الله ورسوله ، فليحبَّ أسامة). وقد اشترى الرسول -صلى الله عليه وسلم- حَلّةً كانت لذي يَزَن ، اشتراها بخمسين ديناراً ، ثم لبسها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجلس على المنبر للجمعة ، ثم نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكسا الحُلّة أسامة بن زيد. بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعثاً فأمر عليهم أسامة بن زيد ، فطعن بعض الناس في إمارته فقال -صلى الله عليه وسلم-:(إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل ، وأيمُ الله إن كان لخليقاً للإمارة ، وإن كان لمن أحب الناس إليّ ، وإن هذا لمن أحب الناس إليّ بعده).
جيش أسامة بن زيد
فقال: إني أحبه. فقال له قولاً قبيحًا ثم أدبر، فانصرف أسامة رضي الله عنه فقال: يا مروان، إنك آذيتني، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله يبغض الفاحش المتفحش»، وإنك فاحش متفحش. أثره في الآخرين
روى عنه أحاديثَ النبي ثلاثون من الصحابة والتابعين، وممن روى عنه من الصحابة سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وأبو هريرة (رضي الله عنهم أجمعين). وممن روى عنه من التابعين سعيد بن المسيب، وإبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، وعامر بن شرحبيل، وشقيق بن سلمة، وغيرهم. ويعلم مولاه عمليًّا
عن مولى أسامة بن زيد أنه انطلق مع أسامة إلى وادي القرى في طلب مال له، فكان يصوم يوم الاثنين ويوم الخميس، فقال له مولاه: لمَ تصوم يوم الاثنين ويوم الخميس وأنت شيخ كبير؟ فقال: إن نبي الله كان يصوم يوم الاثنين ويوم الخميس، وسئل عن ذلك فقال: «إن أعمال العباد تعرض يوم الاثنين ويوم الخميس». الأثر العالمي لبعث أسامة
كان لهذا البعث أثرٌ كبير في تثبيت وتوطيد دعائم الدولة الإسلامية بعد وفاة النبي وارتداد الكثير من القبائل، وكان من شأنه أن ألقى الفزع والهلع في قلوب القبائل العربية التي مرَّ عليها في شمال الجزيرة العربية، وكانوا يقولون: لو لم يكن للمسلمين قوة تحمي المدينة وما حولها ما بعثوا جيشًا إلى هذه المسافات البعيدة.
سؤال وجواب عن قصة أسامة بن زيد
وفاة اسَامة بن زيد
بعد أن نشبت الفتن بين المسلمين بعد حادقة مقتل الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، اعتزل أسامة بن زيد -رضي الله عنه- الفتن جميعها، ولمَّا تنازل الحسن بن علي بن أبي طالب لمعاوية بن أبي سفيان عن الخلافة، بايع أسامة بن زيد معاوية بن أبي سفيان خليفة للمسلمين، وسكن دمشق مع عدد من الصحابة الكرام، مثل: سعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة، وقد عاش حتَّى توفي في الجرف، ودُفن في البقيع، وقيل إنَّه توفي في سنة 54 للهجرة، وقيل إنَّه توفي في سنة 61 للهجرة، اي أنَّه أدرك أواخر عهد معاوية بن أبي سفيان، والله تعالى أعلم. إلى هنا نصل إلى نهاية هذا المقال الذي سلَّطنا فيه الضوء على من هو أسامة بن زيد رضي الله عنه، ثمَّ أجبنا عن السؤال متى توفي اسامة بن زيد رضي الله عنه، ثمَّ تحدَّثنا عن وفاته ومكان دفنه، رضي الله عنه وعن صحابة رسول الله جميعًا. المراجع
^, اسامة بن زيد, 15-12-2020
أسامة بن زيد الليثي
كان يحب عليا أكثر الحب، وكان يبصر الحق في جانبه؛ ولكن كيف يقتل بسيفه مسلما يؤمن بالله ورسله وهو الذي لامه الرسول لقتله مشركا محاربا قال في لحظة انكساره وهروبه "لا إله إلا الله". هنالك أرسل إلى الخليفة علي رسالة قال فيها:
« إنك لو كنت في شدق الأسد ، لأحببت أن أدخل معك فيه. و لكن هذه المرة لم أره ». و لزم أسامة بن زيد داره طوال هذا النزاع وتلك الحروب؛ وحين جاءه بعض أصحابه يناقشونه في موقفه قال لهم: « لا أقاتل أحد يقول لا إله إلا الله أبدا ». فقال له أحدهم: « إألم يقل الله ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) ». فأجابهم أسامة قائلا: « أولئك هم المشركون ، و لقد قاتلناهم حتى لم تكن فتنة و كان الدين كله لله ». وفاته [ عدل]
اعتزل أسامة بن زيد الفتن بعد مقتل عثمان بن عفان ، وعِندما قتل الخليفة علي بن أبي طالب تنازل الحسن بن علي بن أبي طالب عن الخلافة لِمعاوية بن أبي سفيان عندئذٍ بايع أُسامة معاوية مع عدد كبير من الصحابة مثل سعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة. وكان قد سكن المزة غرب دمشق ثم رجع فسكن وادي القرى ثم نزل إلى المدينة المنورة فمات بِها بالجرف ودفن بالبقيع. [3] وصحح ابن عبد البر أنه مات سنة 54 هـ ، وقيل ظل حياً حتى أواخر خلافة معاوية وقيل انه مات سنة 61 هجرية.
فتكلم قوم وقالوا « يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأولين » ، فغضب النبي محمد غضبًا شديدًا، فخرج وقد عصب على رأسه عصابة وعليه قطيفة، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال « أما بعد، أيها الناس فما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة، ولئن طعنتم في إمارتي أسامة، لقد طعنتم في إمارتي أباه من قبله، وأيم الله إن كان للإمارة لخليقًا وإن ابنه من بعده لخليق للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإنهما لمخيلان لكل خير، واستوصوا به خيرًا، فإنه من خياركم ». ثم نزل فدخل بيته وذلك يوم السبت 10 ربيع الأول وجاء المسلمون الذين يخرجون مع أسامة يودّعون النبي محمد ، فجعل يقول « أنفذوا بعث أسامة ». [1]
فلما كان يوم الأحد اشتد بالنبي محمد وجعه فدخل أسامة من معسكره والنبي مغمور، فطأطأ أسامة فقبله والنبي لا يتكلم، فجعل يرفع يديه إلى السماء ثم يضعهما على أسامة قال « فعرفت أنه يدعو لي » ، ورجع أسامة إلى معسكره ثم دخل يوم الإثنين وأصبح النبي مفيقًا، فقال له « اغد على بركة الله » ، فودعه أسامة وخرج إلى معسكره فأمر الناس بالرحيل. فبينا هو يريد الركوب إذا رسول أمّه أم أيمن قد جاءه يقول « إن رسول الله يموت فأقبل » ، وأقبل معه عمر وأبو عبيدة فانتهوا إلى النبي وهو يموت فتُوفي يوم الإثنين 12 ربيع الأول ، ودخل المسلمون الذين عسكروا بالجرف إلى المدينة المنورة ، ودخل بريدة بن الحصيب بلواء أسامة معقودًا حتى أتى به باب النبي فغرزه عنده.