صِدق ابي ذر من أي جهة جاء.
- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٢ - الصفحة ٢٨٥
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٢ - الصفحة ٢٨٥
ثم عرض علينا المحب لنا فوالله ما رأيت روحك فيمن عرض علينا، فأين كنت؟ فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه. لماذا الامام علي عليه السلام؟
لسنا نحن من نختار فلنا في رسول الله أسوة حسنة وهذا الأمر أمر الهي بعيد عن البشر وعقولهم المحدودة والمقيدة فاختيار الامام من الله سبحانه وتعالى والايمان بولاية أمير المؤمنين عليه السلام والخضوع لهذا الأمر ميزان قبول الأعمال ورفضها حتى وإن كان هذا الشخص النبي الكريم صلى الله عليه وآله حيث ورد في الكتاب الكريم: "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته".. جميع محاولات النبي صلى الله عليه وآله وصبره في مجال الرسالة سوف يذهب هباءً إن لم يبلغ الأمر. فكيف لا نختاره وهو أول من أسلم وآمن عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعلي ابن أبي طالب (هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهذا الصديق الأكبر وهذا فاروق هذة الأمة يفرق بين الحق والباطل وهذا يعسوب المؤمنين). بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٢ - الصفحة ٢٨٥. *١
من فدى بروحه لأجل محبوبه، إن الله سبحانه وتعالى أوحى ليلة المبيت على الفراش إلى جبريل وميكائيل إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر, فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة, فاختار كلاهما الحياة.. أوحى الله إليهما: ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد فبات على فراشه ليفديه بنفسه ويؤثره بالحياة, اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه.
حكايتنا مع هذا الحب قديمة جداً، هذه الكلمات عريقة جداً، وذات معنى أصيل ومعقد بعض الشيء، ياترى من أين بدأت؟
تذكرت ربما في تلك اللحظات التي لم نكن نعرف كيف نقوم من مكاننا وكنا بين العجز والرشد نقوم تارة ونقع أخرى يرددون بأعلى صوت: ياعلي مدد، كي نتشجع ونقوى على النهوض ونتعلم المشي، أو ربما قبل ذلك عندما كانت تشعر تلك المرأة الأعلى مقاما في حياتنا بوجع الولادة وكانت تشعر بأن الروح تكاد أن تخرج من جسدها وكانت تردد بين الألم والأمل: ياعلي مدد. أو ربما قبل ذلك عندما ابتسمت من عرفت بحملها وحصنت مافي بطنها باسمه وبين آلاف الأفكار السلبية حول نوع الحمل ونوع الجنين كانت تتمنى أن تنتهي كل شيء بخير وكانت تردد: ياعلي مدد. في لحظات العجز عندما نفقد السيطرة على حياتنا وتنتهي جميع محاولات الأرض نرفع قضيتنا إلى رب السماء بواسطة امام الرحمة ونقول بانكسار: ياعلي مدد، ولكن بالتأكيد حكايتنا أقدم بكثير من عالم الدنيا أو عالم الأجنة وعندما كنا في ظلمات..
فقد ورد في بصائر الدرجات: أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله (عليه السلام) إن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو مع أصحابه فسلم عليه ثم قال: أنا والله أحبك وأتولاك، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): ما أنت كما قلت، ويلك إن الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام.