وقال النووي رحمه الله: " اعلم أن التعليم هو الأصل الذي به قوام الدين، وبه يُؤمن إمّحاق العلم، فهو من أهم أمور الدين وأعظم العبادات وآكد فروض الكفايات. قال الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ) وقال تعالى (إن الذين يكتمون ما أنزلنا) الآية. وفي الصحيح من طرق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليبلغ الشاهد منكم الغائب) والأحاديث بمعناه كثيرة، والإجماع منعقد عليه" انتهى من "المجموع" (1/ 30). الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين رحمة الله تعالى - توضيح معنى حديث : " من كتم علماً ألجم بلجام من نار ". وقد يجب التعليم وجوبا عينيًا في بعض الحالات، كمن كان عنده علم بمسألة ليست عند غيره، أو من رأى كافرًا يريد الإسلام، يقول علموني الإسلام، وما الدين؟ وكيف أصلي؟ وكمن جاءه مستفتٍ يسأله عن الحلال، أو الحرام، فإنه يلزمه حينئذ البيان، ويحرم الكتمان. قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ البقرة/159
قال القرطبي رحمه الله: "قيل: المراد كل من كتم الحق، فهي عامة في كل من كتم علما من دين الله ، يُحتاج إلى بثه، وذلك مفسر في قوله صلى الله عليه وسلم: (من سئل عن علم [يعلمه] فكتمه ، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار).
- الدرر السنية
- من كتم علما كان عليه حجه يوم القيامه
- الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين رحمة الله تعالى - توضيح معنى حديث : " من كتم علماً ألجم بلجام من نار "
- حكم من كتم علماً
- من كتم علما بقلم:فاطمة المزروعي
الدرر السنية
من كتم علما
فاطمة المزروعي ً
قبل فترة من الزمن ليست بالقليلة حدثتني صديقة لتوها تبدأ مهمات وظيفة جديد، كانت خلال حديثها تشكو من زميلات العمل وعدم تعاونهن معها في تعليمها المهمات الوظيفية، خصوصاً أنها لتوها في أول الطريق كما يقال وتريد إثبات جدارتها، لكنها كانت دوماً تصطدم برفض أو تجاهل أو تسويف في أفضل الأحوال. شرح حديث من كتم علما الجمه الله بلجان. نصحتها ذلك الحين بأن تواجههن وتبلغهن بأن هذا واجب عليهن، فأنت موظفة مثلهن ولا فرق إلا بالخبرة التي اكتسبنها، ثم إنك عندما تجيدين المهمات الوظيفية ستساعدينهن ويكون تميزك تخفيفاً عليهن. هذه الصديقة التقيت بها قبل نحو ثلاثة أيام وسألتها عما حدث معها، أجابتني وهي مكللة بالحزن بأن إحداهن قالت لها «من البديهي ألا نعطيك أي معلومة، فسر الإبداع هو أن تعرف كيف تخفي مصادرك، كما قال أينشتاين». أعتقد أنكم مثلي تماماً قد تملككم الذهول والاستغراب لأن الموضوع لا يوجد فيه أي إبداع ولا يوجد فيه أيضاً أي مصادر أو تميز، وظيفة روتينية ومكررة المهمات، وكل ما تحتاجه زميلتهن الجديدة بعض المعلومات إذا لم تعرفها اليوم ستعرفها غداً أو بعد غد. أعتبر أن هذا نموذج عن الأنانية لا أكثر، ومثال حي عن تضخم الأنا في قلوب البعض، فما الذي يمنع أن أمد يد المساعدة لزميلة جديدة لديها مهمات وظيفية محددة، فلن أخسر شيئاً ولن ينقصني شيء، وصدق الرسول الكريم عندما قال «من كتم علماً يَعلمه جاء يوم القيامة مُلْجَمًا بِلِجَام من نار».
من كتم علما كان عليه حجه يوم القيامه
10-12-2007
69457 مشاهدة
ما صحة هذا القول: (من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار)؟
رقم الفتوى:
695
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن هذه الجملة صحيحة في معناها، مستمدة من الحديث الشريف الذي رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كتم علماً يعلمُه أُلجم يوم القيامة بلجام من نار) قال الترمذي: حديث حسن صحيح. ويستفاد من هذا الحديث الشريف، وجوب بذل العلم الذي يعلمه الإنسان، وخاصة إذا اشتدت حاجة الناس إليه، وبذل العلم هو نوع من أنواع الصدقات التي يُتقرب بها إلى الله تعالى، وهو نوع من أنواع الإنفاق في سبيل الله تعالى. حكم من كتم علماً. وكل علم يبذل ابتغاء مرضاة الله عز وجل، مع العمل به فإنه يورث صاحبه علم ما لم يعلم من فضل الله تعالى القائل: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه}. وقال في المقاصد: يشمل الوعيد حبس الكتب عمن يطلبها للانتفاع بها، لا سيما مع عدم التعدد لنسخها، ومع كون المالك لا يهتدي للمراجعة منها، والابتلاء بهذا كثير. هذا، والله تعالى أعلم.
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين رحمة الله تعالى - توضيح معنى حديث : &Quot; من كتم علماً ألجم بلجام من نار &Quot;
وليعلم طالب العلم أنه كلما بيَّن العلم ، ازداد هذا العلم ؛ فإن العلم يزيد بزيادة نفسه ، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ) " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (6/ 2) ترقيم الشاملة. والحاصل:
أن التعليم والبيان الشرعي: يجب على الإنسان وجوبا عينيا ، إذا لم يكن يعلم بالمسألة غيره، أو سئل عنها، فيجب البيان ، ويحرم الكتمان إلا لعذر كخوف من ظالم، أو خوف فتنة على السامع ونحو ذلك. حديث من كتم علما. وأما العلم الدنيوي: فتقدم أنه من فروض الكفايات، ولم نقف على من أوجب تعليمه للغير ، وجوبا عينيا. والله أعلم.
حكم من كتم علماً
الحمد لله. تعليم العلم يدخل في فروض الكفايات؛ إذْ لابد من وجود من يعلم المسلمين أمور دينهم، ومن يعلمهم الصناعات والطب ونحوه. قال أبو حامد الغزالي رحمه الله:
"بيان العلم الذي هو فرض كفاية: اعلم أن الفرض لا يتميز عن غيره إلا بذكر أقسام العلوم ، والعلوم بالإضافة إلى الغرض الذي نحن بصدده تنقسم إلى شرعية وغير شرعية ، وأعني بالشرعية ما استفيد من الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه ، ولا يرشد العقل إليه مثل الحساب ، ولا التجربة مثل الطب ، ولا السماع مثل اللغة. فالعلوم التي ليست بشرعية: تنقسم إلى ما هو محمود ، وإلى ما هو مذموم ، وإلى ما هو مباح ؛ فالمحمود ما يرتبط به مصالح أمور الدنيا كالطب والحساب. وذلك ينقسم إلى ما هو فرض كفاية ، وإلى ما هو فضيلة وليس بفريضة ؛ أما فرض الكفاية فهو علمٌ لا يُستغنى عنه في قوام أمور الدنيا ، كالطب ؛ إذ هو ضروري في حاجة بقاء الأبدان. من كتم علما بقلم:فاطمة المزروعي. وكالحساب ؛ فإنه ضروري في المعاملات وقسمة الوصايا والمواريث وغيرهما. وهذه هي العلوم التي لو خلا البلد عمن يقوم بها حرج أهل البلد وإذا قام بها واحد كفى وسقط الفرض عن الآخرين. فلا يُتعجب من قولنا: إن الطب والحساب من فروض الكفايات ؛ فإن أصول الصناعات أيضا من فروض الكفايات ، كالفلاحة والحياكة والسياسة ، بل الحجامة والخياطة ؛ فإنه لو خلا البلد من الحجام تسارع الهلاك إليهم ، وحَرِجوا بتعريضهم أنفسهم للهلاك " انتهى من "إحياء علوم الدين" (1/16).
من كتم علما بقلم:فاطمة المزروعي
- مَن كتمَ علمًا ألجمَهُ اللَّهُ يومَ القيامةِ بلجامٍ من نارٍ
الراوي:
عبدالله بن عمرو
| المحدث:
المنذري
| المصدر:
الترغيب والترهيب
| الصفحة أو الرقم:
1/97
| خلاصة حكم المحدث:
[إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
| التخريج:
أخرجه ابن حبان (96)، والحاكم (346)، والبيهقي في ((المدخل إلى السنن)) (575)
من سُئل عن علمٍ فكتمه ألجمه اللهُ بلِجامٍ من نارٍ يومَ القيامةِ
أبو هريرة | المحدث:
الألباني
|
المصدر:
صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 3658 | خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
التخريج:
أخرجه أبو داود (3658) واللفظ له، والترمذي (2649)، وابن ماجه (266)، وأحمد (7571).
* كل كلمه تجدين لها محملاً حسناً فاحمليها عليه ولا تظني بمن حولك الا خيراً وتجازي عن الأخطاء التي تقع منهن فكلنا بشر والله يحب المحسنين.