228- باب استحباب صوم ستة من أيام من شوال
1/1254- عَنْ أَبي أَيوبِ ، أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتَبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كانَ كصِيَامِ الدَّهْرِ رواهُ مُسْلِمٌ. 229 - باب استحباب صوم الإثنين والخميس
1/1255- عن أَبي قَتَادَةَ ، أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الإثنين فقالَ: ذلكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنزِلَ عليَّ فِيهِ رواه مسلمٌ. 2/1256- وعَنْ أَبي هُريْرَةَ ، عَنْ رسولِ اللَّهِ ﷺ قالَ: تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يوْمَ الإثنين والخَميسِ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَملي وَأَنَا صَائمٌ رَواهُ التِرْمِذِيُّ وقالَ: حديثٌ حَسَنٌ، ورواهُ مُسلمٌ بغيرِ ذِكرِ الصَّوْم. 3/1257- وَعَنْ عائشةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا، قَالَتْ: كانَ رسولُ اللَّهِ ﷺ يَتَحَرَّى صَوْمَ الإثنين وَالخَمِيسِ. رواه الترمذيُّ وقالَ: حديثٌ حسنٌ. من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال. الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد:
فهذه الأحاديث في صوم ست من شوال والإثنين والخميس سبق أن الله جل وعلا إنما فرض علينا صوم رمضان، هذا هو الفرض على الأمة شهر في السنة فقط، وهو شهر رمضان وما سوى ذلك فهو تطوع وقربة إلى الله ، وأفضل ذلك أن يصوم يومًا ويفطر يومًا هو أفضل التطوع، صيام داود أن يصوم يومًا ويفطر يومًا، ويستحب صيام الإثنين والخميس وثلاثة أيام من كل شهر، وهكذا ست من شوال لحديث أبي أيوب عن النبي ﷺ أنه قال: من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر رواه مسلم، هذا يدل على فضل صيام الست من شوال سواء صامها في أوله أو في وسطه أو في آخره، وسواء كان صامها متفرقة أو متتابعة فالحديث يعم الجميع.
البشارة الحادية والثلاثون من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال - Youtube
س: متأكد شره؟
الشيخ: يستحق الهجر، من أظهر المعصية يستحق الهجر، هذه قاعدة سنة مؤكدة هجره. الشيخ: لا ما يصير قاطع لأن هذا من السبب يقول ابن عبدالقوي رحمه الله:
وهجران من أبدى المعاصي سنة
وقد قيل إن يردعه أوجب وأكد
وقيل على الإطلاق ما دام معلنًا
ولاقه بوجه مكفهر مربد
س: حتى ولو كان عمه مثلا ؟
الشيخ: نعم ولو أخوه أو عمه إذا كان أظهر المعصية. س: إذا كان يتمادى إذا قطع؟
الشيخ: إذا رأى مواصلة النصح جزاه الله خيرًا، إذا رأى أخوه أو عمه مواصلة النصح حتى لا يستمر لا يهجره بل يكون لقاءه له نصيحة ما هو بلقاء أنس ومحبة، لقاء نصح كلما لقاه نصحه ووجهه هذا من باب الخير، من باب التعاون على البر والتقوى.
من صام رمضان ثم أتبعه | مجلة البرونزية
نشرت وزارة الأوقاف، نص خطبة عيد الفطر 2022، مؤكدة على جميع الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصًّا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية كخطبة الجمعة. نص خطبة عيد الفطر 2022
ودعت الأوقاف، الله العلي القدير، أن يعجل برفع البلاء عن مصرنا العزيزة وسائر بلاد العالمين.
شرح حديث من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال
وقد أثنى الله تعالى على طائفة من أهل الكتاب بقوله: { من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل و هم يسجدون} (آل عمران: 113). وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالمحافظة على قراءته ومعاهدة حفظه ، فقال: «تعاهدوا القرآن ، فوالذي نفسي بيده لهو أشدُّ تفصياً من الإبل في عقلها» متفق عليه. ولئن كان رمضان هو شهر الزكاة لأكثر المسلمين ، فإن انفاق المنفقين الخيرين لا ينقضي ولا ينتهي ، بل هو مستمر دائم ، كما قال الله عز وجل: { الذين ينفقون أموالهم بالليل و النهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} (البقرة: 274)
وقال: { والذين في أموالهم حق معلوم * للسائل و المحروم} ( المعارج: 25-26). وهذا يدل على دوام إنفاقهم في كل وقت وحين ، وليس خاصاً بزمن دون زمن. لأن الفقراء والمساكين حاجاتهم مستمرة ، فلا يغفل عنهم المسلم بقية السنة. شرح حديث من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال. وكان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، لكن هو صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس دوما ، بل كما وصفه أصحابه أنه ما سئل شيئاً قط فقال: لا. وجوده كان بكل أنواع الجود ، بالمال وبالعلم وبالبدن وبالجاه. ولئن كان شهر رمضان هو شهر إطعام الطعام للفقراء والأقرباء والجيران ، فينبغي أن يدوم ذلك ، كما قال عليه الصلاة والسلام لأبي ذر رضي الله عنه: «يا أبا ذر، إذا طبخ أحدكم قدراً فليكثر مرقها ، ثم ليناول جاره منها» رواه الطبراني في الصغير.
وأما استئناف عمل صالح جديد عقب الفريضة، فدل عليه قول الله تعالى: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 8]، فالفراغ إما أن يكون من فرائض الدين، فلينصب في النوافل عقبها، أو يكون الفراغ من واجبات الدنيا بعد إنجازها، فينصب في أعمال الآخرة بحيث لا يكون في فراغ البتة؛ بل هو في عبادة دائمة؛ فإن كان في عمل الدنيا فهو يعمل ليعف نفسه، وينفق على أهل بيته، وينفع بعمله المسلمين، وهو مأجورٌ على نيته تلك، فإذا فرغ من هذا العمل الدنيوي، نصب في العمل للآخرة. إنها قاعدة ربانية ترسم للمسلم منهجَه، وتدله على طريقه، وتثبت أنه لا فراغ لديه؛ فحياته لله تعالى، ومماته لله تعالى، يعيش في سبيله سبحانه، ويموت في سبيله - عزَّ وجلَّ - ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 163]. ومن رحمة الله تعالى بالمؤمن أن أزمان اللهو المباح - كما في الأعياد، وأوقات الاستجمام مع الأهل والعيال - هي عبادات أذن الله تعالى بها، ومن أهدافها بيانُ سَعة الإسلام، وتنشيط المؤمن لأداء عبادات أخرى؛ فإن العبد إن أخذ نفسه بالشدة على الدوام أصابه السأمُ والملال؛ ولذا كانت الأعياد بعد مواسم العبادات من التوسعة المشروعة، وقد أقرَّ النبي صلى الله عليه وسلم لعب الحبشة بالحراب في يوم العيد، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لِتَعْلَمَ اليهود أنَّ في دِينِنَا فُسْحَةً، إني أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ))؛ رواه أحمد.
ولما ذُكر عبد الله بن عمر للنبي صلى الله عليه وسلم قال: نعم الرجل عبد الله ، لو كان يقوم من الليل ، فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً ، رواه البخاري. وقال: لا تكن مثل فلان! كان يقوم الليل فتركه. من صام رمضان ثم أتبعه ستا. وهذا يدل على أن ترك قيام شيء من الليل نقص في إيمان الرجل وعمله ، وقيام الليل يتحقق ولو بركعتين بعد العشاء ثم يوتر بركعة ، وأفضله بعد شطر الليل أو في ثلثه الأخير. وعبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس أفشوا السلام، و أطعموا الطعام، و صلوا الأرحام، و صلّوا بالليل و الناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام»، رواه الترمذي. وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى ترم قدماه ، وفي رواية: ساقاه ، رواهما البخاري. ولئن كان رمضان هو شهر القرآن الذي أنزل فيه ، ويكثر فيه المسلمون من قراءته وسماعه في أيامه ولياليه ، فإن المؤمن لا يهجر كتاب الله تعالى في غير رمضان ، بل هو كتابه الأول يتلوه ليلاً و نهارا ً، سراً و جهارا ً، سفراً و حضراً ، لا يفارقه أبداً ، قال عز وجل: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به} (البقرة: 121) ، و قال سبحانه: { إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور} (فاطر: 29).