أسامة شحادة
مما حدثنا به ربنا عز وجل عن معركة أحد بين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام وبين كفار قريش، قوله جل في علاه: "وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا" (النساء، الآية 104). وقد نزلت هذه الآية في أبي سفيان وأصحابه لما رجعوا يوم أُحد، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم طائفة في آثارهم فشكوا ألم الجراحات، فقال الله تعالى: "ولا تهنوا"، أي: لا تضعفوا (في ابتغاء القوم) في طلب أبي سفيان وأصحابه، "إن تكونوا تألمون"، أي تتوجعون من الجراح، "فإنهم يألمون"، أي يتوجعون، يعني الكفار، "كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون"، أي وأنتم مع ذلك تأملون من الأجر والثواب في الآخرة والنصر في الدنيا ما لا يرجون. (ولا تهنوا في ابتغاء القوم) استراتيجية عظيمة في مواجهة العدو | الحقيقة. وهذا تفسير الإمام البغوي للآية. وهذه الآية تكاد تصف حالنا اليوم، بسبب ما تعانيه الأمة اليوم من عدوان غاشم ظالم عليها من جهات متعددة. ففي القدس وفلسطين عموماً، لا يتوقف عدوان اليهود من الجيش والساسة وقطعان المستوطنين والحاخامات على المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني في غزة والضفة وأهل الداخل.
إسلام ويب - إعراب القرآن للنحاس - شرح إعراب سورة النساء - قوله تعالى ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون- الجزء رقم1
ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما.
(ولا تهنوا في ابتغاء القوم) استراتيجية عظيمة في مواجهة العدو | الحقيقة
• الآية 104
- عدد القراءات: 1759 - نشر في: 09--2008م الآية 104
﴿وَلاَ تَهِنُوا فِى ابْتِغَآءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾
سبب النزول
قرع السّلاح بسلاح يشابهه:
روي عن ابن عباس ومفسّرين آخرين أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - بعد الأحداث الأليمة لواقعة أحد - صعد إِلى جبل أحد وكان على الجبل أبوسفيان، فخاطب النّبي بلهجة الفاتح بقوله: "يا محمّد يوم بيوم بدر! " وعنى أبوسفيان بذلك أن إِنتصارهم في أُحد كان مقابل هزيمتهم في واقعة بدر. إسلام ويب - تفسير المنار - سورة النساء - تفسير قوله تعالى ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون - الجزء رقم3. فطلب النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من المسلمين أن يردوا عليه فوراً، ولعل النّبي أراد أن يثبت لأبي سفيان إِنّ من تربوا في ظل الرسالة الإِسلامية يتمتعون بكامل الوعي، فرد المسلمون على أبي سفيان: هيهات أن يستوي الوضع بين المؤمنين والمشركين، فشهداء المؤمنين في الجنّة وقتلى المشركين في النّار. فأجاب أبو سفيان - صارخاً ومفتخراً - بالعبارة التالية:
"لنا العزّى ولا عزّى لكم" فردّ عليه المسلمون: "الله مولانا ولا مولى لكم" ولما عجز أبوسفيان عن الردّ على هذا الجواب والشعار الإِسلامي الحي تخلى عن صنمه "العزى" وعرج على صنم آخر هو ي"هبل" متوس إِليه بقوله: "أُعل هبل، أُعل هبل" فردّ عليه المسلمون بجواب قوي علّمهم إِياه نبي الإِسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو:
"الله أعلى وأجل".
إسلام ويب - تفسير المنار - سورة النساء - تفسير قوله تعالى ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون - الجزء رقم3
(90) 10408- حدثني يحيى بن أبي طالب قال، أخبرنا يزيد قال، أخبرنا جويبر، عن الضحاك في قوله: " إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون "، قال: ييجعون كما تيجعون. وقد ذُكر عن بعضهم أنه كان يتأول، (91) قوله: " وترجون من الله ما لا يرجون "، وتخافون من الله ما لا يخافون، من قول الله: قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ [سورة الجاثية: 14] ، بمعنى: لا يخافون أيام الله. إسلام ويب - إعراب القرآن للنحاس - شرح إعراب سورة النساء - قوله تعالى ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون- الجزء رقم1. وغير معروف صرف " الرجاء " إلى معنى " الخوف " في كلام العرب، إلا مع جحد سابق له، كما قال جل ثناؤه: مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا [سورة نوح: 13] ، بمعنى: لا تخافون لله عظمة، وكما قال الشاعر: (92) لا تَرْتَجِــي حِــينَ تُلاقِـي الذَّائِـدَا أَسَــبْعَةً لاقَــتْ مَعًــا أَمْ وَاحِـدَا (93) وكما قال أبو ذؤيب الهُذَليّ: إِذَا لَسَـعَتْهُ النَّحْـلُ لَـمْ يَـرْجُ لَسْـعَهَا وَخَالَفَهَـا فِـي بَيْـتِ نُـوبٍ عَـوَامِلِ (94) وهي فيما بلغنا - لغةٌ لأهل الحجاز يقولونها، بمعنى: ما أبالي، وما أحْفِلُ. (95) * * * القول في تأويل قوله: وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104) يعني بذلك جل ثناؤه: ولم يزل الله=" عليمًا " بمصالح خلقه=" حكيمًا "، في تدبيره وتقديره.
وحتى على مستوى العالم تتزايد اليوم مساحة المقاطعة الشعبية للإسرائيليين ومؤسساتهم ومنتجاتهم، دعماً لحملة "بي دي إس". وأخيراً، جاء قرار منظمة اليونسكو بأحقية المسلمين وحدهم بالمسجد الأقصى، في انتصار معنوي وسياسي مهم في صراعنا الطويل. وعلى صعيد تنظيم "داعش" فهو يتراجع في العراق وسورية، وينفضح فكره يوما بعد يوم. وقد عانت أمتنا كثيراً من أفكار تنظيمات الغلو والتطرف ومن تصرفاتها المتهورة، ومن اختراقات أجهزة الاستخبارات العالمية لها. وكشفت هذه المحن الرهيبة عن خطر هؤلاء الغلاة على الإسلام والمسلمين عندما طعنوا الكثير من الحواضن الشعبية في ظهرها بعد أن ادعوا حمايتها ونصرتها، وكشفت ممارساتهم وخياناتهم التي وثقت اليوم بوسائل التواصل الاجتماعي عن حقيقة جهلهم وعدوانهم على الشريعة الإسلامية وخدمتهم لأجندات أعداء الإسلام والمسلمين، مما أيقظ الكثير من العلماء والدعاة والشباب على حقيقة هذه التنظيمات التي كانت تختبئ خلف شعارات إسلامية وخطابات منمقة وصيت الجهاد والمقاومة! وهذا الوعي بخطر وفشل منهج الغلو مكسب كبير للأمة في صراعها مع أعدائها. أما بخصوص الفكر الطائفي الذي ينخر في جسد الأمة منذ عدة عقود وهو يرفع شعارات الوحدة الإسلامية والتقارب بين المذاهب، بينما كان في الحقيقة يزرع خلاياه الطائفية النائمة، والتي استيقظت لتقتل الأبرياء في كل مكان بكل وحشية وإجرام، وبرغم رفع شعارات المقاومة والممانعة والعداء للشيطان الأكبر، إذ تبينت الرؤية للأمة المخدوعة أنها شعارات للخداع، وإلا فالتحالف والتعاون والتقاطع مع الشيطان الأكبر قائم على قدم وساق، ولا مقاومة ولا ممانعة إلا للتسلل والخداع.
تاريخ النشر: السبت 15 ذو القعدة 1428 هـ - 24-11-2007 م
التقييم:
رقم الفتوى: 101629
8477
0
282
السؤال
لماذا يبدأ الشيوخ رجال الدين كلامهم ب: " الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله.. " ؟ و هل يجوز للمسلم العادي أن يفعل ذلك ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبدء الخطب وغيرها من الكلام بالحمد والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- هو السنة، لما روى أبو هريرة رضي الله عنه مرفوعا: كل كلام لا يبدأ بالحمد لله فهو أجذم أي مقطوع البركة. رواه أ بو داود. وروى أحمد و أبو داود و الترمذي و النسائي وابن ماجه عن أبي عبيدة عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبة الحاجة: - وهي الخطبة التي كان يقولها بين يدي كلامه في خطبه ومواعظه، وعلم أصحابه أن يقولوها بين يدي حاجاتهم، كالخطبة والعقود ونحو ذلك- كان يقول في بدئها: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. وقد جاءت على ألفاظ متنوعة مشتركة ومختلفة في بعضها، لكن يجمعها البدء بالحمد والشهادة. وورد الترغيب في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد أخرج مسلم من حديث أبي هريرة ولفظه: من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول
ومنها حديث أبي بردة الذي أخرجه النسائي ولفظه: من صلى علي من أمتي صلاة مخلصا قلبه، صلى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه بها عشر درجات، وكتب له عشر حسنات، ومحيت عنه عشر سيئات. وعليه، فليس مستغربا بعد كل هذا أن يبدأ الشيوخ وغيرهم كلامهم ب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..
وللمسلم العادي أن يفعل ذلك وهو مأجور عليه إن شاء الله. والله أعلم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام مقدمة
تحرير المقال في الحمد والصلاة والسلام على سيد الإرسال
تحرير المقال في الحمد لله والصلاة والسلام على سيّد الإرسال
معلومات الكتاب
المؤلف
سحنون بن عثمان الونشريسي
البلد
الجزائر
اللغة
عربية
الناشر
دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع بيروت لبنان. تاريخ النشر
-الطبعة: الأولى سنة 1430هـ - 2009م. الموضوع
التقديم
عدد الأجزاء
1
عدد الصفحات
53
الفريق
المحقق
الحاج بنيرد
تعديل مصدري - تعديل
تحرير المقال في الحمد والصّلاة والسّلام على سيّد الإرسال هو كتاب من تأليف الشيخ سحنون بن عثمان الونشريسي [1] [2] وقام بتقديمه الشيخ أبي عاصم بشير ضيف بن أبي بكر الجزائري. [3]
== موضوع الكتاب [4]
هو كتاب لغوي يشرح فيه المؤلف عبارة: « الحمد لله والصّلاة والسلام على رسول الله » شرحّا لغوياً متقناً ومنظماً، وقد رتبه على مقدمة وعرض وخاتمة، أما العرض فقد قسمه على قسمين وهما
قسم لشرح عبارة الحمد «الحمد لله»
قسم لشرح عبارة «والصلاة والسلام على رسول الله»
أما القسم الأول ففيه ثمانية فصول - تفاؤلا بنيل أبواب الجنة الثمانية على حد تعبير مؤلفه. أمّا القسم الثاني ففيه فصل واحد، يشرح فيه ألفاظه شرحا لغويا متينا. مصادر الكتاب [ عدل]
اعتمد المؤلف بالدرجة الأولى في تأليف كتابه على متن العقيدة السنوسية وشرحها «أم البراهين» لأبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي (ت895هـ)، وأصل هذه العبارة التي شرحها في مقدمة هذه العقيدة التي تبتدئ بعبارة: الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله ، كما صّرح المؤلف نفسه في المقدمة بقوله:«وكان ممن يفتتح به أبو عبد الله سيدي احمد السنوسي»، قد اعتمد أمرين أساسيين في كتابه، وهما: كتب السابقين، ومروياته عن أشياخه.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم - YouTube
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
والجماعة هم السواد الأعظم ليس معناه صلاة الجماعة، كما يوضح ذلك حديث زيد
بن ثابت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال [ثلاث لا يُغَل عليهن قلب
المؤمن: إخلاص العمل، والنصيحة لولي الأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تكون
من وراءَهم]. قال الحافظ ابن حجر: حديث حسن. وأهل السنة
والجماعة هم السواد الاعظم الفرقة الناجية وقد حدث بعد سنة مائتين وستين
للهجرة انتشار بدعة المعتزلة والمشبهة وغيرهما فقيض الله إمامين جليلين أبا
الحسن الاشعري المتوفى سنة 324 هـ وأبا منصور الماتريدي المتوفى سنة 333
هـ رضي الله عنهما فقاما بايضاح عقيدة أهل السنة التي كان عليها الصحابة
ومن تبعهم بإيراد أدلة نقلية وعقلية مع رد شبه المعتزلة والمشبهة
وغيرهمافنسب اليهما اهل السنة فصار يقال لاهل السنة أشعريون وماتريديون. قال
الإمام البيهقي [إن أبا الحسن الأشعري رحمه الله لم يحدث في دين الله
حَدَثا، ولم يأت فيه ببدعة، بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم من
الأئمة في أصول الدين فنصرها بزيادة وشرح وتبيين]. وذكر العز بن عبد السلام
أن عقيدة الأشعري أجمع عليها الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة
ووافقه على ذلك من أهل عصره شيخ المالكية في زمانه أبو عمرو بن الحاجب
وشيخ الحنفية جمال الدين الحصيري وأقره على ذلك التقي السبكي.
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام
ويقول
تاج الدين السبكي [وهؤلاء الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة في
العقائد يد واحدة كلهم على رأي أهل السنة والجماعة يدينون لله تعالى بطريق
شيخ السنّة أبي الحسن الأشعري رحمه الله]. ثم يقول [وبالجملة عقيدة
الأشعري هي ما تضمنته عقيدة أبي جعفر الطحاوي التي تلقاها علماء المذاهب
بالقبول ورضوها عقيدة]. قال الحافظ مرتضى الزبيدي في شرح
إحياء علوم الدين: الفصل الثاني [إذا اطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم
الأشاعرة والماتريدية]. وقال الفقيه الحنفي ابن عابدين في حاشيته [أهل
السنة والجماعة وهم الأشاعرة والماتريدية]. وهذا هو دين الله
الذي كان عليه السلف الصالح وتلقاه عنهم الخلف الصالح، وطريقة الأشعري
والماتريدي في أصول العقائد متحدة. فالمذهب الحق الذي كان عليه السلف
الصالح هو ما عليه الأشعرية والماتريدية وهم مئات الملايين من المسلمين
فكيف يكون هؤلاء السواد الأعظم على ضلال، وتكون شرذمة هي نحو ثلاثة ملايين
على الحق، والصواب أن الرسول عليه السلام أخبر بأن جمهور أمته لا يضلون
وذلك من خصائص هذه الأمة، ويدل على ذلك ما رواه الترمذي وابن ماجة
وغيرهما [إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة] وعند ابن ماجة زيادة [فإذا رأيتم
اختلافًا فعليكم بالسواد الأعظم].
ويقوي هذا الحديث الحديث الموقوف على
أبي مسعود البدري [وعليكم بالجماعة فإن الله لا يجمع هذه الأمة على
ضلالة] قال الحافظ ابن حجر [وإسناده حسن]، والحديث الموقوف على عبد الله بن
مسعود وهو أيضًا ثابت عنه [ما رءاه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن، وما
رءاه المسلمون قبيحًا فهو عند الله قبيح]، قال الحافظ ابن حجر [هذا موقوف
حسن]. فالعقيدة الحقة التي كان عليها السلف الصالح هو ما
عليه الأشعرية والماتريدية وهم مئات الملايين من المسلمين السواد الاعظم
الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة وقد أخبر الرسول صلى الله
عليه وسلم أن جمهور أمته لا يضلون فيا فوز من تمسك بهم.