[٨] [٩] وفي الجنّة أنهار متعددة؛ منها: أنهار اللبن، وأنهار العسل، وكذلك أنهار الخَمْر، وأنهار الماء، ويأكل أهلها كلّ ما يشتهون من الفاكهة واللحوم وغيرها، أمّا شرابهم؛ منه: الزنجبيل، والتسنيم، والكافور، كما أنّهم يلبسون في الجنّة الحرير والديباج، ولا تبلى ملابسهم أبداً، وفي الجنّة حليّ وأساور كذلك، تكون من الذّهب واللؤلؤ والفضّة، ويكون ضياؤها شديداً قوياً، كما أنّ للشهيد تاج يسمّى تاج الوقار يلبسه في الجنّة ويكون من ياقوت.
نعيم وأحوال النساء المؤمنات في الجنة - إسلام ويب - مركز الفتوى
[٤] وبالإضافة إلى ذلك النّعيم العام للرّجال والنّساء فقد خُصّت المرأة بنعيم ترغبه بفطرتها وتهفو إليه بطبعها؛ وهو أنّ الله -سبحانه وتعالى- يجعلها أجمل من الحور العين بأضعافٍ كثيرةٍ في الجنّة وِفْق ما ورد في بعض الآثار، كما أنّ الله -تبارك وتعالى- يُعيدها إلى شبابها وبكارتها كذلك، كما أخبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؛ حيث قال: (يا أمَّ فلانٍ؛ إنَّ الجنةَ لا تدخلُها عجوزٌ، قال: فولَّت تبكي، فقال: أَخبِروها أنّها لا تدخلُها وهي عجوزٌ، إنَّ اللهَ -تعالَى- يقول: إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً، عُرُباً أَتْرَاباً). [٥] [٤] ولأنّ الزّواج من أكثر ما يشتهيه الإنسان ويرغب به فهو حاصل في الجنّة للرّجل والمرأة، فكما أنّ الله -سبحانه وتعالى- وعد الرّجال بالحُور العين؛ فقد جعل للمرأة المسلمة زوجاً في الجنّة بحسب حالها في الدنيا، وبيان ذلك فيما يأتي: [٤]
إن كانت المرأة غير المتزوجة في الدنيا؛ فإنّ الله -سبحانه وتعالى- يختار لها زوجاً في الجنّة من رجال الدنيا. إن كانت المرأة المطلّقة في الدنيا والتي لم تتزوّج بعد طلاقها من رجل آخر؛ فإنّ الله -تعالى- يزوّجها في الجنّة برجلٍ من رجال الجنّة.
Books ماذا أعد الله للنساء في الجنة - Noor Library
وصفٌ لعموم الجمال، حيث قال الله تعالى: (كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ) ؛ [٨] أيّ أنّهنّ يشابهن الياقوت في صفائهن، ويشابهن المرجان من بياضهنّ. وصفٌ لصباهنّ، حيث قال الله تعالى: (إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً*فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا*عُرُبًا أَتْرَابًا) ، [٩] ويقول ابن عباس عن تفسير كلمة عرُباً؛ أيّ يتحببن إلى أزواجهنّ، وقيل العواشق لأزواجهنّ، وفي معنى أتراباً ورد أنّهنّ كلهنّ في عمر الثلاث والثلاثين عاماً، وقيل في أتراباً؛ أيّ المتآخيات فيما بينهنّ، لا تباغض بينهنّ، ولا تحاسداً. وصف جمال الأخلاق ، وهو المتمم لجمال الشكل، حيث قال الله تعالى: (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ) ، [١٠] ذكر ابن القيم في تفسير ذلك: وصفهن بأنّهن خيرات حسان، وهو جمع خَيْرة، وأصلها خَيّرة، وهي التي قد جمعت المحاسن ظاهراً وباطناً، فكمل خلقها وخلقها، فهن خيّرات الأخلاق، حسان الوجوه. وصفهنّ بالطهارة الكاملة، حيث قال الله تعالى: (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ، [١١] فقد طهُرت الحور العين من الحيض والبول والغائط، وكلّ أذىً كان يصيب النساء في الدنيا، وأمّا في الباطن، فقد طهرن أيضاً من الغيرة، وإبطان الأذى للزوج، أو الرغبة بغيره.
اهـ
وقد ثبت بالأدلة أن المؤمنين يرون ربهم في الآخرة، ومن هذه الأدلة قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ {القيامة:22-23}
وقال عز وجل: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ. فالحسنى: هي الجنة، والزيادة: هي النظر إلى وجه الله الكريم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة؟ وتنجنا من النار؟. قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل. ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة. ) رواه مسلم. وقال الطحاوي رحمه الله: والرؤية حق لأهل الجنة، بغير إحاطة ولا كيفية، كما نطق به كتاب ربنا: وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة.... انتهى. فهوني عليك الأمر واعلمي أن الله تعالى يقذف في قلوب أهل الجنة حب بعضهم لبعض، وينزع من قلوبهم الضغينة والحقد، ويحبب الأزواج إلى الزوجات، والزوجات إلى الأزواج لتكتمل سعادتهم. وليكن اهتمامك منصبا على الأعمال المفضية لدخول الجنة والحصول على الدرجات الرفيعة فيها، واشغلي فكرك بتعلم الدين وتعليمه والدعوة إليه وبما يرفع درجتك في الجنة من الأعمال الصالحة.
تفسير سورة الزمر - الحلقة 1 - الشعراوي - YouTube
تفسير سوره الزمر مكتوبه
والظلم الثالث: ظلمك لإخوانك من بني آدم، كفاراً كانوا أو مؤمنين، فلا تظلم أحداً؛ فإن الله حرم الظلم على نفسه،فسبك وشتمك وتقبيحك وتعييرك لأخيك، وسلبك لماله، وانتهاك عرضه ظلم له وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ [الزمر:47]. وبدا: أي: ظهر فظهر لهم وشاهدوا الجحيم ولهبها، والسلاسل والأغلال، ولم يكونوا يظنون ذلك في عقولهم. وهنا لطائف منها: أن من الناس من يسخر ويستهزئ ويقول: ليس هناك عذاب ولا جحيم وجنة ولا سعادة ولا غيره، وهذا هو احتساب الملاحدة والعلمانيين والبلاشفة الحمر. تفسير سوره الزمر لابن كثير. وهناك احتساب من هو منغمس في الذنوب والآثام، ولا يحتسب أن الله يجزيه بها، فيتلاعب ويتلاهى ويعرض عن الجزاء، ويواصل في ذنوبه وآثامه، وقد كان أحد الصالحين من السلف عند مرضه الذي مات فيه متحيراً فسألوه: عن حيرته فقال: أخشى من هذه الآية: وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ [الزمر:47]. قال تعالى: وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا [الزمر:48]. أي: ظهر لهم سيئات ما كسبوا، أما الآن ما تظهر للظالمين ولا للمفسدين سيئاتهم أبداً ولكن تظهر يوم القيامة. ثم قال تعالى: وَحَاقَ بِهِمْ [الزمر:48]، أي: وأحاط بهم مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون [الزمر:48].
سورة الزمر تفسير ابن كثير
ابن عثيمين © 2022
وهذه الآية تتناول الكافرين والمشركين والظالمين. والله تعالى أسأل ألا نكون ظالمين ولا مشركين ولا آثمين. فعلينا أن نستعين بالله على أداء الواجبات في حدود قدرتنا، ونستعين به على ترك المنهيات، وليس في المنهيات ما يجب عليك أن تعمله أبداً؛ لأنها إنما تتعلق بالترك والإهمال فقط، لكن الواجبات قد تعجز عن فعل بعضها. تفسير سورة الزمر للناشئين (الآيات 22 - 47).
هداية الآيات
قال: [ هداية الآيات] والآن مع هداية الآيات. [من هداية هذه الآيات: أولاً: مشروعية اللجوء إلى الله تعالى عند اشتداد الكرب وعظم الخلاف والدعاء بهذا الدعاء وهو: اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم؛ إذ ثبتت السنة به] وجاء في النهر: [ روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستفتح به صلاته من الليل، وروي عن سعيد بن جبير أنه قال: إني لأعرف آية ما قرأها أحد قط فسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه قوله: قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ [الزمر:46]]. فما توسل به أحد إلى الله إلا وقضى الله حاجته. [ ثانياً: بيان عظم العذاب وشدته يوم القيامة وأن المرء لو يقبل منه فداء لافتدى منه بما في الأرض من أموال ومثله معه] وجاء في النهر: [ روي أن محمد بن المنذر جزع عند موته جزعاً شديداً، وقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: أخاف آية من كتاب الله: وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ [الزمر:47]].