رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا، تعد هذه الآية من الآيات التي وردت في سورة المزمل، فتعد سورة المزمل من السور التي نزلت في مكة المكرمة أي من السور المكية، ويبلغ عدد آياتها عشرون أية، وهي في الترتيب الثالث والسبعون في المصحف الشريف، وذلك في الجزء التاسع والعشرون، وهي من السور التي تم البدء لها بأسلوب النداء، وهي تأتي بعد سورة القلم، وهي قيام الليل، حيث قال الله تعالى "رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا" فسنتعرف على تفسير هذه الآية في موقعنا منبع الحلول التعليمي. الإجابة هي: رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا تعنى أن الله هو رب المشرق والمغرب كله، وقول الله تعالى فأتخذه وكيلا هو أنه يعني لا يلجأ العبد إلى غير الله من الخلق فيلجأ له هو ولا أحد سواه، ولا يطلب المدد والعون من غيره كونها هو ربك وخالقك، والتوكل على الله هو كل الصفات التي دعا لها الله تعالى ان يقوموا بها عبادة المخلصين.
- رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا دعاء يحتار الملائكة في
رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا دعاء يحتار الملائكة في
ويأتي هنا مقام الصبر والهجران، لكثرة إتهامات الأعداء وإيذاءهم له في طريق الدعوة إلى اللّه، فالفلاح إذا أراد قطف الورود، عليه أن يصبر ويتحمل أذى الأشوالك، مضافاً إلى ذلك يلزم الإبتعاد عنهم وهجرانهم أحياناً، وليبقى في مأمن من شرّهم، ويعطيهم بذلك درساً بالغاً، ولا يعني ذلك قطع سبل التربيه والتبليغ والدعوة إلى اللّه. وعلى هذا فإنّ الآيات الكذكورة آنفاً تعتبر وثيقة من الأوامر تعطي للنّبي (ص) ولمن يحذو حذوه هذا المفهوم، وهو أن يستمد العون من عبادة الليل والدعاء والتضرع إلى اللّه تعالى ويسقي هذه الشجرة بماء الذكر اللّه تعالى، والإخلاص والتوكل والصبر والهجران الجميل، يالها من صحيفة جامعة وجميلة! التعبير بـ "ربّ المشرق والمغرب" إشارة إلى الحاكمية والرّبوبية على العالم المشهور كلّه. فَلَا أُقْـسِمُ بِـرَبِّ الْـمَشَارِقِ وَالْمَـغَارِبِ إِنَّـا لَـقَـادِرُونَ. "الهجر الجميل": كما أشرنا من قبل، يعني الهجران الملازم للشفقة والإستمرار بالدعوة إلى اللّه الذي يعتبر أحد طرق التربية في مراحل خاصّة، ولا يتنافى ذلك مع الجهاد في المراحل الاُخرى، فلكل أمر مقام. وبعبارة اُخرى أنّ ذلك لا يعتبر من الإبتعاد عنهم وعدم الإكتراث بهم، بل هو اكتراث بحدّ ذاته، وما قيل من أنّ الجهاد نسخ هذه الآيات فليس صحيحاً.
والمراد بالمشرقين والمغربين في الآية الثانية جنس المشرقين للشمس والقمر وجنس المغربين لهما، وهو يصدق بالواحد والمتعدد. وبهذا يُعْلَم أنه لا تَضارُب بين آيات القرآن الكريم مطلقًا، لأن القرآن كلام الله لا يأتِيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. ولو كان مِن عندِ غيرِ الله لَوَجَدُوا فيه اختلافًا كثيرًا.