ثم قال: "آمنتُ بكتابك الذي أنزلت وبنبيِّك الذي أرسلت"
أي: آمنتُ بكتابك العظيم القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تَنْزيلٌ من حكيم حميد، آمنت وأقررتٌ أنَّه وحيك وتَنْزيلك على عبدك ورسولك نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنَّه مشتملٌ على الحق والهدى والنور. وآمنت كذلك بنبيِّك الذي أرسلتَ وهو محمد صلى الله عليه وسلم عبد الله ورسوله وخيرته من خلقه، المبعوث رحمةً للعالمين، آمنت به وبكلِّ ما جاء به، فهو صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلاَّ وحيٌ يوحى، فكلُّ ما جاء به فهو صدقٌ وحقٌّ. جزاك الرحمن خيرا و جعله في ميزان حسناتك
اللهم آمين وجزآكِ الرحمن كل خير, حيآكِ الله
بارك الله فيك مشكوورة
وبآرك فيكِ ولكِ يآ غالية حيآكِ الله
أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث (اللهم أسلمت نفسي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري ... ) من صحيح البخاري
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله. أما بعد: فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته،
نواصل الحديث -أيّها الأحبّة- في الكلام على الأذكار التي تُقال قبل النوم، فمن ذلك: ما جاء عن البراء بن عازب قال: "كان رسولُ الله ﷺ إذا أوى إلى فراشه نام على شقِّه الأيمن، ثم قال: اللهم أسلمتُ نفسي إليك، ووجهتُ وجهي إليك، وفوضتُ أمري إليك، وألجأتُ ظهري إليك؛ رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنتُ بكتابك الذي أنزلتَ، ونبيِّك الذي أرسلتَ ، وقال رسولُ الله ﷺ: مَن قالهنَّ ثم مات تحت ليلته مات على الفطرة [1]. أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث (اللهم أسلمت نفسي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري ... ) من صحيح البخاري. وفي روايةٍ: قال رسولُ الله ﷺ لرجلٍ: يا فلان، إذا أويتَ إلى فراشك فتوضّأ وضوءك للصَّلاة، ثم اضطجع على شقِّك الأيمن، ثم قل: اللهم أسلمتُ نفسي إليك ، إلى قوله: أرسلت ، قال: فإن متّ من ليلتك متّ على الفطرة، وإن أصبحتَ أصبتَ خيرًا. هذا الحديث مُخرَّجٌ في "الصحيحين" [2]. وقوله: "كان رسولُ الله ﷺ إذا أوى إلى فراشه" عرفنا أنَّ هذه الصِّيغة تدلّ على المداومة والاستمرار، وعرفنا المراد بقوله: "أوى إلى فراشه" في مناسباتٍ وأحاديث سابقةٍ؛ فـ"أوى إلى فراشه" بمعنى: أنَّه قصده للنَّوم: أوى إليه. و"نام على شقِّه الأيمن" مضى في أحاديث أخرى: أنَّ النبي ﷺ كان يضع كفَّه اليُمنى تحت خدِّه الأيمن، وقلنا: إنَّ هذا يدلّ على أنَّه كان ينام على الشقِّ الأيمن، وجاء ذلك مُصرَّحًا به في عددٍ من الأحاديث؛ منها هذا الحديث: "نام على شقِّه الأيمن".
اللهم إني أسلمت نفسي إليك
جزاكي المولى خير الجزاء أختي الكريمة زهرة الاسلام وفقكي الله في الدنيا والاخرة وجعل مثواكي الجنة كل الشكر على ما طرحتي لنا تحياتي المصدر: منتديات بحور الاسلام - فاعل خير كتب: جزاكي المولى خير الجزاء أختي الكريمة زهرة الاسلام وفقكي الله في الدنيا والاخرة وجعل مثواكي الجنة كل الشكر على ما طرحتي لنا تحياتي اللهم آمين وجزاك ربي بالمثل وأكثر إن شاء الله ووفقك ربي لما يحب ويرضى أخي الفاضل نورتني. المصدر: منتديات بحور الاسلام - يا إلهي يا أرحم الراحمين أغثنا وفرج عن المسلمين. اللهم عليك بطاغية الشام واعوانه اللهم إنهم ارونا عجائب قدرتهم فأرهم عجائب قدرتك وعظمتك ا للهم ارحم شهدائناوألحقنا بهم واستر بناتنا واحمي شبابنا وانصرنا على القوم الظالمين اللهم آمين
وذكرنا من قبل أنَّ قَصْدَ استقبال القبلة حال النوم لا أصلَ له، وليس بمشروعٍ، ولا مسنونٍ، كذلك توجيه الميت عند الاحتضار إلى القبلة لا أصلَ له، ولكن السُّنة أن ينام على شقِّه الأيمن، وأن يضع كفَّه اليُمنى تحت خدِّه الأيمن، هذا هو المسنون. ثم قال: اللهم ، وعرفنا أنَّ هذه اللَّفظة بمعنى: (يا الله)، فحذف ياء النِّداء، وعوَّض عنها بالميم. اللهم أسلمتُ نفسي إليك إسلام النَّفس فُسِّر بالإخلاص، و مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ [البقرة:112] بمعنى الإخلاص، وتوحيد الوجهة والقصد:
فَلِوَاحِدٍ كُنْ وَاحِدًا فِي وَاحِدٍ
أَعْنِي سَبِيلَ الْحقِّ وَالإِيمَانِ [3]
فهكذا فُسِّر بهذا الموضع على قول طائفةٍ من أهل العلم. وبعضهم يقول: إنَّه بمعنى الاستسلام، أسلمتُ نفسي إليك يعني: استسلمتُ وانقدتُ، وهذا هو الأصل في استعمال هذه اللَّفظة: أنها تدلّ على الاستسلام، فهنا يُعلن أنَّه قد أسلم نفسَه وقلبَه وجوارحه لربِّه ومالكه ومعبوده ، إذًا لا يحصل منه خروجٌ عن طاعته، ولا انفلاتٌ عن إسلام وجهه لربِّه -تبارك وتعالى-. ومن ثم فإنَّه لا يصحّ بحالٍ من الأحوال أن يقول هذا وهو ينام على مشاهد أو مسامع محرَّمة، فمن الناس مَن يُشاهد قنوات سيئة، أو غير ذلك، أو ينام على سماعٍ مُحرَّمٍ، فكيف يقول: أسلمتُ نفسي إليك وهو في هذا الحال من الخروج عن طاعة الله -تبارك وتعالى-؟!