فقلت لها: إن هذه لآخر ليلة من ليالي الحج، فلو سألت الله التوبة مما أنت فيه، رجوت أن يذهب حبه من قلبك. فقالت: عليك بنفسك في طلب رغبتك، فإني قد قدمت رغبتي إلى من ليس يجهل بُغيتي [ب] " [1] ، أي إنها أتت إلى الحج لدعاء ربها في نيل مرادها من محبوبها. لم تكن هذه القصة حدثا وحيدا في دواوين الشعر، فإن عين القارئ لا تُخطئ في كُتب التَراجم والأدب أشعار الغزل والمحبة حين زيارة بيت الله الحرام. قصيدة إذا ما تأملت القوام المهفهفا للشاعر ابن القيسراني. ففي الحين الذي يذهب الشعراء فيه طالبين المغفرة من ذنوبهم، ومتوسلين إلى الله العفو عن زلاتهم، تجدهم يهتفون باسم محبوبهم ويرجون وصل أحبابهم في الطواف والدعاء، كما قال المجنون:
"أَراني إِذا صَلَّيتُ يَمَّمتُ نَحوَها … بِوَجهي وَإِن كانَ المُصَلّى وَرائِيا
وَما بِيَ إِشراكٌ وَلَكِنَّ حُبَّها … وَعُظمَ الجَوى أَعيا الطَبيبَ المُداوِيا"
وقد كان بعض المحبين يذهبون إلى الحج لرؤية محبوبهم، والتضرع بأن يظفروا به، والطمع في القرب منه وسط المسجد الحرام مع أفواج الحجيج بعدما نأت الديار وتفرقت الأوطان. يقول د. إحسان عباس: "فشعر وأقاصيص "كُثيرعزة" يتفقان على أن "كُثيرًا" كان يتردد إلى مكة في موسم الحج ليرى "عزة"، وأنه كان يقنع بالنظر أو الكلام العابر عن أحاسيس النفس ولوعة النظر" [2].
- بوابة الشعراء - حنا الأسعد - بليت بقاسي القلب لا يحفظ العهدا
- قصيدة إذا ما تأملت القوام المهفهفا للشاعر ابن القيسراني
- بوابة الشعراء - إبراهيم الأحدب - بليت بقاسي القلب مارق الذي
بوابة الشعراء - حنا الأسعد - بليت بقاسي القلب لا يحفظ العهدا
الدشت من المقامات العراقية التي تحتاج الى مساحة صوتية واسعة ونفساً طويلاً ،وجاءت تسميته ، مثل الأرض المترامية الأطراف.. ولهذا سمي دشت ،وكان في بداية ظهوره كمناجاة دينية ومن فوق المآذن.. بوابة الشعراء - حنا الأسعد - بليت بقاسي القلب لا يحفظ العهدا. ويجمع مابين الشجن والتطريب،وهو من المقامات الفرعية. يقول السيد ثامر عبد الحسن العامري في كتابه الموسوم: المغنون الريفيون وأطوار الابوذيه العراقيهعن طور الدشت العراقي: طور الدشت في الابوذيه هو من مقام الدشت العراقي ، كان يغنى باللغه الفارسيه ، الا ان الشيخ خزعل أمير المحمرة كان يطلب من المغنين العرب الذين يتوافدون على المحمرة أن يقرأ الدشت باللغه العربيه الصميميه ، ومن هنا أنطلق الدشت العربي الذي أصبح من المقامات العراقيه والذي أنبثق منه طور الدشت في الابوذيه العراقيه. لماذا سمي بالدشت ؟
كان الفرس يطلقون على الاراضي العراقيه في سهل ميسان ومرتفعاته المطلة على المحمرة والاحواز (دشت ميسان) وبما ان هذا الطور يأخذ مساحه واسعه فأن الاقليه الفارسيه التي تسكن المحمرة والاحواز الخاصتين بالعرب هي التي أطلقت عليه كلمة (دشت) لمساحته الواسعه في الغناء كما أسلفنا. وافضل من ابدع في أدائه عبد الامير الطويرجاوي والمرحوم يوسف الكربلائي وناصر حكيم الذي سجلة على اسطوانه لشركة كولومبيا سنة 1945 والتي اعتمدها الموسيقار روحي الخماش في تدوين طور الدشت بالنوته الموسيقيه والمرفقه مع هذا الملف ، ومن المطربات العراقيات اللاتي قرأن طور الدشت صديقة الملايه ، زهور حسين و وحيده خليل.
قصيدة إذا ما تأملت القوام المهفهفا للشاعر ابن القيسراني
قال ابن خلكان (أبو عبد الله محمد بن نصر بن صغير بن داغر بن محمد بن خالد بن نصر بن داغر بن عبد الرحمن بن المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي، الخالدي الحلبي الملقب شرف المعالي عدة الدين، المعروف بابن القيسراني، هكذا أملى علي نسبه بعض حفدته... وسمع منه الحافظان أبو القاسم ابن عساكر وأبو سعد ابن السمعاني، وذكراه في كتابيهما، وكذلك ابو المعالي الحظيري، وذكره في كتاب الملح أيضا... وظفرت بديوانه وجميعه بخطبه وأنا يومئذ بمدينة حلب ونقلت منه أشياء... بوابة الشعراء - إبراهيم الأحدب - بليت بقاسي القلب مارق الذي. وكانت ولادته سنة 478 بعكا. وتوفي ليلة الأربعاء الحادي والعشرين من شعبان سنة 548 ودفن بمقبرة باب الفراديس)
بوابة الشعراء - إبراهيم الأحدب - بليت بقاسي القلب مارق الذي
وعندما رأى زوجها الدم في ثوبها سألها عنه، فكتمته، فحلف عليها حتى أخبرته، فشتمها وأمرها أن تذهب معه حتى تقف عليّ وتشتمني في الحج، فكان كُثير يقول: [3]
"يُكلّفها الخنزير شتمي … وما بها هواني ولكن للمَليك استذلتِ
هنيئًا مريئًا غير داءٍ مخامرٍ … لعزّة من أعراضنا ما استحلتِ
أسيئي لنا أو أحسني لا ملومةً … لدينا ولا مقليةً إن تقلّتِ"
وقد سُمّي كُثير بشاعر الحجاز، إذ أكثر من ذكر الكعبة والبيت الحرام في أشعاره.
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
إرسال