وعلى كل فمن كان من أهل النظر في الأدلة وترجح له قول من الأقوال المنتشرة في هذه المسألة أو قلد ثقة يفتي بأحد هذه الأقوال فلا حرج عليه في الأخذ بهذا القول، لأن المسألة من مسائل الاجتهاد. وإذا علمت ما مر، فإذا كانت المسافة بين طرفي البلدتين التي تخرج منها والتي تذهب إليها دون الأربعة برد فالقصر ونحوه من رخص السفر غير جائز لك عند الجمهور، ولا تحسب المسافة من الحي الذي أنت فيه وإنما تحسب من طرف البلدة، وأما إذا كانت المسافة بينهما فوق الأربعة البرد فلك الترخص بالقصر ونحوه إلا أن تنوي إقامة أربعة أيام فأكثر فلا تترخص إذن، وأما صاحبك هذا فإذا كان يأخذ بقول يقلد فيه عالما ثقة فلا حرج عليه إن شاء الله. والله أعلم.
- يجوز للمسافر الترخص برخص السفر إذا كانت مسافة سفره هي الفوائد التي تقدمها
- يجوز للمسافر الترخص برخص السفر إذا كانت مسافة سفره هي ربح أم خسارة
- موعظة الموت (خطب مكتوبه عن الموت)
يجوز للمسافر الترخص برخص السفر إذا كانت مسافة سفره هي الفوائد التي تقدمها
الحمد لله. يصبح المسافر مقيما من لحظة عزمه ونيته الإقامة في البلد أربعة أيام فأكثر. قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى:
" لا أعلم خلافا فيمن سافر سفرا يقصر فيه الصلاة ، لا يلزمه أن يتم في سفره ، إلا أن ينوي الإقامة في مكان من سفره ، ويجمع نيته على ذلك " انتهى من "الاستذكار" (2 / 242). وراجع للفائدة جواب السؤال رقم: ( 224723)، ورقم: ( 60358). فإذا سافر من هذا المكان الذي نوى الإقامة فيه ، وفارق أبنيته ؛ فإنه يترخص برخص السفر مرة أخرى. يجوز للمسافر الترخص برخص السفر إذا كانت مسافة سفره هي الفوائد التي تقدمها. قال ابن المنذر رحمه الله تعالى:
" أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن للذي يريد السفر أن يقصر الصلاة إذا خرج عن جميع بيوت القرية التي منها يخرج....
ثم قال: يلزم المقيم ، ما دام مقيما: إتمام الصلاة، فإذا عزم على السفر ، وخرج من منزله ، ولم يبرز عن قريته، واختلفوا في أمره؛ فعليه الإتمام على أصل ما كان عليه، حتى يبرز عن بيوت القرية، فإذا برز عنها قصر، إذا كان سفره يقصر في مثله الصلاة، إذ لا أعلم أحدا يمنعه من ذلك، ولا نعلم النبي صلى الله عليه وسلم قصر في شيء من أسفاره إلا بعد خروجه عن المدينة " انتهى من"الأوسط" (4 / 351 – 354). وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
" هل يشترط أن يفارق قريته، إذا عزم على السفر وارتحل، فهل له أن يفطر؟
الجواب: في هذا أيضا قولان عن السلف.
يجوز للمسافر الترخص برخص السفر إذا كانت مسافة سفره هي ربح أم خسارة
نور على الدرب: حكم الترخص برخص السفر للمسافر للنزه - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله) - video Dailymotion
Watch fullscreen
Font
وإذا كان مبتدئا في سفره ، فلا يحل له أن يترخص بشيء من ذلك ما دام في الميناء ، بل يبدأ في الترخص إذا فارق عمران المدينة التي يسكنها. الثالث: أن يكون مقيما في نفس البلد الذي توجد فيه الميناء ، لكن الميناء خارج حدود عمران المدينة ، غير متصل بمساكنها: فهذا لا ينقطع عنه حكم السفر بمجرد وصول الميناء ، بل يبقى يترخص برخص السفر ، حتى يدخل حدود عمران المدينة. وإذا كان مبتدئا في سفره ، فإنه يبدأ في الترخص بمفارقة عمران بلده ، ولو كان في الميناء ، أو في مكان دونه. سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إذا كان في القصيم وخرج إلى المطار ، هل يقصر في المطار ؟
فأجاب: " نعم يقصر ؛ لأنه فارق عامر قريته ، فجميع القرى التي حول المطار منفصلة عنه ، أما من كان من سكان المطار: فإنه لا يقصر في المطار ؛ لأنه لم يفارق عامر قريته ". صلاة المسافر💐💐 - المطابقة. انتهى " الشرح الممتع " (4/364). والله أعلم.
[١٥]
الدعاء
اللّهم أحسن ختامنا، نسألك أن تُخفّف عنا سكرات الموت ، اللهم إنّا نسألك الجنة وما قرّب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النّار وما قرّب إليها من قول وعمل، اللّهم لا تجعل لأحد منّا في هذا الجمع المبارك ذنبا إلّا غفرته، ولا مريضاً بيننا إلّا شافيته، ولا ميّتا إلّا رحمته، ولا دَينا إلا قضيته، ولا حاجةً هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا رب العالمين. اللّهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر. اللّهم إنّا نعوذ بك من العجز والكسل، ونعوذ بك من الجبن والهرم، ونعوذ بك من فتنة المحيا والممات، ونعوذ بك من عذاب القبر وعذاب النار. موعظة الموت (خطب مكتوبه عن الموت). اللّهم إنّا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحبّ المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وأن تقبضنا إليك غير مفتونين، ونسألك حبّك، وحبّ من يُحبّك، وحبّ كل عمل يقربنا إلى حبّك. عباد الله، إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكّرون، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.
موعظة الموت (خطب مكتوبه عن الموت)
أحبتي: إن ذكر الموت يورث استشعار الانزعاج من هذه الدار الفانية، والتوجه إلى الدار الباقية. والإنسان لا ينفك عن حالتي ضيق وسعة، ونعمة ومحنة، فإن كان في حالة ضيق ومحنة فذكر الموت يسهل عليه ما هو فيه، فإنه لا يدوم والموت أصعبُ منه، وإن كان في حالة نعمةٍ وسعة؛ فذكر الموت يمنعه من الاغترار بها والسكون إليها لقطعه عنها. أحسن موعظة عن الموت. لذلك أكد رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على ضرورة الإكثار من ذكر الموت فقال: "أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ اللَّذَّاتِ يَعْنِي الْمَوْتَ" (رواه ابن ماجة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وقال الألباني: حديث حسن صحيح). أي مزيلها من أصلها..
وفي رواية ابن حبان: « أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ [قاطعها ومشتتها]، فَمَا ذَكَرَهُ عَبْدٌ قَطُّ وَهُوَ فِي ضِيقٍ إِلَّا وَسَعَهُ عَلَيْهِ، وَلَا ذَكَرُهُ وَهُوَ فِي سَعَةٍ إِلَّا ضَيِّقَهُ عَلَيْهِ » عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وحسنه الألباني. وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم- عَاشِرَ عَشَرَةٍ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، مَنْ أَكْيَسُ النَّاسِ وَأَحْزَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: " أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَشَدُّهُمُ اسْتِعْدَادًا لِلْمَوْتِ قَبْلَ نُزُولِ الْمَوْتِ، أُولَئِكَ هُمُ الأَكْيَاسُ، ذَهَبُوا بِشَرَفِ الدُّنْيَا وَكَرَامَةِ الآخِرَةِ ".
فاللهم إنا نسألك أن تجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه، إنك ولي ذلك والقادر عليه، وأقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية
الحمد الله الذي جعل الموت راحة للأبرار ، ينقلهم فيه من دار الهموم والأكدار، إلى دار الراحة والاستبشار، والحمد لله الذي جعل الدنيا دار الفناء، وجعل الآخرة دار اللّقاء، وتفرّد سبحانه بالبقاء، فقال تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ). [١٣] أيها الأحبة في الله، أما آن لنا أن نستعد للقاء الله؟ أما آن لنا أن نستعد لساعة الوداع؟ فلنسمع قول الله تعالى وهو يصف هذه اللّحظات العصيبة في حياة الإنسان، قال سبحانه وتعالى: (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ، وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ، وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـكِن لَّا تُبْصِرُونَ). موعظه عن الموت فيديوهات. [١٤]
يا الله! ما أصعب هذه اللّحظات، أفلا نتذكّر هذه اللّحظات العصيبة؟ أفلا نستعدّ لها؟ قال ابن الجوزي -رحمه الله-: "الواجب على العاقل أخذ العدّة لرحيله؛ فإنّه لا يعلم متى يفجؤه أمر ربه؟ ولا يدري متى يستدعى؟ وإنّي رأيت خلقًا كثيرًا غرهم الشباب، ونسوا فقد الأقران، وألهاهم طول الأمل".