00:40
الأربعاء 06 أغسطس 2014
- 10 شوال 1435 هـ
نحن البدو إذا لم تعجبنا "سالفة"، أو لم نكن نرغب الحديث عن أمر ما، أو أراد أحدٌ ما إقحامنا في قضية ما، نبادر المتكلم بعبارة "على شحم" - بالفصيح المباشر: "أغلق فمك" - لكننا نتلطف في القول، فنوردها بشكل مهذب نسبياً.. إذ نطلب من المتحدث إغلاق فمه بـ"الشحم" تقديراً له وامتعاضاً من حكايته.. فـ"الشحم" رمز الكرم عند البدو.. جرّب أن تقول للبدوي "على خشمي" سيبادرك بالقول "عليه الشحم"! ما شأننا في مقال اليوم والشحم والكولسترول والدهون الثلاثية.. يلفت انتباهي ظاهرة عجيبة في مجتمعنا.. ألاحظها في أغلب المجالس.. يريد البعض أن يكون لك رأي في كل قضية.. كل حدث لابد أن يكون لك دلو لتدليه فيه.. لابد أن يكون لك رأي! يريد أن يكون له رأي في قضايا مختلفة.. وأمام هذه الأسئلة الانشطارية التي تنهال فوق رأسك ليس أمامك فيما يبدو سوى توزيع الشحم على هؤلاء، من خلال ترديد عبارة "على شحم"! معارك - لا أقول نقاشات - فكرية اجتماعية يخوض فيها كل من هب ودب، وبالتالي لابد أن تخوض مع الخائضين: ما رأيك في طريقة ترسية حقوق نقل الدوري على MBC؟ ما رأيك في الخلافات الخليجية الخليجية؟ كيف ترى مصداقية وزارة الإسكان؟ هل تعتقد أن إدارة أوباما ضعيفة أمام الكيان الصهيوني أم متواطئة معه؟ ما رأيك في برنامج واي فاي؟ لماذا ـ برأيك ـ الشباب السعودي هم أكثر من ينفذ العمليات الانتحارية في العراق وسورية، بينما أهل البلدان الأصلية لا يفعلون ذلك؟ لماذا تكثر جرائم الإثيوبيات في السعودية فقط؟ هل أنت مع إردوغان أم ضده؟ هل تتمنى تغيير جميع أمراء المناطق؟ هل تعتقد أن اليمن سيتحول لصومال آخر؟!
- دايم نقول على خشمي ويردوا علينا عليه الشحم واللحم - هوامير البورصة السعودية
دايم نقول على خشمي ويردوا علينا عليه الشحم واللحم - هوامير البورصة السعودية
على خشمي... على خشمي... على خشمي | ملتقى المعلمين والمعلمات
خيارات إضافية
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح. يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام أحد المتصفحات البديلة.
من يُعطي ماله للآخرين عليه أن يتحمل مماطلة الطرف الآخر
اتسمت ثقافة التعاملات الشخصية داخل المجتمع بالثقة، حيث يُبنى عليها الكثير من المصالح؛ بسبب الثقافة المكتسبة من الأجيال السابقة، التي كانت تستخدم إشارات معينة مثل "وضع اليد على اللحية"، وكذلك عبارات "على خشمي" أو "من عيوني"، التي تدل على القطع الذي لا يحتاج إلى عقود أو مواثيق. وعلى الرغم أن عدم الالتزام بتلك العبارات في الوقت الماضي يُعد كارثة، إلاّ أنه في الوقت الراهن تغيّر كل شيء، بل وتغيرت معه الظروف المجتمعية، مما أدى إلى كتابة ما يُتفق عليه وبوجود الشهود، وفي النهاية الالتقاء في المحاكم!. لازالت كلمات "الطيبين" تتكرر وتلقى رواجاً إلاّ أنها أصبحت كما يعتقد البعض "تصريفة" و"تسويفاً" وكذلك "تأجيلاً"، من أجل إنهاء مشكلة معينة؛ مما أفقدها مصداقيتها، على الرغم أنها كانت تمثل التزاما صريحا وقطعيا من الصعب نقضه، مهما كانت الظروف.. هذه العادة الجميلة التي تُعد ميثاق إلزام انقرضت مع زمن السابقين، واستلمها جيل التقنية الذي اكتسب الكثير من الثقافات الخارجة عن العادات والتقاليد المتبعة في حقبة من الزمن، فمن يُريد أن يُقاطع أحد الأشخاص -في هذا الوقت- عليه أن يُقدم له مالاً على سبيل "السلف" أو "الدين" وعندها لن يُشاهده مرةً أخرى!.