البحث في:
أحكام الصلاة » الصلاة في السفر ←
→ أحكام الصلاة » صلاة المسافر
إذا تحقّق السفر واجداً للشروط الثمانية المتقدّمة بقي المسافر على تقصيره في الصلاة ما لم يتحقّق أحد الأمور (القواطع) الآتية:
الأوّل: المرور بالوطن، فإنّ المسافر إذا مرّ به في سفره ونزل فيه وجب عليه الإتمام ما لم ينشئ سفراً جديداً. وأمّا المرور اجتيازاً من غير نزول ففي كونه قاطعاً إشكال، فالأحوط وجوباً أن يجمع بعده بين القصر والتمام ما لم يكن قاصداً للمسافة ولو بالتلفيق مع ما يطويه في الرجوع. والمقصود بالوطن أحد المواضع الثلاثة:
1- مقرّه الأصلي الذي ينسب إليه ويكون مسكن أبويه ومسقط رأسه عادة. 2- المكان الذي اتّخذه مقرّاً ومسكناً دائميّاً لنفسه بحيث يريد أن يبقى فيه بقيّة عمره. ((مطوية)) ملخص أحكام صلاة المسافر سؤال وجواب. 3- المكان الذي اتّخذه مقرّاً لفترة طويلة بحيث لا يصدق عليه أنّه مسافر فيه ويراه العرف مقرّاً له، حتّى إذا اتّخذ مسكناً مؤقّتاً في مكان آخر لمدّة عشرة أيّام أو نحوها، كما لو أراد السكنى في مكان سنة ونصف السنة أو أكثر فإنّه يلحقه حكم الوطن بعد شهر - مثلاً - من إقامته فيه بالنيّة المذكورة، وأمّا قبله فيحتاط بالجمع بين القصر والتمام. ثُمَّ إنه لا فرق في الوطن الاتّخاذي (القسمين الأخيرين) بين أن يكون ذلك بالاستقلال أو يكون بتبعيّة شخص آخر من زوج أو غيره.
منتخب الاحكام - السيد علي الخامنئي - الصفحة ١٠٩
وإذا جمع الإنسان بين الصلاتين فالأفضل أن يأتي بأذكار الصلاة الأولى ثم الثانية, وإن اقتصر على أذكار الصلاة الأخيرة فلا بأس بذلك. وإذا جمع المسافر المغرب مع العشاء جمع تقديم، جاز له أن يصلي الوتر بعد صلاة العشاء مباشرة, ولا ينتظر حتى يدخل وقت العشاء الأصلي تنبيه: قبيل المغرب وقتٌ لا يجوز أن تؤخر الصلاة إليه إلا للضرورة وهو من حين اصفرار الشمس حتى تغرب. لكن لو فاتتك صلاة العصر وتذكرتها أثناء اصفرار الشمس فيجب عليك أن تؤديها. أحكام الصلاة » قواطع السفر - المسائل المنتخبة - (الطبعة الجديدة المنقحة) - موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله). وكذلك لو نسيت صلاة من الصلوات الخمس وتذكرتها في هذا الوقت فيجب ان تصليها. التنبيه الثاني: آخِرُ وقت صلاة العشاء هو منتصف الليل ولا يجوز تأخير الصلاة بعده. المسألة الحادية عشر: صلاة الجمعة لا تسقط عن المسافر إذا كان سيبقى في المنطقة وقت صلاة الجمعة. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الصحيح أن صلاة الجمعة لا تسقط عن المسافر إلا إذا كان مارا بالبلد مواصلا للسير ووقف لحاجة وسمع أذان الجمعة؛ فلا جمعة عليه، أما المقيم إلى العصر مثلا أو إلى الليل فلا تسقط عنه صلاة الجمعة. (فتاوى في الصلاة والجنائز/ ج2 / ص381). وإذا صلى المسافر مع الناس الجمعة في أي بلد فإنه لا يجمع إليها صلاة العصر، بل عليه أن يصلي العصر في وقتها قصرا.
((مطوية)) ملخص أحكام صلاة المسافر سؤال وجواب
قَالَ: «تِلْكَ سُنَّةُ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم ». فإذا صلى مع إمام مقيم فلا بد أن يُتم صلاته أربعًا؛ سواء أدرك الصلاة من أولها, أم فاته شيء منها. سؤال: هل يُرخص للمسافر ترك الجماعة؟ الجواب: لا يرخص للمسافر ترك الجماعة؛ لأن المسافر رُخِّص له قصر الصلاة، ولم يُرخَّص له ترك الجماعة. قال العلامة ابن باز رحمه الله في ((مجموع الفتاوى)) (12/ 39): ليس لأحد أن يصلي وحده سواء كان مسافرًا أو مقيمًا في محلٍّ تقام فيه الجماعة، بل عليه أن يصلي مع الناس ويتم معهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر». فالواجب على كل مسلم مسافر أو مقيم أن يصلي في الجماعة، وأن يحذر الصلاة وحده إذا كان يسمع النداء للصلاة. منتخب الاحكام - السيد علي الخامنئي - الصفحة ١٠٩. والله ولي التوفيق))اهـ. سؤال: ما هي الصلوات التي تُجمع مع بعضها في السفر؟ الجواب: يُجمع الظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء، وأما الفجر فيصلى في وقته. ولا يجوز الجمع بين العصر والمغرب، ولا بين العشاء والفجر، ولا بين الظهر والفجر. في الصحيحين عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ بَيْنَ صَلاَةِ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ، إِذَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ سَيْرٍ وَيَجْمَعُ بَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ».
أحكام الصلاة » قواطع السفر - المسائل المنتخبة - (الطبعة الجديدة المنقحة) - موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله)
ولا تعتبر إباحة المسكن في أي من الأقسام الثلاثة. ويزول عنوان الوطن فيها بالخروج معرضاً عن سكنى ذلك المكان. وقد ذكر بعض الفقهاء نحواً آخراً من الوطن يسمّى بالوطن الشرعي، ويقصد به: المكان الذي يملك فيه منزلاً قد أقام فيه ستّة أشهر متّصلة عن قصد ونيّة، ولكن لم يثبت عندنا هذا النحو. ثُمَّ إنه يمكن أن يتعدّد الوطن الاتّخاذي، وذلك كأن يتّخذ الإنسان على النحو المذكور مساكن لنفسه يسكن أحدها - مثلاً - أربعة أشهر أيّام الحرّ ويسكن ثانيها أربعة أشهر أيّام البرد ويسكن الثالث باقي السنة. الثاني: قصد الإقامة في مكان معيّن عشرة أيّام متوالية، وبذلك ينقطع حكم السفر ويجب عليه التمام، ونعني بقصد الإقامة: اطمئنان المسافر بإقامته في مكان معيّن عشرة أيّام، سواء أكانت الإقامة اختياريّة أم كانت اضطراريّة أم إكراهيّة، فلو حبس المسافر في مكان وعلم أنّه يبقى فيه عشرة أيّام وجب عليه الإتمام. ولو عزم على إقامة عشرة أيّام ولكنّه لم يطمئنّ بتحقّقه في الخارج بأن احتمل سفره قبل إتمام إقامته لأمر ما وجب عليه التقصير وإن اتّفق أنّه أقام عشرة أيّام. (مسألة 419): من تابع غيره في السفر والإقامة كالزوجة والخادم ونحوهما إن اعتقد أن متبوعه لم يقصد الإقامة أو أنّه شكّ في ذلك قصر في صلاته، فإذا انكشف له أثناء الإقامة أن متبوعه كان قاصداً لها من أوّل الأمر بقي على تقصيره، إلّا إذا علم أنّه يقيم بعد ذلك عشرة أيّام، وكذلك الحكم في عكس ذلك، فإذا اعتقد التابع أن متبوعه قصد الإقامة فأتمّ ثُمَّ انكشف أنّه لم يكن قاصداً لها فالتابع يتمّ صلاته حتّى يسافر.
إذا قام المسافر لثالثة وقد نوى القصر:
إذا أتم المسافر الصلاة ناسياً فإن صلاته صحيحة ولكن يسجد للسهو لأنه زاد زيادة غير مشروعة ناسياً فإن المشروع في حق المسافر أن يقتصر على ركعتين إما وجوباً على مذهب أبي حنفية وأهل الظاهر وإما استحباباً على مذهب أكثر أهل العلم. صلاة الجمعة للمسافر:
المسافر لا تسقط عنه الجمعة إذا كان في مكان تقام فيه الجمعة، و لم يكن عليه مشقة في حضورها لعموم قوله تعالى: (يا أيها الذين أمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع) فيجب عليه حضور الجمعة ليصلي مع المسلمين، ولا تسقط عنه صلاة الجماعة لعموم الأدلة أيضاً. جمع صلاة العصر مع صلاة الجمعة:
لا تجمع العصر إلى الجمعة لعدم ورود ذلك في السنة ولا يصح قياس ذلك على جمعها إلى الظهر للفروق الكثيرة بين الجمعة والظهر والأصل وجوب فعل كل صلاة في وقتها إلا بدليل يجيز جمعها إلى الأخرى.
أما بعد: فَاتَّقُوا اللهَ يا عِبَادَ اللهِ وتمسكوا بدينكم وأدوا ما فرضه عليكم واستعينوا عليه بالصبر ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ وإن مما فرضه الله عليكم الصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام. فيجب على كل مسلم أن يتعلم أحكام الصلاة وكل ما يتعلق بها. عباد الله: لا شك أن الأصل في الصلوات أن تؤدى في وقتها المحدد لها شرعا لقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتاً﴾ النساء: 103 مَّوْقُوتاً: أي تؤدّونها في أوقاتها؛ والمعنى عند أهل اللغة: مفروض لوقت بعينه. اهـ. إلا أن الله سبحانه وتعالى قد رخص لنا في قصر الصلاة فقال ﴿وَإِذا ضَرَبتُم فِي الأَرضِ فَلَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَقصُروا مِنَ الصَّلاةِ﴾ النساء: 101، وكذلك لفعل ﷺ بقصرة للصلاة حال سفره. ولذا يجب على المسلم أن يتعلم أحكام صلاة المسافر، حيث يخل بها بعض الناس ويقصرون فيها وهم لايشعرون وبعضهم يجتهد من تلقاء نفسه بدون علم. فهذه مسائل مختصرة متعلقة بأحكام صلاة السفر ذكرتها مجردة عن الدليل والتعليل غالباً ، واقتصرت على الراجح من أقوال العلماء.