س:........
ج: يعني: الأنصار، الحواريون: الأنصار. س: ما الفرق بين الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
ج: كلها دعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه إلزام، وهو أشد وأقوى.
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 228
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 228
ويقوي هذه المناقشة ما جاء في التحرير والتنوير في بيان أوجه جواز حصول الجزاء في الدنيا دفعا للقول الثاني، حيث ذكر مجموعة من النصوص التي تثبت وقوع الجزاء في الدنيا للمذنبين قبل يوم القيامة سواء عن طريق الكلية أو الجزئية. – فمن طريق الكلية، قوله تعالى: (فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ* وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ* كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ* وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ* وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلًا لَمًّا) [الفجر: 15 – 19]. قال ابن عاشور: فقوله: (بل لا تكرمون اليتيم) مرتب على قوله: (كلا) المرتب على قوله: (فيقول ربي أكرمن) وقوله: (فيقول ربي أهانن)، فدل على أن الكرام ة والإهانة إنما تسببا على عدم إكرام اليتيم والحض على طعام المسكين" اهـ. حديث وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. فحصل البلاء بالكرامة أو الإهانة بما كسب الناس في دار الدنيا. – ومن الأدلة الكلية قوله تعالى (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41].
[١٠]
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويكون ذلك بوعظ المسلم لأخيه المسلم، ومعلومٌ أنَّ العِظةَ تكونُ باللسانِ، وبناءً على ذلك فإنَّ الأمرَ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ عبادةٌ قولية أُمِر المسلمُ بها، [١١] ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن رَأَى مِنكُم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيَدِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وذلكَ أضْعَفُ الإيمانِ). [١٢]
الذكر إنَّ ذكر الله -عزَّ وجلَّ- من تحميدٍ وتكبيرٍ وتسبيحٍ وتهليلٍ يُعدُّ عبادةً قوليةً يؤجر المسلمُ عليها، حتَّى أنَّ هذه العبادةِ قد تنوب عن العباداتِ البدنيةِ أو المالية، [١٣] ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ألا أنبِّئُكُم بخيرِ أعمالِكُم، وأزكاها عندَ مليكِكُم، وأرفعِها في درجاتِكُم وخيرٌ لَكُم مِن إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ، وخيرٌ لَكُم من أن تلقَوا عدوَّكُم فتضرِبوا أعناقَهُم ويضربوا أعناقَكُم؟ قالوا: بلَى. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة البقرة - الآية 228. قالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعالى). [١٤]
الدعاء ومن فضل الله على المسلم أن جعل طلب قضاء حاجته من الله عبادةً يُؤجر عليها، [١٥] وما يدلُّ على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ).