[٤]
الأحكام المستفادة من سورة عبس
تتضمن سورة عبس بين طياتها العديد من الدروس والعبر المستفادة، التي تتجلى عند فهم آياتها، وتأمل ما فيها، ومصاحبة حروفها، ومن هذه الدروس ما يلي:
عتاب الله لأحب أنبيائه ، وأعظم خلقه محمد صلى الله عليه وسلم؛ ليذكره أنَّ هذه الدعوة الأصل فيها المساواة بين المسلمين، ولا فرق بينهم مهما اختلفت ألوانهم، وأشكالهم، فكلُّهم سواءٌ عند الله، السيد والعبد ، الغني والفقير، الكبير والصغير. الدلالة على التلطف مع الآخرين: حتى إن كانوا يستحقون الزجر والتأديب، فلا ينبغي مقابلة ذلك بالجفاء.
- سبب نزول سورة عبس وتولى
سبب نزول سورة عبس وتولى
تعريف بسورة عبس
سورة عبس، من السور المكية، التي نزلت قبل الهجرة النبوية ، وكانت خطاباً لأهل مكة، تعد من قصار السور، وتقع في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، وهي من الحزب تسعة وخمسين، وترتيبها في المصحف الشريف من حيث الرَّقم يقع تحت رقم ثمانون، أما عدد آياتها فاثنين وأربعين آية، وعدد كلماتها مئة وثلاثة وثلاثين، وحروفها خمسمائة وثمانية وثلاثون، وقد نزلت من حيث الترتيب الزمني للنزول بعد سورة النجم، أما من حيث ترتيب المصحف الشريف، فهي بعد سورة النازعات، وقبل سورة التكوير، وتمتاز السورة بقصر آياتها، وسهولة حفظها. سُميت السورة بسورة (عبس) لابتدائها بالوصف الشرعي، الذي تقتضيه الفطرة البشرية، فحين ينشغل الإنسان بأمر معين، ويأتيه أمر آخر أقل شأناً من الذي هو مشغول به، فيصرفه عما هو به، وحينها نزل العتاب من الله إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، حيث انشغل بدعوة أحد المشركين إلى الإسلام عن إجابة من أتاه طالباً الدخول في الإسلام وسيأتي بيان ذلك في فقرة سبب النزول، وهذا يؤكد بشرية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يعتبر نقصاً إنما تأكيداً على صدق نبوته وأن القرآن كتاب الله وليس من عند النبي صلى الله عليه وسلم كما يدعي المشركون.
[٥]
بيان أسماء سورة عبس
بعد ما جاء من مقاصد سورة عبس، جدير بالذكر إنَّ هذه السورة المباركة سُمِّيت بسورة عبس لأنَّ الله تعالى ابتدأها بكلمة عبس، وهذا التعليل في تسمية السور واحد عند كثير من سور الكتاب، قال تعالى في مطلع سورة عبس: {عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ} [١] ، ولكنَّ هذه السورة وردتْ بأسماء أخرى في كتب العلماء، فجاءت باسم سورة ابنِ أم مكتوم في كتاب أحكام ابن العربي، وسمَّاها الخفاجي بسورة الصَّاخَّة، وسمَّاها العيني في شرح صحيح البخاري بسورة السَّفَرَة، وسُمِّيت سورة الأعمى، ولكنَّ الاسم المنتشر هو سورة عبس، والله تعالى أعلم.