واختلف في السنة التي توفي فيها الإمام الباقر عليه السّلام ومدّة عمره الشريف التي صرفها في طاعة الله واشاعة العلم والمعرفة لله وتهذيب الناس وتزكيتهم والبر اليهم:
فقيل: توفي سنة ثلاث عشرة ومائة(9). وقيل: سنة أربع عشرة ومائة(10). وقيل: سنة خمس عشرة ومائة(11). وقيل: سنة ست عشرة ومائة(12). وقيل: سنة سبع عشرة ومائة(13). وقيل: سنة ثماني عشرة ومائة(14). في ذي الحجة، وقيل: ربيع الأول، وقيل: ربيع الآخر(15). وقيل: يوم الاثنين سابع ذي الحجة(16). روى الكليني باسناده عن أبي عبدالله عليه السّلام، قال: «قبض محمّد بن علي الباقر وهو ابن سبع وخمسين سنة في عام أربع عشرة ومائة عاش بعد علي بن الحسين عليهما السلام تسع عشرة سنة وشهرين»(17). صلوات الله وسلامه عليه عدد ما في علم الله. (1 و 2) بحار الأنوار ج46 ص214 و220. (3) بحار الأنوار ج46 ص220. (4) الفصول المهمة ص220. (5) البحار ج46 ص215. (6) البحار ج46 ص214. (7) قال ابن منظور: «الغرقد: كبار العوسج وبه سمي بقيع الغرق لانه كان فيه غرقد، ومنه قيل لقبرة أهل المدينة، بقيع الغرقد لأنه كان فيه غرقد وقطع» (لسان العرب ج3 ص325). (8) بحار الانوار ج46 ص219. وفاة الامام محمد الباقر ع. (9) محمّد فريد وجدي ج3 ص563.
وفاة الإمام الباقر-ع-
وبعد سنة من إقامته في (فين) كاشان وصله خبر وفاة أبيه الإمام الباقر(ع)، وبعد سنتين من ذلك دعاه عدّة من الموالين لزيارة أردهال كاشان فذهب إليهم، واستقرّ بها. إرسال الجيش لمقاتلته
لمّا رأى والي أردهال اجتماع الناس حول السيّد علي ابن الإمام الباقر(ع)، وكثرة أتباعه، كتب كتاباً إلى والي قزوين يخبره عن مكانته(ع) الاجتماعية، فأرسل والي قزوين جيشاً نحو كاشان لمقاتلته، وبعد قتال بين أتباع علي ابن الإمام الباقر(ع) وبين الجيش القادم قُتل السيّد علي بسهم من العدو. استشهاده
استُشهد(رضوان الله عليه) في السابع والعشرين من جمادى الثانية 116ﻫ بمشهد أردهال ـ تبعد سبعة فراسخ (38 كم) من مدينة كاشان في إيران ـ ودُفن فيها، وقبره معروف يُزار. ــــــــــــــــــــــــــ
1ـ اُنظر: بغية الحائر في أحوال أولاد الإمام الباقر: 165. عمر الامام الباقر (عليه السلام) وسنة وفاته. 2ـ رياض العلماء 4/ 216. 3ـ مستدركات علم رجال الحديث 5/ 438 رقم10331. بقلم: محمد أمين نجف
عمر الامام الباقر (عليه السلام) وسنة وفاته
قال هلال
بن نافع: وقفت على الحسين
عليه السلام وإنّه ليجود
بنفسه، فوالله ما رأيت
قتيلاً مضمّخاً بدمائه
أحسن منه وجهاً، ولا أنور
منه، ولقد شغلني نور
وجهه، وجمال هيئته عن
الفكرة في قتله.
وفاة الامام محمد الباقر ع
روضة الكافي ص 233 ح 451 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي خالد، عن أبي جعفر (ع) في قول الله عزوجل: " فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا " قال: الخيرات الولاية وقوله تبارك وتعالى: " أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا " يعني أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر رجلا، قال: وهم والله الامة المعدودة قال: يجتمعون والله في ساعة واحدة قزع كقزع الخريف. روضة الكافي ص 246 ح 487 محمد بن بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن محمد بن سنان, عن أبي الصباح بن عبدالحميد, عن محمد بن مسلم, عن أبي جعفر (ع) قال: و الله للذي صنعه الحسن بن علي (ع) كان خيرا لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس, و الله لقد نزلت هذه الآية: (( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ)), إنما هي طاعة الإمام, و طلبوا القتال, فلما كتب عليهم القتال مع الحسين (ع) قالوا: ((رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ)) أرادوا تأخير ذلك إلى القائم (ع).
وأوصاه أيضاً أن يحفر له ويشقّ له شقّ، وقال: إن قيل لكم: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لُحّد له، فقد صدقوا"، وعلّل الإمام الصادق (عليه السلام) بقوله: "وشققنا له الأرض من أجل أنّه كان بادناً... ". وفي يوم وفاته، قام الإمام الصّادق (عليه السلام) بتهيئته، فغسّله كما أمره وحنّطه بحنوطه، وأدرجه في أكفانه، وصلّى عليه مع شيعته، وروي أنّه كان على نعشه برد حبرة، وخرج الناس لجنازته بالبكاء والعويل، وكان يوماً عظيماً مشهوداً، وأخرجه إلى بقيع الغرقد بالمدينة، في القبر الذي فيه أبوه علي بن الحسين (عليهما السلام)، وعمّ أبيه الحسن (عليه السلام)، في القبّة التي فيها قبر العباس (عليهما السلام)، وهكذا رحل باقر العلم إلى كرامة ربه الأعلى سبحانه صابراً محتسباً، شاهداً وشهيداً. *من كتاب "الإمام أبو جعفر الباقر(ع) سيرة وتاريخ". من اقوال الامام محمد الباقر: أيّها الناس: أين تذهبون؟ وأين يراد بكم؟ بنا هدى الله أوّلكم، وبنا ختم آخركم، فإن يكن لكم ملك معجّل فإنّ لنا ملكاً مؤجّلاً، وليس بعد ملكنا ملك، لأنّا أهل العاقبة، يقول الله عزّ وجل: (والعاقبة للمتقين). يا ذي الهيئة المعجبة، والهيم المعطنة: ما لي أراكم أجسامكم عامرة، وقلوبكم دامرة، أمّا والله لو عاينتم ما أنتم ملاقوه، وانتم إليه صائرون، لقلتم: (يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).