قوله رضي الله عنه: "حدثَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق المصدوق"، يعني الصادق فيما يقول، والمصدوق فيما يوحى إليه من الوحي، وفيما يقال له من الوحي، فهو صادق لا يُخبِر إلا بالصدق، مصدوقٌ لا يُنبَّأ إلا بالصدق صلوات الله وسلامه عليه. وإنما قدَّم هذه المقدمة؛ لأنه سيُخبِر عن أمر غيبيٍّ باطن يحدُث في ظلمات ثلاث: ((إن أحدكم يُجمَع خلقُه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة)) إذا جامَعَ الرجل امرأته، وألقى في رحمها الماءَ بقي أربعين يومًا وهو نطفة على ما هو عليه؛ ماء، لكنه يتغير شيئًا فشيئًا، يميل إلى الحمرة، حتى يتم عليه أربعون يومًا. احاديث عن الإمارات العربيّة المتّحدة. فإذا تم عليه أربعون يومًا، إذا هو قد استكمل الحمرة وصار قطعة دم؛ علقة، فيمضي عليه أربعون يومًا أخرى وهو علقة، يعني قطعة دم، لكنها جامدة، ولكنه يثخن ويغلظ شيئًا فشيئًا، حتى يتم له ثمانون يومًا. فإذا تم له ثمانون يومًا، فإذا هو مضغة؛ قطعة لحم، هذه المضغة قال الله تعالى فيها: ﴿ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ﴾ [الحج: 5]، فتبقى أربعين يومًا، تُخلَّق من واحد وثمانين يومًا إلى مائة وعشرين يومًا، ولا يتبين فيها الخلق تبيُّنًا ظاهرًا إلا إذا تم لها تسعون يومًا في الغالب.
- احاديث عن طاعة ولي الامر
- احاديث عن الإمارات العربيّة المتّحدة
احاديث عن طاعة ولي الامر
فإذا مضى عليها أربعون يومًا وهي مضغة، أرسَلَ الله إليها الملَكَ الموكَّل بالأرحام؛ لأن الله عز وجل يقول: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ﴾ [المدثر: 31]، فالملائكة جنود الله عز وجل، وكل منهم موكَّل بشيء؛ منهم الموكَّل بالأرحام، ومنهم الموكل بالنفوس يقبضها، ومنهم الموكل بالأعمال يكتبها، ومنهم الموكل بالأبدان يحفظها، وظائف عظيمة للملائكة، أمَرَهم الله عز وجل بها.
احاديث عن الإمارات العربيّة المتّحدة
قوله صلى الله عليه وسلم: ((ببلالِها)) هو بفتح الباء الثانية وكسرها، ((والبلال)): الماء، ومعنى الحديث: سأصِلُها، شبَّهَ قطيعتها بالحرارة تُطفأ بالماء، وهذه تبرد بالصلة. حديث الرسول عن الأم ومكانتها.. مجموعة من الأحاديث الصحيحة بالسنة - بحر. وعن أبي عبدالله عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم جهارًا غير سرٍّ يقول: ((إن آل بني فلان ليسوا بأوليائي؛ إنما وليِّي اللهُ وصالح المؤمنين، ولكنْ لهم رحمٌ أَبُلُّها ببلالِها))؛ متفق عليه واللفظ للبخاري. قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
هذه الأحاديث التي ساقها المؤلِّف رحمه الله كلُّها تدل على أهمية صلة الرحم؛ أي: صلة القرابة، وصدَّرَها بحديث أبي سفيان صخر بن حرب حين وفد ومعه قومٌ من قريش على هرقل، وكان قد وفَدَ على هرقل قبل أن يُسلِمَ رضي الله عنه؛ لأنه أسلَمَ عام الفتح. وأما قدومه إلى هرقل، فإنه كان بعد صُلحِ الحُدَيبيةِ، ولما سمع بهم هرقلُ، وكان رجلًا عاقلًا، عنده علمٌ من الكتاب، وعنده علمٌ بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم وبما يدعو إليه؛ لأن صفة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم موجودةٌ في التوراة والإنجيل، كما قال تبارك وتعالى: ﴿ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ﴾ [الأعراف: 157]، مكتوبًا بصفته ومعروفًا، حتى إنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم لا يشُكُّون فيهم.
سألت أسماء بنت أبى بكر النبي صلى الله عليه وسلم عن صلة أمها المشركة وكانت قدمت عليها، فقال لها: «نعم، صلي أمك» (صحيح البخاري:2620). احاديث عن الإمارات العربية. أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسولَ اللَّهِ إنِّي أصَبتُ ذنبًا عظيمًا، فهل لي من توبة؟ فقال: «هل لك من أم؟» قال: لا، قال: «فهل لك من خالة؟»، قال: نعم، قال: «فبرها»" (صحيح الترمذي:1904). أحاديث عن البر بالأم والأب
جاء في الحديث النبوي الشريف: روى الشيخانِ عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه، قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قلتُ: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة على ميقاتها، قلت: ثم أي؟ قال: ثم بِرُّ الوالدينِ، قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله (البخاري: حديث 527 / مسلم: حديث 85). روى أبو داود عن أبي سعيدٍ الخدري: أن رجلًا هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمَن، فقال: هل لك أحدٌ باليمن؟، قال: أبواي، قال: أذِنا لك؟، قال: لا، قال: ارجع إليهما فاستأذنهما، فإن أذِنا لك فجاهد، وإلا فبَرَّهما (صحيح أبي داود للألباني – حديث 2207). في حديث مرفوع رواه البخاري وصححه الألباني: (اثنان يعجلهما الله في الدنيا: البغي وعقوق الوالدين)، كما روى البخاري في حديث صحيح: (كُلُّ ذُنُوبٍ يُؤَخِّرُ الله مِنْهَا مَا شَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا الْبَغْيُ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ).