أما فيما بينه وبين الله سبحانه فليس في قبولها خلاف إذا كانت توبته نصوحا كما تقدم. وأرجو أن يكون فيما ذكرناه مقنع لكم وكفاية، والواجب عليكم البدار بالتوبة الصادقة والضراعة إلى الله سبحانه والإلحاح في الدعاء أن يتقبل منكم وأن يثبتكم على الحق ويعيذكم من نزغات الشيطان ووساوسه، فإنه العدو اللدود الذي يريد إهلاكك وإهلاك غيرك كما قال الله سبحانه: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر: 6] فبادر إلى إرغامه بالتوبة الصادقة وأبشر بالخير والعاقبة الحميدة والنجاة من النار وقبول التوبة إذا صدقت في ذلك. وأوصيك: بالإكثار من ذكر الله وتسبيحه وتحميده وكثرة الاستغفار والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ ومن أفضل ذلك أن تكثر من كلمة التوحيد: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، ومن الكلمات الآتية: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم.
- دعاء الهداية من المعاصي - سطور
- ضعف حديث صيام يوم عرفة
- حديث عن يوم عرفه
- حديث فضل يوم عرفة
دعاء الهداية من المعاصي - سطور
أجمع العلماء أن هذه الآية في التائبين، وقد أخبر فيها سبحانه أنه يغفر الذنوب جميعا لهم، إذا صدقوا في التوبة إليه بالندم، والإقلاع عن الذنوب، والعزم على ألا يعودوا فيها، فهذه هي التوبة. ونهاهم سبحانه عن القنوط من رحمته وهو اليأس مهما عظمت الذنوب وكثرت، فرحمة الله أوسع وعفوه أعظم، قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ [الشورى: 25]، وقال في حق النصارى: أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [المائدة: 74] وقال النبي ﷺ: الإسلام يهدم ما كان قبله، والتوبة تهدم ما كان قبلها والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. فالواجب عليك الإقلاع عن جميع الذنوب والحذر منها، والعزم على عدم العودة فيها مع الندم على ما سلف منها؛ إخلاصا لله وتعظيما له وحذرا من عقابه، مع إحسان الظن به سبحانه، وقد صح عن رسول الله ﷺ أنه قال: يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الآخر: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله فاتق الله يا حمد، وأحسن ظنك بربك وتب إليه توبة صادقة إرضاء له سبحانه وإرغاما للشيطان، وأبشر بأنه سبحانه سيتوب عليك ويكفر سيئاتك الماضية إذا صدقت في التوبة، وهو سبحانه الصادق في وعده الرحيم بعباده.
اللهم فها أنا ذا قد جئتك مطيعاً لأمرك فيما أمرت به من الدعاء، متنجزاً وعدك فيما وعدت به من الإجابة. إذ تقول ادعوني أستجب لكم. اللهم فصل على محمد وآله والقني بمغفرتك كما لقيتك بإقراري، وارفعني عن مصارع الذنوب كما وضعت لك نفسي. واسترني بسترك كما تأنيتني عن الانتقام مني. اللهم وثبّت في طاعتك نيتي، وأحكم في عبادتك بصيرتي، ووفقني من الأعمال لما تغسل به دنس الخطايا عني. وتوفني على ملتك وملة نبيك محمد عليه السلام إذا توفيتني. وأيضاً اللهم إني أتوب إليك في مقامي هذا من كبائر ذنوبي وصغائرها وبواطن سيئاتي وظواهرها وسوالف زلاّتي وحوادثها. اللهم إني أتوب إليك من كل ما خالف إرادتك أو زال عن محبتك من خطرات قلبي ولحظات عيني وحكايات لساني. توبةً تسلم بها كل جارحةٍ على حيالها من تبعاتك وتأمن مما يخاف المعتدون من أليم سطواتك. دعاء سيد الاستغفار وفضله العظيم
مكتوب أجمل دعاء للتوبة والاستغفار مستجاب بإذن الله اللهم صل على محمد وآله ، وشفع في خطاياي كرمك وعد على سيئاتي بعفوك، ولا تجزني جزائي من عقوبتك. وابسط علي طولك وجللني بسترك، وافعل بي فعل عزيز تضرع إليه عبد ذليل فرحمه، أو غني تعرض له عبد فقير فنعشه.
ووافقه ابن الجوزي. قال البيهقي: وهذا الحديث له شواهد كثيرة وقد ذكرناها في كتاب الشعب فإن صح بشواهده ففيه الحجة وإن لم يصح فقد قال الله تعالى:ï´؟ ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ï´¾ ([4]) وظلم بعضهم بعضا دون الشرك اهـ ([5]). وروى بن الجوزي في الموضوعات ([6]) من طريق الطبراني ([7]) ثنا إسحاق بن إبراهيم الديري حدثنا عبد الرزاق ثنا معمر عمن سمع قتادة يقول ثنا خلاس بن عمرو عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة: أيها الناس إن الله تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لكم إلا التبعات فيما بينكم، ووهب مسيئكم لمحسنكم، وأعطى محسنكم ما سأل، فادفعوا باسم الله. حديث عن يوم عرفه. وإبليس وجنوده على جبال عرفات ينظرون ما يصنع الله بهم، فإذا نزلت المغفرة دعا هو وجنوده بالويل والثبور. قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح والراوي عن قتادة مجهول وخلاس ليس بشيء. قال أيوب: لا ترووا عنه فإنه صحيفي انتهى كلامه ([8]). الحديث الرابع:
قال ابن حبان: حدثنا أبو عبد الغني الحسن بن علي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم عرفة غفر الله للحاج الخالص، وإذا كان ليلة المزدلفة غفر الله للتجار، وإذا كان يوم منى غفر الله للجمالين، وإذا كان يوم جمرة العقبة غفر الله للسؤال، ولا يشهد ذلك الموقف خلق ممن قال: لا إله إلا الله إلا غفر له" موضوع أخرجه ابن حبان في المجروحين ([9]) من حديث أبي هريرة، وفي إسناده الحسن بن علي ابن عيسى الأزدي، قال ابن حبان: يضع على الثقات، لا تحلُ الرواية عنه بحال.
ضعف حديث صيام يوم عرفة
(6) رواه مسلم (1162). (7) رواه الترمذي (3585)، وحسنه الألباني. (8) ذكر هذه الأحوال وغيرها ابن رجب في لطائف المعارف (ص:285-288).
حديث عن يوم عرفه
2015-09-23, 01:32 AM #1 ما صحة هذا الحديث: يوم عرفة ترفع جميع الأعمال إلى الله ما عدا المتخاصمين؟
ما صحة هذا الحديث: يوم عرفة ترفع جميع الأعمال إلى الله ما عدا المتخاصمين؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فلا نعلم حديثا بهذا اللفظ ولا بمعناه. وننبه إلى أنه لا يجوز نشر هذا الكلام، حيث لم يثبت كونه حديثا نبويا لا صحيحا ولا ضعيفا. وانظر ضوابط العمل بالحديث الضعيف في الفتوى رقم: 13202
وانظر بشأن أثر التخاصم والتشاحن الفتوى رقم: 69861
والله أعلم.
حديث فضل يوم عرفة
في هذا اليوم تسأل غير الله. وخطب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بعرفة، فقال: إنكم قد جئتم من القريب والبعيد، وأنضيتم الظهر - أي: أتعبتم رواحلكم -، وأخلقتم الثياب - أي: أبليتم ثيابكم -، وليس السابق اليوم من سبقت دابته وراحلته، وإنما السابق اليوم من غُفر له.
القول الثالث: يكره صومه بعرفة وهو قولجماعة من أصحاب الشافعي ([10]) والمالكية ([11]) وبعض الحنابلة ([12]) وقالت الحنفية: يكره كراهة تنزيه، لإخلاله بالأهم في ذلك الوقت، اللهم إلا أن يسيء خلقه فيوقعه في محظور ([13]). أما القول الثالث فدليله: حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة" ([14]). كما استدلوا بما ورد عن أبي نجيح قال: سئل ابن عمر عن صوم يوم عرفة، قال: (حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصمه، ومع أبي بكر فلم يصمه، ومع عمر فلم يصمه، ومع عثمان فلم يصمه، فأنا لا أصومه ولا آمر به ولا أنهى عنه. ما صحة هذا الحديث: يوم عرفة ترفع جميع الأعمال إلى الله ما عدا المتخاصمين؟. ) ([15])
وأجيب عن الحديثين:
بما قال النووي: (لا دلالة فيهما لمن قال بالكراهة، لأن الأول ضعيف، والثاني ليس فيه نهي، وإنما هو خلاف الأفضل كما قاله الشافعي والجمهور) ([16])
كما استدلوا بأن فضيلة صوم هذا اليوم مما يمكن استدراكها في غير هذه السنة ويستدرك عادة فأما فضيلة الوقوف والدعاء فيه لا يستدرك في حق عامة الناس عادة إلا في العمر مرة واحدة فكان إحرازها أولى ([17]). واستدلوا أيضًا بأن من كرهه فإنما كرهه من أجل الضعف عن الدعاء والعمل في ذلك الموقف والنصب لله فيه ([18]).