وقال آخرون: بل عنى بالبرّ: ظهر الأرض، الأمصار وغيرها، والبحر: البحر المعروف. ⁕ حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرّ والبَحْرِ﴾ قال: في البرّ: ابن آدم الذي قتل أخاه، وفي البحر: الذي كان يأخذ كلّ سفينة غصبا. ⁕ حدثني يعقوب، قال: قال أبو بشر -يعني: ابن علية-: قال: سمعت ابن أبي نجيح، يقول في قوله: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرّ والبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أيْدِي النَّاسِ﴾ قال: بقتل ابن آدم، والذي كان يأخذ كل سفينة غصبا. ⁕ حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يزيد بن هارون، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرّ والبَحْرِ﴾ قال: قلت: هذا البرّ، والبحر أيّ فساد فيه؟ قال: فقال: إذا قلّ المطر، قل الغوص. الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم. ⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: ﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البرّ﴾ قال: قتل ابن آدم أخاه، ﴿وَالْبَحْر﴾ قال: أخذ الملك السفن غصبا. وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن الله تعالى ذكره، أخبر أن الفساد قد ظهر في البرّ والبحر عند العرب في الأرض القفار، والبحر بحران: بحر ملح، وبحر عذب، فهما جميعا عندهم بحر، ولم يخصص جلّ ثناؤه الخبر عن ظهور ذلك في بحر دون بحر، فذلك على ما وقع عليه اسم بحر عذبا كان أو ملحا.
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الروم - الآية 40
- قال تعالى (الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم ) نوع التوحيد في هذه الايه - البسام الأول
- التفريغ النصي - تفسير سورة الروم [39 - 41] - للشيخ أحمد حطيبة
- هل ترى ان رسول الله محمد معصوم من الخطأ في التبليغ وفي كل امور حياته
- الأنبياء معصومون فيما يبلغونه
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الروم - الآية 40
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة قوله: (هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ) لا والله (سُبْحانَهُ وَتَعَالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) يسبح نفسه إذ قيل عليه البهتان.
الله الذى خلقكم ثم رزقكم قال تعالى "الله الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركاءكم من يفعل من ذلكم من شىء " وضح الله للناس أن الله هو الذى خلقهم أى أنشأهم من عدم ثم رزقهم أى أعطاهم النفع ثم أماتهم أى توفاهم ثم يحييهم أى يبعثهم للحياة مرة أخرى ،ويسأل الله هل من شركاءكم من يفعل من ذلكم من شىء والمراد هل من أربابكم المزعومة من يصنع من الخلق والرزق والموت والحياة من فعل ؟والغرض من السؤال هو إخبار الكفار أن آلهتهم عاجزة عن فعل شىء مما يفعله الله صلاحيات هذا المنتدى: لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قال تعالى (الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم ) نوع التوحيد في هذه الايه - البسام الأول
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة قوله: ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) للبعث بعد الموت. وقوله: (هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ) يقول تعالى ذكره: هل من آلهتكم وأوثانكم التي تجعلونهم لله في عبادتكم إياه شركاء من يفعل من ذلكم من شيء، فيخلق، أو يرزق، أو يميت، أو ينشر، وهذا من الله تقريع لهؤلاء المشركين. وإنما معنى الكلام أن شركاءهم لا تفعل شيئا من ذلك، فكيف يعبد من دون الله من لا يفعل شيئا من ذلك، ثم برأ نفسه تعالى ذكره عن الفرية التي افتراها هؤلاء المشركون عليه بزعمهم أن آلهتهم له شركاء، فقال جلّ ثناؤه (سبحانه) أي تنـزيها لله وتبرئة (وَتَعالى) يقول: وعلوّا له (عَمَّا يُشْرِكُونَ) يقول: عن شرك هؤلاء المشركين به. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الروم - الآية 40. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة قوله: (هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ) لا والله (سُبْحانَهُ وَتَعَالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) يسبح نفسه إذ قيل عليه البهتان.
و { من} الثانية في قوله { من ذلكم} تبعيضية في موضع الحال { من شيء. ومن} الثالثة زائدة لاستغراق النفي. وإضافة ( شركاء) إلى ضمير المخاطبين من المشركين لأن المخاطبين هم الذين خلعوا على الأصنام وصف الشركاء لله فكانوا شركاء بزعم المخاطبين وليسوا شركاء في نفس الأمر ، وهذا جار مجرى التهكم ، كقول خالد بن الصعق لعمرو بن معديكرب في مجمع من مجامع العرب بظاهر الكوفة فجعل عمرو يحدثهم عن غاراته فزعم أنه أغار على نهد فخرجوا إليه يقدمهم خالد بن الصَعق وأنه قتله ، فقال له خالد بن الصعق: «مهلاً أبا ثور قتيلُك يسمع» أي القتيل بزعمك. والقرينة قوله «يسمع» كما أن القرينة في هذه الآية هي جملة التنزيه عن الشريك. التفريغ النصي - تفسير سورة الروم [39 - 41] - للشيخ أحمد حطيبة. والإشارة ب { ذلكم} إلى الخلق ، والرزق ، والإماتة ، والإحياء ، وهي مصادر الأفعال المذكورة. وأفرد اسم الإشارة بتأويل المذكور. وجملة { سبحانه وتعالى عما يشركون} مستأنفة لإنشاء تنزيه الله تعالى عن الشريك في الإلهية. وموقعها بعد الجملتين السابقتين موقع النتيجة بعد القياس ، فإن حاصل معنى الجملة الأولى أن الإله الحق وهو مسمى اسم الجلالة هو الذي خَلَق ورزق ويُميت ويُحيي ، فهذا في قوة مقدمة هي صغرى قياس ، وحاصل الجملة الثانية أن لا أحد من الأصنام بفاعل ذلك ، وهذه في قوة مقدمة هي كبرَى قياسسٍ وهو من الشكل الثاني ، وحاصل معنى تنزيه الله عن الشريك أن لا شيء من الأصنام بإله.
التفريغ النصي - تفسير سورة الروم [39 - 41] - للشيخ أحمد حطيبة
الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 40 - سورة الروم
﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40) هذا الاستئناف الثاني من الأربعة التي أقيمت عليها دلائل انفراد الله تعالى بالتصرف في الناس وإبطال ما زعموه من الإشراك في الإلهية كما أنبأ عنه قوله { هل مِن شركائكم مَن يفعل مِنْ ذَلكم مِنْ شيء ، وإدماجاً للاستدلال على وقوع البعث. وقد جاء هذا الاستئناف على طريقة قوله: { الله يبدأ الخلق ثم يعيده} [ يونس: 34] واطَّرد الافتتاح بمثله في الآيات التي أريد بها إثبات البعث كما تقدم عند قوله تعالى: { الله يبدأ الخلق ثم يعيده} ، وسيأتي في الآيتين بعد هذه. و { ثم} مستعمل في معنيي التراخي الزمني والرتبي. قال تعالى (الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم ) نوع التوحيد في هذه الايه - البسام الأول. و { هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء} استفهام إنكاري في معنى النفي ولذلك زيدت { مِن} الدالة على تحقيق نفي الجنس كله في قوله { مِن شيء. } والمعنى: ما من شركائكم من يفعل شيئاً من ذلكم. ف { من} الأولى بيانية هي بيان للإبهام الذي في { من يفعل ،} فيكون { من يفعل} مبتدأ وخبره محذوف دل عليه الاستفهام ، تقديره: حصل ، أو وجد ، أو هي تبعيضية صفة لمقدر ، أي هل أحد مِن شركائكم.
وإضافة شركاء إلى ضمير المخاطبين من المشركين لأن المخاطبين هم الذين خلعوا على الأصنام وصف الشركاء لله فكانوا شركاء بزعم المخاطبين وليسوا شركاء في نفس الأمر ، وهذا جار مجرى التهكم ، كقول خالد بن الصعق لعمرو بن معديكرب في مجمع من مجامع العرب بظاهر الكوفة فجعل عمرو يحدثهم عن غاراته فزعم أنه أغار على نهد فخرجوا إليه يقدمهم خالد بن الصعق وأنه قتله ، فقال له خالد بن الصعق ( مهلا أبا ثور قتيلك يسمع) ، أي القتيل بزعمك. والقرينة قوله ( يسمع) كما أن القرينة في هذه الآية هي جملة التنزيه عن الشريك. والإشارة بـ " ذلكم " إلى الخلق ، والرزق ، والإماتة ، والإحياء ، وهي مصادر الأفعال المذكورة. وأفرد اسم الإشارة بتأويل المذكور. وجملة سبحانه وتعالى عما يشركون مستأنفة لإنشاء تنزيه الله تعالى عن الشريك في الإلهية. وموقعها بعد الجملتين السابقتين موقع النتيجة بعد القياس ، فإن حاصل معنى الجملة الأولى أن الإله الحق وهو مسمى اسم الجلالة هو الذي خلق ورزق ويميت ويحيي ، فهذا في قوة مقدمة هي صغرى قياس ، وحاصل الجملة الثانية أن لا أحد من الأصنام بفاعل ذلك ، وهذه في قوة مقدمة هي كبرى قياس وهو من الشكل الثاني ، وحاصل معنى تنزيه الله عن الشريك أن لا شيء من الأصنام بإله.
وأما الخطأ بأمور الدين من غير قصد:
فالراجح في ذلك من أقوال العلماء: أنه يقع من النبي مثل هذا ولكن على سبيل فعل خلاف الأولى. فقد تعْرِض له المسألة وليس عنده في ذلك نص شرعي يستند إليه فيجتهد برأيه كما يجتهد العالِم من آحاد المسلمين فإن أصاب نال من الأجر كِفْلين وإن أخطأ نال أجراً واحداً وهذا قوله صلى الله عليه وسلم " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد ". هل النبي معصوم من الخطأ. رواه البخاري ( 6919) ومسلم ( 1716) من حديث أبي هريرة. وقد حدث هذا منه في قصة أسرى بدر.
هل ترى ان رسول الله محمد معصوم من الخطأ في التبليغ وفي كل امور حياته
تاريخ النشر: الثلاثاء 8 شعبان 1436 هـ - 26-5-2015 م
التقييم:
رقم الفتوى: 297730
19186
0
268
السؤال
سؤال حول هل الرسول صلى الله عليه وسلم مخير أو مسير؟ لقوله تعالى: (وما ينطق عن الهوى) وحادثة شق الصدر، وقوله سبحانه: (والله يعصمك من الناس) وهو المصطفى وهو الرحمة المهداة إلخ... حيث أسأل هل يستطيع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعصي الله؟ هل كان يستطيع أن يقصر؟ ما معنى أنه معصوم؟ (هل كل إنسان معصوم من الله يستطيع أن يتحمل ما تحمله الرسول صلى الله عليه وسلم أسال الله أن يغفر لي الشبهة التي أقول. الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا ننصحك أولا بالاشتغال بالعلم الذي ينبني عليه عمل بالنسبة لك، وأن تحذر من تتبع الشبه، فإن الشبهة قد تعلق في القلب فلا يستطيع المرء التخلص منها. هل النبي معصوم. وبخصوص السؤال فإن في تراكيبه بعض الغموض لكن نقول حسب ما فهمنا: إن البشر مخيرون في باب التكاليف، وأما الأنبياء: فهم معصومون من الذنوب الكبيرة، ومعصومون في التبليغ عن الله ـ تبارك وتعالى ـ، وأما الصغائر: فقد تقع منهم، ولكنهم إذا وقعوا في شيء منها لا يقَرون عليها، بل ينبههم الله ـ تبارك وتعالى ـ عليها، فيبادرون بالتوبة منها، وهذا ما ذهب إليه أكثر أهل العلم.
الأنبياء معصومون فيما يبلغونه
فالمجلسي يثبت للأئمة العصمة من جميع الأوجه المتصورة ، من المعصية كلها الصغيرة والكبيرة، ومن الخطأ ، ومن السهو والنسيان. وهذا الباطل يقول به إمامهم الخميني في كتابه "الحكومة الإسلامية" (ص91) ، حيث يقول عن أئمتهم: إنهم "لا يتصور فيهم السهو والغفلة ". هل ترى ان رسول الله محمد معصوم من الخطأ في التبليغ وفي كل امور حياته. مع أن العصمة بهذا المعنى لم تثبت للأنبياء ، صلوات الله وسلامه عليهم ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم غير معصوم من السهو والنسيان ، بل ثبت في أحاديث كثيرة نسيانه صلى الله عليه وسلم في الصلاة. ولما صَلَّى النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم صلاة وسها فيها ، أقبل على الناس بعد الصلاة وقال لهم: (إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ، أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي) رواه البخاري (401) ومسلم (572). وإثبات العصمة لشخصٍ ما معناها إثبات النبوة له ، لأن المعصوم يجب اتباعه في كل ما يقول ، ولا تجوز مخالفته في شيء ، وهذه خاصة بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام. ولذلك قال الإمام مالك رحمه الله: كل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر ، وأشار إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم. وقال شيخ الإسلام في "منهاج السنة " (3/174):
" فمن جعل بعد الرسول معصوما يجب الإيمان بكل ما يقوله فقد أعطاه معنى النبوة وإن لم يعطه لفظها" انتهى.
وهذه مسألة تتعلق بالعصمة، وللناس فيها كلام كثير ، وأغلب الكلام فيها عقلي لا يعتمد على النصوص، وهذا النص صريح في وقوع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في شيء من الذنوب التي قد غفرها الله له ، ولكن لم يبيِّن الله نوع هذه الذنوب ، ولذا فلا تتعدى ما أجمله الله في هذه النصِّ، وقُلْ به تسلمْ. ولا تفترض مصطلحاً للعصمة من عقلك تحمل عليه أفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فتدخل بذلك في التأويلات السمجة التي لا دليل عليها من الكتاب ولا السنة ؛ كما وقع من بعضهم في تأويل قوله –تعالى-: ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر [الفتح: 2]، قال: ما تقدم: ذنب أبيك آدم ، وما تأخر: من ذنوب أمتك، وانظر الشبه بين هذا القول وبين قول النصارى في الخطيئة، فالله يقول: "ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك"، وهذا يقول هو ذنب غيره! هل النبي معصوم عن الخطأ. والله المستعان". واعلم أنَّ في الرسول جانبان: جانب بشري ، وجانب نبوي، أمّا الجانب البشري فهو فيه كالبشر: يحب ويكره ، ويرضى ويغضب ، ويأكل ويشرب، ويقوم وينام … إلخ، مع ما ميَّزه الله به في هذا الجانب في بعض الأشياء؛ كسلامة الصدر ، والقوة في النكاح، وعدم نوم القلب، وغيرها من الخصوصات التي تتعلق بالجانب البشري.