بها ومن خلالها يتخلص العبد المؤمن من كل الضغوط والمحن والشدائد، بها يزداد يقينا وتصديقا بأمر الله، في حضرتها يكلم العبد مولاه يستغفره ويتوب إليه ويطلب منه الخير كله. إن الصلاة في حقيقتها وجوهرها هي إسراء ومعراج، فالإسراء من أسرى، وهو السير ليلاً، وذهب جُمهور اللُّغويين إلى أنّ سرى وأسرى بمعنى واحد، وفي صلاتي العشاء والصبح، يكون السير ليلا إلى المسجد وهو سير مبارك، فيه خير كثير وأجر وفير أخبرنا به رسول الله في أكثر من حديث، كما أن المعراج من العُروج؛ وهو الصُعود، والأصل منه عَرَجَ يعرُج؛ إذا صعد، والمعراج: هو الدرج أو السُّلم الذي يُصعدُ به إلى السماء. وفي الصلاة يصعد قلب المؤمن إلى مولاه في خشوع تام واستحضار كامل لعظمة من يقف أمامه، وافتقار بين يديه وتذلل وتمسكُن، واستمطار لرحمة الله تعالى وطمع في رضاه. الصلاة صلة بالله وانقطاع عن هموم الدنيا ومشاغلها ومحنها وشدائدها، الصلاة طمأنينة وسكينة وراحة وسعادة. اللهم اجعل الصلاة قرّة أعيننا وراحة وسكينة وطمأنينة لقلوبنا، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقول لسيدنا بلال عندما يحضر وقت الصلاة: "أرحنا بها يا بلال". خواطر: أرحنا بها يا بلال. مواضيع ذات صلة أرِحْنا بها يا بلال إقامة الصلاة هي أن نحضر فيها بقلوب خاشعة مفتقرة بين يدي ربنا، فالصلاة صلة، والصلاة… حبيبي يا رسول الله لم ترك عيني وسكنت فؤادي، لم تسمع أذني صوتك وملأت كلماتك عقلي، لم أجلس قط…
- خواطر: أرحنا بها يا بلال
- ارحنا بها يا بلال - عالم حواء
- أرحنا بها يا بلال الصلاة الصلاة - مكتبة نور
خواطر: أرحنا بها يا بلال
أن الصلاة وسيلة لتهذيب النفس البشرية: الصلاة عبادة لها تأثيرها على نفس الإنسان المؤمن وللتأكيد على تأثيرها في صلاح الفرد والمجتمع ان الله سبحانه فرضها الله على عباده وجعلها الركن الثاني من أركان الإسلام. ، وقد ميزها الله عن بقية الأركان بأنه يجب اداؤها على أي حال، ولا تسقط إلا بالأداء فقد تسقط الزكاة لعدم توفر النصاب، وقد يسقط الصيام لعدم القدرة عليه، ويسقط الحج لعدم الاستطاعة والقدرة أما الصلاة فلا تسقط إلا بالموت أو غياب العقل بالجنون ونحوه. ارحنا بها يا بلال - عالم حواء. وميزها بأنها العبادة الوحيدة التي بتركها يكفر الإنسان على خلاف بين الفقهاء في الردة. قال صلى الله عليه وسلم: إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ أخرجه مسلم (82). إما صلتها بالنفس البشرية وتاثرها بها إن بناء النفس وقيامها يتم بالتربية والتزكية من خلال تخليصها من الشوائب والعيوب والآفات وذمائم الأخلاق، وبما أن الصلاة هي قرب من الله واتصال به عز وجل، فأنها بذلك تكون اتصالاً بمحل الخلق الأسمى والمثل الأعلى، وكلما أدّى المؤمن صلاته بشكل أمثل كلما كان أدنى في الاقتراب من محل النقاوة والطهارة وبالتالي كلما كان تأثره الخُلُقي أكبر.
ارحنا بها يا بلال - عالم حواء
أُسري بخير خلق الله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعُرِجَ به من المسجد الأقصى إلى السماء السابعة إلى سدرة المنتهى، حيث القربُ من الله تعالى، وحيث الاصطفاء، وحيث المكانة العلية والدرجة الرفيعة، وحيث يتغير حال العبد من حزن وأفق مظلم وضيق في الصد، إلى فرح ورحابة صدر وشساعة أُفق… والصلاة سيرٌ إلى المسجد، سير ومشي مأجور مبارك، والسير في الظلام أمثل وأكثر أجرا، جالبٌ للنور والسرور، جالب للنور التام غدا يوم القيامة. أرحنا بها يا بلال الصلاة الصلاة - مكتبة نور. الصلاة وقوف بين يدي الله ومعراج إليه بالقلب، والقرب منه سبحانه، فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فكلما سجد العبد وافتقر وخضع لله رب العالمين، كلما ارتقى وصعد إلى جناب القرب منه سبحانه، وكلما امتلأ القلب إيمانا ونورا، إلا وازداد الصدر رحابة، والأفق شساعة، وامتلأ الوجه ضياء وبشرا. لمكانة خير خلق الله صلى الله عليه وسلم رفعه الله من خلال معجزة الإسراء والمعراج إلى سدرة المنتهى حيث مقام القرب… ولعظمة الصلاة وأهميتها ومكانتها من الدين فرضها الله في هذا المقام، في هذا اللقاء المباشر، حيث يكلم الله عزوجل نبيه ومصطفاه من خلقه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وليس بينهما ترجمان. إذا كانت قصة الإسراء والمعراج معجزة خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم، لمواساته والتخفيف عنه لما عاناه من محن وشدائد، حتى يزداد يقينا في موعود الله ونصره وتمكينه، ويتلذذ بنعمة القرب منه، وكلامه والسجود بين يديه، فإن الصلاة بما هي صلة بالله ووقوف بين يديه فهي اصطفاء واختيار وكرامة عامة لكل من آمن بالله ورسوله واتبع هداه وسار على نهجه واقتفى أثره.
أرحنا بها يا بلال الصلاة الصلاة - مكتبة نور
كلماتُ الأذان اختارَها الله لهذه
الأمة واصطفاها بها، فلله الحمد. قالَها رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -،
ونقولُها من بعده. وكم تفوتُ الفضائلُ العظيمةُ من
يسمعُ المُؤذِّن ولا يُجيبُ النداء، ولا يُردِّدُ كلمات الأذآن. روى مسلم في "صحيحه" عن عُمر بن
الخطاب – رضي الله عنه -، قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «إذا قال
المُؤذِّن: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدُكم: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: أشهد
أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمدًا رسول
الله، قال: أشهد أن محمدًا رسول الله، ثم قال: حيَّ على الصلاة، قال: لا حول ولا
قوة إلا بالله، ثم قال: حيَ على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال:
الله أكبر الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا
إله إلا الله من قلبِه دخل الجنة». وفي "الصحيحين" عن أبي سعيد الخُدري
– رضي الله عنه -، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «إذا سمعتُم النداءَ
فقولوا مثلَ ما يقول المُؤذِّن». وروى مسلم في "صحيحه" عن أنس بن مالك
– رضي الله عنه -، أن النبي – صلى الله عليه وسلم – سمِع رجلاً يقول: الله أكبر
الله أكبر، فقال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «على الفِطرة»، ثم قال: أشهد
أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، قال رسولُ الله – صلى الله عليه
وسلم -: «خرجتَ من النار».
وفي الحَديثِ: أنَّ الصَّلاةَ راحةٌ للقَلْبِ مِنْ تَعَبِ الدُّنيا ومَشاغِلِها.