وها هو رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - نبي الأمة وهاديها يمرُّ بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر، يقول: ((الصلاة يا أهلَ البيت، ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [الأحزاب: 33]))؛ رواه الترمذي، إنه حرْصٌ نبويٌّ وتربية لابنته على أن تحرص على صلاة الفجر في وقتها. وكان عليُّ بنُ أبي طالب - رضي الله عنه - يمرُّ في الطريق مناديًا: "الصلاةَ، الصلاة"، يوقظ الناسَ لصلاة الفجر، وكان يفعل ذلك كلَّ يوم. كتب كيف تحافض على صلاة الفجر - مكتبة نور. وحين اشتكى الإمام سعيدُ بنُ المُسَيَّبِ عينَه قالوا له: لو خرجت إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة، لوجدْتَ لذلك خفَّة - يدعونه للتَّنَزُّه في ضواحي المدينة حيثُ الخضرة والجو الطليق - فقال لهم: "فكيف أصنع بشهود العَتَمَة والصبح"؟! وتزوَّج الحارث بن حسَّان في ليلة من الليالي، فحضر صلاة الفجر مع الجماعة، فقيل له: أتخرج وإنما بَنَيْتَ بأهلك الليلة؟! فقال: والله إن امرأةً تمنعني من صلاة الغداة في جمع لامرأةُ سوء، وقام عبدالرحمن بن مهدي ليلة حتى جهد، فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش، فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس، فقال: هذا مما جنى عليَّ الفراش، فجعل على نفسه ألا يجعل بينه وبين الأرض شيئًا شهرين، ومكث الإمام مدين بن أحمد الحِمْيَرِيّ دهرًا إلى حين وفاته لا تفوته التكبيرة الأولى من صلاة الصبح، ويمكث في مصلاَّه وهو على طهارة إلى أن يركع الضحى وربما جلس بعد ذلك، وبقي الشيخ الغرناطي نحوًا من عامين أو أزيد يخرج للصلوات الخمس يُهَادَى بين رجلين لشيءٍ كان برجله، حتى كان بعض أصحابه يقول: الغرناطي حجةُ الله على مَن لم يحضر الجماعة.
كلام عن صلاة الفجر - موقع موسوعتى
إن محافظتَك على صلاة الفجر في الجماعة وملازمتَك على ذلك سببٌ يؤدِّي إلى نظَرِك إلى وجه ربِّك - تعالى - في دار كرامته، وهذا أعظمُ نعيمٍ أنْعَم الله به على أهل الجنة؛ ففي "الصحيحين" من حديث جريرِ بنِ عبدِالله البَجَلِيِّ- رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((أمَا إنَّكم سَتَرَون ربَّكم كما ترون القمر لا تُضَامُّون في رؤيته؛ فإن استطعتُم ألاَّ تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، فافعلوا))؛ يعني: صلاة العصر والفجر، ثم قرأ: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ﴾ [طه: 130]. إن محافظتَك على صلاة الفجر في الجماعة أمْنٌ لك من عذاب الله، أمنٌ لك من سَخَط الله، سببٌ لرضا الله عنك؛ ففي "صحيح مسلم" من حديث جُندُب بن عبدالله - رضي الله عنه -: أن النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن صلَّى الصبح، فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء، فإنه مَن يطلُبُه من ذمته بشيء يدركه، ثم يكبه على وجهه في نار جهنم)). إن صلاة الفجر سببٌ للفوز بجنَّات ربِّ العالمين؛ عن أبي موسى - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن صلَّى البَرْدَيْن دخل الجنة))؛ رواه البخاري ومسلم، والبَرْدَان: هما الصبح والعصر.
أهمية صلاة الفجر
إن صلاة الفجر في الجماعة سِترٌ لك من النار؛ فعن أبي زهير عِمَارة بن رويبة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((لن يَلِجَ النارَ أحدٌ صلَّى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها))؛ يعني: الفجر والعصر؛ رواه مسلم. ولمَّا كانت صلاة الفجر بهذه المنزلة العظيمة، كان التفريط فيها جرمًا كبيرًا وغفلة غير يسيرة؛ قال ابن عمر - رضي الله عنهما -: "كنا إذا فقدْنا الرجلَ في الفجر والعشاء أسأنا به الظنَّ"، وعن أُبَيِّ بنِ كعب - رضي الله عنه - قال: صلَّى بنا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يومًا الصبح فقال: ((أشاهِدٌ فلان؟)) قالوا: لا، قال: ((أشاهدٌ فلان؟)) قالوا: لا، قال: ((إن هاتين الصلاتين أثقلُ الصلوات على المنافقين، ولو تعلمون ما فيهما لأَتَيْتُمُوها ولو حَبْوًا على الركب))؛ رواه أحمد وأبو داود بسند حسن. لقد تعلقَّتْ قلوبُ السلف - رضي الله عنهم - بهذه الصلاة؛ لِمَا علموا من جليل فضلِها وسوء عاقبة التخلُّف عنها، فكانوا أحرصَ الناس عليها، حتى لقد قال عبدالله بنُ مسعود: "ولقد رأيْتُنَا وما يتخلَّف عنها إلا منافقٌ معلومُ النفاق، ولقد كان الرجل يُؤتَى به يَتَهَادَى بين الرجلين حتى يُقامَ في الصف".
كتب كيف تحافض على صلاة الفجر - مكتبة نور
ورحمك الله يا سليمان، بتَّ تُصلِّي فغلبتْكَ عيناك! فكيف بالذين يغلبُهم النوم وهم أمام القنوات الفضائية ينتقلون من قناة إلى أخرى؟! وكيف بالذين لا يغلبُهم النوم، ولكنْ تغلبهم الشهوات؟! كيف بالذين يسهرون على الأرصفة أو في بطون الأودية والشِّعَاب لا يرجون لله وقارًا؟! إن المحافظة على صلاة الفجر وصيَّةُ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - والصحابة من بعده لأمة الإسلام؛ فعن أبي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - أنه لما حضرتْه الوفاةُ قال: أُحدِّثُكم حديثًا سمعتُه من رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: سمعت رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((مَن استطاع منكم أن يشهدَ الصلاتين: العشاء والصبح ولو حبوًا، فليفعل))؛ رواه الطبراني في "الكبير"، وهو حديث حسن. كلام عن صلاة الفجر. إن خروجك للمسجد في صلاة الفجر نورٌ يكون لك يومَ القيامة؛ عن سهل بن سعدٍ السَّاعِدِيِّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:((بشَّرِ المشَّائين في الظُّلَم إلى المساجد بالنُّور التَّامِّ يوم القيامة))؛ رواه أبو داود والترمذي وهو صحيح. إن صلاة الفجر أمانٌ وحفْظٌ من الله لعبده؛ فعن سَمُرَةَ بنِ جُنْدُب - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن صلَّى الصبحَ في جماعة، فهو في ذمَّة الله - تعالى))؛ رواه ابن ماجه بسند صحيح.
[صحيح]
صلاة الفجر سبب من أسباب الرزق، لان الأرزاق تُقسَم في هذا الوقت المبارك. وقت الفجر هو وقت إصابة البركة. صلاة الفجر جماعة نور يوم القيامة قال صلى الله عليه و سلم " بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ". الفوز برؤية الله يوم القيامة. شهود الملائكة لمصلي صلاة الفجر، وثناؤهم عليه عند الله، عن أبي هريرة – رضي الله عنه -: أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: ((يتعاقبون فيكم ملائكةٌ بالليل، وملائكةٌ بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرُجُ الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربُّهم – وهو أعلم بهم -: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلُّون، وأتيناهم وهم يصلون))؛ رواه البخاري ومسلم. براءة من النفاق عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما، لأتَوهما ولو حبوًا، ولقد هممتُ أن آمُرَ المؤذِّن فيُقيم، ثم آخُذَ شُعلًا من النار، فأحرِّقَ على من لا يخرج إلى الصلاة بعد))؛ رواه أحمد، والبخاري، ومسلم. الصلاة خيراً من النوم
نصائح للمداومة على صلاة الفجر
النية الصادقة ومجاهدة النفس لتأدية الصلاة، فالله عز وجل لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم.