ليس مفاجئًا أن يتزايد انتشار المؤسسات غير الربحية في الحقبة الأخيرة _هناك 1. 6 مليون منظمة غير هادفة للربح في الولايات المتحدة وحدها_ خاصة في ظل اشتداد الحاجة إلى المساعدة، وصعوبة شروط وقواعد المنافسة، وانفتاح الأسواق وعولمتها، وما تمثّله التحولات التقنية والرقمية الحالية من تهديدات على مستقبل العمل والبشر بشكل عام. دور القطاع الغير ربحي في المملكة | المرسال. ونتيجة لرفع الدول الوطنية يدها عن حاجات المواطنين، وعدم تقديم الخدمات الاجتماعية، والتخلي عن نموذج دولة الرفاهية؛ تم التوجه في مسارين: الأول هو العمل الحر و ريادة الأعمال ، وتمثّل المسار الثاني في الذهاب إلى تأسيس المؤسسات غير الربحية والمنظمات الخيرية التي تهدف إلى خدمة المجتمع ككل أو بعض فئاته. يمكن اعتبار هذه المؤسسات نمطًا تنظيميًا ونسقًا جديدًا بالكلية، ويمكن النظر إليها بصفتها استجابة لأزمات اجتماعية معينة، وأيًا كان الحال، فلا أحد يمكنه إنكار الدور المحوري الذي تلعبه هذه المنظمات على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي. اقرأ أيضًا: الاستثمار الاجتماعي المسؤول.. الربح والأثر محاولة للتعريف تُعرف المنظمة غير الربحية (NPO)، والمعروفة أيضًا باسم الكيان غير التجاري، بأنها منظمة تخدم الصالح العام ومعفاة من الضرائب، والغرض منها شيء آخر غير تحقيق الربح.
- دور القطاع الغير ربحي في المملكة | المرسال
دور القطاع الغير ربحي في المملكة | المرسال
المؤلف
مؤسسة الملك خالد الخيرية
تعرف المؤسسات غير الربحية بالمؤسسات التي تقدم خدمة واسعة للمجتمع دون أن تكون الربحية هدفها الرئيس، فهي قطاع وسط بين قطاعين، وهما القطاع الحكومي والقطاع الخاص، فالقطاع الحكومي أو العام ليس جزءا من هذه المؤسسات التي تصنف بأنها مؤسسات مجتمعية، كما أنها لا تدخل إطلاقا في القطاع الخاص الذي يصنف بأنه قطاع ربحي؛ ولذا يستحسن البعض تسميته بالقطاع الثالث؛ لأنه يتضمن قطاعا عريضا في المجتمع يشمل خدمات تلبي احتياج المجتمع وتحقق خدمة عالية على مستوى من الجودة، إضافة إلى تقديم خدمات خيرية للمحتاجين والفقراء في المجتمع. من الخدمات التي تقدمها المؤسسات غير الربحية والتي تمارس بشكل واسع في دول العالم خدمات صحية وتعليمية، إضافة إلى المؤسسات البحثية ومؤسسات تركز على جانب التوعية، ومؤسسات أخرى تهتم بالفقراء والمحتاجين في المجتمع، إضافة إلى مؤسسات خيرية تهتم بالأمور الدينية في المجتمع مثل بناء المساجد، ويمكن أن يكون هناك مؤسسات إعلامية لا تهدف إلى الربح ولم تنشأ لمصلحة خاصة، ومجال الخدمات التي يمكن أن تدخل ضمن هذا المفهوم كثيرة ومتنوعة. أما فيما يتعلق بوجود المؤسسات غير الربحية في المملكة فهي موجودة من خلال المؤسسات الخيرية الكثيرة، ومن خلال بعض المؤسسات المجتمعية مثل جمعيات مكافحة التدخين والسرطان، وجمعية تهتم بوضع الأطفال الذين لديهم فرط في الحركة وتشتت الانتباه، وجمعيات علمية في الجامعات، إضافة إلى بعض صور مراكز البحوث في الجامعات، وبعض الجامعات الأهلية التي لم تنشأ بغرض الربح، وهذه لها وجود واسع في المجتمع، إضافة إلى بعض المؤسسات التي تهتم بجانب التطوع في أنشطتها، وتستفيد من وجود كثير من أفراد المجتمع الذين لديهم رغبة في القيام ببرامج تطوعية في التعريف بمرض معين، أو ببعض الأخطاء في سلوكيات بعض أفراد المجتمع.