القول في تأويل قوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ( 11))
يقول - تعالى ذكره -: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله ، لا يهزأ قوم مؤمنون من قوم مؤمنين ( عسى أن يكونوا خيرا منهم) يقول: المهزوء منهم خير من الهازئين ( ولا نساء من نساء) يقول: ولا يهزأ نساء مؤمنات من نساء مؤمنات ، عسى المهزوء منهن أن يكن خيرا من الهازئات. السخرية من الناس (لا يسخر قوم من قوم). واختلف أهل التأويل في السخرية التي نهى الله عنها المؤمنين في هذه الآية ، [ ص: 298] فقال بعضهم: هي سخرية الغني من الفقير ، نهي أن يسخر من الفقير لفقره. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( لا يسخر قوم من قوم) قال: لا يهزأ قوم بقوم أن يسأل رجل فقير غنيا ، أو فقيرا ، وإن تفضل رجل عليه بشيء فلا يستهزئ به. وقال آخرون: بل ذلك نهي من الله من ستر عليه من أهل الإيمان أن يسخر ممن كشف في الدنيا ستره منهم.
- سبب نزول قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم.. - إسلام ويب - مركز الفتوى
- التنمر واثره على الفرد - الكتاب | جينو TV
- السخرية من الناس (لا يسخر قوم من قوم)
سبب نزول قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم.. - إسلام ويب - مركز الفتوى
*لا يسخر قوم من قوما *اهم فيديو تعليمي للاطفال يوميات عبدالرحمن وعمر - YouTube
[ ص: 303]
فوجه ابن زيد تأويل قوله ( بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان) إلى من دعي فاسقا ، وهو تائب من فسقه ، فبئس الاسم ذلك له من أسمائه.. وغير ذلك من التأويل أولى بالكلام ، وذلك أن الله تقدم بالنهي عما تقدم بالنهي عنه في أول هذه الآية ، فالذي هو أولى أن يختمها بالوعيد لمن تقدم على بغيه ، أو بقبيح ركوبه ما ركب مما نهى عنه ، لا أن يخبر عن قبح ما كان التائب أتاه قبل توبته ، إذ كانت الآية لم تفتتح بالخبر عن ركوبه ما كان ركب قبل التوبة من القبيح ، فيختم آخرها بالوعيد عليه أو بالقبيح. التنمر واثره على الفرد - الكتاب | جينو TV. وقوله ( ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) يقول - تعالى ذكره -: ومن لم يتب من نبزه أخاه بما نهى الله عن نبزه به من الألقاب ، أو لمزه إياه ، أو سخريته منه ، فأولئك هم الذين ظلموا أنفسهم ، فأكسبوها عقاب الله بركوبهم ما نهاهم عنه. وكان ابن زيد يقول في ذلك ما حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله ( ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) قال: ومن لم يتب من ذلك الفسوق فأولئك هم الظالمون.
التنمر واثره على الفرد - الكتاب | جينو Tv
( بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان). أي بئس الاسم أن يقول: يا يهودي أو يا فاسق بعد ما آمن وتاب ، وقيل معناه: إن من فعل ما نهي عنه من السخرية واللمز والنبز فهو فاسق ، وبئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ، فلا تفعلوا ذلك فتستحقوا اسم الفسوق ( ومن لم يتب) من ذلك ( فأولئك هم الظالمون).
وإذا كان ذلك كذلك صحت الأقوال التي قالها أهل التأويل في ذلك التي ذكرناها كلها ، ولم يكن بعض ذلك أولى بالصواب من بعض ، لأن كل ذلك مما نهى الله المسلمين أن ينبز بعضهم بعضا. وقوله ( بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان) يقول - تعالى ذكره -: ومن فعل ما نهينا عنه ، وتقدم على معصيتنا بعد إيمانه ، فسخر من المؤمنين ، ولمز أخاه المؤمن ، ونبزه بالألقاب ، فهو فاسق ( بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان) يقول: فلا تفعلوا فتستحقوا إن فعلتموه أن تسموا فساقا ، بئس الاسم الفسوق ، وترك ذكر ما وصفنا من الكلام ، اكتفاء بدلالة قوله ( بئس الاسم الفسوق) عليه. وكان ابن زيد يقول في ذلك ما حدثنا به يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد ، وقرأ ( بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان) قال: بئس الاسم الفسوق حين تسميه بالفسق بعد الإسلام ، وهو على الإسلام. سبب نزول قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم.. - إسلام ويب - مركز الفتوى. قال: وأهل هذا الرأي هم المعتزلة ، قالوا: لا نكفره كما كفره أهل الأهواء ، ولا نقول له مؤمن كما قالت الجماعة ، ولكنا نسميه باسمه إن كان سارقا فهو سارق ، وإن كان خائنا سموه خائنا; وإن كان زانيا سموه زانيا قال: فاعتزلوا الفريقين أهل الأهواء وأهل الجماعة ، فلا بقول هؤلاء قالوا ، ولا بقول هؤلاء ، فسموا بذلك المعتزلة.
السخرية من الناس (لا يسخر قوم من قوم)
وقال الضحاك: نزلت في وفد بني تميم الذين ذكرناهم ، كانوا يستهزءون بفقراء أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل عمار وخباب وبلال وصهيب وسلمان وسالم مولى أبي حذيفة ، لما رأوا من رثاثة حالهم ، فأنزل الله تعالى في الذين آمنوا منهم: ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم) أي رجال من رجال. و " القوم ": اسم يجمع الرجال والنساء ، وقد يختص بجمع الرجال ( عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن). روي عن أنس أنها نزلت في نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين عيرن أم سلمة بالقصر. وعن عكرمة عن ابن عباس: أنها نزلت في صفية بنت حيي بن أخطب ، قال لها النساء: يهودية بنت يهوديين. ( ولا تلمزوا أنفسكم) أي لا يعب بعضكم بعضا ، ولا يطعن بعضكم على بعض ( ولا تنابزوا بالألقاب) التنابز: التفاعل من النبز ، وهو اللقب ، وهو أن يدعى الإنسان بغير ما سمي به. قال عكرمة: هو قول الرجل للرجل: يا فاسق يا منافق يا كافر. وقال الحسن: كان اليهودي والنصراني يسلم ، فيقال له بعد إسلامه يا يهودي يا نصراني ، فنهوا عن ذلك. [ ص: 344] قال عطاء: هو أن تقول لأخيك: يا كلب يا حمار يا خنزير. وروي عن ابن عباس قال: " التنابز بالألقاب ": أن يكون الرجل عمل السيئات ثم تاب عنها فنهي أن يعير بما سلف من عمله.
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي
والدكتور سعد الحميد
كل الأقسام | المكتبة المرئية المكتبة المقروءة المكتبة السمعية مكتبة التصميمات كتب د. خالد الجريسي كتب د. سعد الحميد
وجوه الاستسقاء غير الصلاة الواردة في السنة... د. مشعل بن محمد العنزي
أخلاقيات من القرآن (4) رائدة موسى
من حكم الصوم وفوائده حسام العيسوي إبراهيم
المقدمات في أصول الفقه: دراسة تأصيلية لمبادئ علم... مثنى النعيمي
مختصر تذكرة الأولياء بأذكار الصباح والمساء محب الدين علي بن محمود بن تقي المصري
الصيام سباق وأخلاق سلام واستسلام خميس النقيب
الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة (الموضوعات... محمد بن لطفي الصباغ
مواقف النحاة من القراءات القرآنية حتى نهاية القرن... أ. شعبان صلاح
الأصناف التي تجزئ في زكاة الفطر محمد حسن عباس
الواضح في أسماء الله الحسنى: (أدلتها – معانيها –... باسم عامر
الحياة الاجتماعية في ضوء السنة (PDF) د. محمد بن لطفي الصباغ
تصريف الأسماء في اللغة العربية (PDF) أ.