سلسلة الفوائد اليومية:
(**) قال الله تعالى عن يعقوب عليه السلام أنه قال:
{قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}
(**) قال ابن القيم في كتابه (الفوائد), (ص: 87):
() فائدة:
() الجاهل يشكو الله إلى الناس,
وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه؛
فانه لو عرف ربه لما شكاه,
ولو عرف الناس لما شكا إليهم. (**) ورأى بعض السلف رجلا يشكو إلى رجل فاقته وضرورته فقال: يا هذا والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك. (**) وفي ذلك قيل:
وَإِذَا شَكَوْت إلَى ابْنِ آدَمَ إنَّمَا
تَشْكُو الرَّحِيمَ إلَى الَّذِي لَا يَرْحَمُ
(**) والعارف انما يشكو إلى الله وحده, … الخ). فوائد انما اشكو بثي وحزني الى الله العنزي. اهـ
(**) وقال الشاعر:
لا تُبدينَ لعاذل أو عاذر
حاليك في السراء والضراء
فلرحمة المتوجعين مرارة
في القلب مثل شماتة الأعداء
(**) وقال آخر:
وإذا بليت بعسرة فالبس لها
صبر الكريم فإن ذلك أحزم
لا تشكون إلى العباد فإنما
وإذا تُصبكَ خصاصةٌ فارْجُ الغنى
وإلى الذي يُعْطي الرغائبَ فارْغَبِ
شاد الملوك قصورهم وتحصنوا
من كل طالب حاجة أو راغب
فارغب إلى ملك الملوك ولا تكن
يا ذا الضراعة طالبا من طالب
(**) والله الموفق. (**) كتبها: أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
(**) الجمعة 8 / 2 / 1442 هـ.
- فوائد انما اشكو بثي وحزني الى الله العنزي
فوائد انما اشكو بثي وحزني الى الله العنزي
إعلان
الحمد لله، والصلاة
والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فإن ما يقدِّره الله مِن تبدل أحوال الدنيا
على أنبيائه وأوليائه هو لحكمةٍ بالغةٍ يَستخرج بها -سبحانه- منهم أنواعًا مِن
العبودية لا تحصل إلا بتداول الأيام بين الناس، فيبتليهم؛ ليسمع تضرعهم، ويقدِّر
عليهم المحن؛ ليسمع شكواهم إليه. فوائد انما اشكو بثي وحزني الى الله الرحمن الرحيم. وعندما
أرى أنواع المحن التي يتعرض لها المسلمون أحبُّ أن أسترجع كلماتٍ طيباتٍ وجدتُ بها
زمنًا برد اليقين بوعد الله، ولذة الشكوى إلى الله؛ إذ هي عبادة عظيمة، فأحببتُ أن أسترجعها مع إخواني وأبنائي،
كلمات حول قوله -تعالى- عن يعقوب -عليه السلام-: ( وَتَوَلَّى عَنْهُمْ
وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ
كَظِيمٌ. قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ
تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ. قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى
اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (يوسف:84-86) ، عسى أن يكون فيها زوال الهموم وشرح الصدور، وتجديد
العزيمة، وتحمُّل الأذى والشماتة. قوله -تعالى-: ( وَتَوَلَّى عَنْهُمْ
وَقَالَ يَا أَسَفَا عَلَى يُوسُفَ): أعرض يعقوب -عليه السلام- عن أبنائه، وتذكَّر حزنه القديم على يوسف -عليه
السلام-، جَدَّدَ له فَقْد الابنين حزن فقد يوسف، بل هو لم يزل موجودًا في قلبه لم
يفارقه، ولكن الصبر الجميل منع مِن ظهوره أمامهم، وقد يتعجب المرء مِن أن الخبر بفقد
بنيامين کان يناسبه أن يقول: "يا أسفى على بنيامين"، ولكنه قال: ( يَا أَسَفَى
عَلَى يُوسُفَ) ؛ فلا شك أن يوسف أحب إليه، ثم إن هذا الموقف
ذكَّره بقيمة يوسف -عليه الصلاة والسلام- وقدره، وصفاته الجميلة.
انتهى من " تفسير ابن كثير " ( 1 / 251 - 253). وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءه ما يهمه فزع إلى الصلاة. عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ ، صَلَّى " رواه أبوداود ( 1319) ، وحسنه الألباني في " صحيح أبي داود " ( 1192). فالحاصل من كل ما مضى ؛ أن الصلاة تساهم في تقويم نفس المسلم واعتدال مزاجها. فوائد انما اشكو بثي وحزني الى الله الرقمية جامعة أم. قال الله تعالى: ( إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ، إِلَّا الْمُصَلِّينَ ، الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ)المعارج / 19 – 23. الوجه الرابع ، وهي فوائد تبعية ، وليست مقصودة بالقصد الأصلي للعبادة:
أن كثيرا من الفوائد والمصالح الجسدية والبدنية: تعود على العبد ، بما يحافظ عليه من الصلاة في مواقيتها ؛ الصلاة لا تتم إلا بشرط الوضوء ، وطهارة الجسد والثياب وبقعة الصلاة من النجاسات ، ويندب للمصلي استعمال السواك ، وأن يستعمل أحسن ثيابه ، وأن يغتسل ويتطيب لصلاة الجمعة ، كما يجب عليه الاغتسال للصلاة إذا أصابته جنابة. وهذه الأعمال أنفع وقاية للإنسان من الأمراض ، والحكمة الطبية تقول: الوقاية خير من العلاج.