وبعض العوام يجعل نهاية العام موسماً للاستغفار وطلب المسامحة من الآخرين، أما الاستغفار فهو مشروع في كل وقت, قَالَ ابْنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-: " كَانَ يُعَدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةُ مَرَّةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقُومَ: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ؛ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ "(رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه, قال الألباني: صحيح), ولم يرد قصر الاستغفار على نهاية العام، ولم يرد الحث عليه, أما المسامحة فإن كانت عن ظلم واقع فيجب أن يبادر بها. أما التهنئة بالعام الجديد فالأصل فيها الإباحة، فليست مشروعة وليست بدعة، ولقد هنأ الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله- أحد طلابه عندما بعث له رسالةً في أول العام, فقال في ديباجة رسالته: " ونهنئكم بالعام الجديد، جدد الله علينا وعليكم النعم, ودفع عنا وعنكم النقم... ", أقول: وفي الأمر سعة -إن شاء الله-. نضر الله امرأ سمع منا حديثا. أيها الأخوة: عملاً بالأسباب حثت وزارة التعليم المعلمين والمعلمات وأساتذة الجامعات والطلاب والطالبات على المبادرة بأخذ لقاح كورنا, كما هو مقرر طبياً من وزارة الصحة، وحثت الجميع على المبادرة؛ حفاظا على سلامتهم وأقربائهم وأقرانهم؛ للوقاية من العدوى وانتشار فيروس كورونا -إن شاء الله-؛ وحتى تكون المنشآت التعليمية مكملة للبيئة الآمنة, وتتحقق -إن شاء الله- الأهداف التعليمية والتدريبية.
شرح حديث نضر الله امرأً سمع.. - إسلام ويب - مركز الفتوى
03-05-2019, 11:47 PM
المشاركه # 11
المشاركه # 12
جزاك الله خيرا
الخُطْبَةُ الأُولَى:
الحَمدُ للهِ الذي منَّ علينا بالإسلام، وعلمنا الحكمة والقرآن، وجعل أمتنا خير الأمم، وأسبغ علينا النعم ما ظهر منها وما بطن، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِراً. أَمَا بَعْدُ: اتقوا الله حق التقوى, واعلموا أنَّ أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الْهَدْي هَدْيُ محمد -صلى الله عليه وسلم-, وشر الأمور مُحْدثاتها، وكل مُحْدثةٍ بدعة، وكلُ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أيها الإخوة: من متواتر الحديث, ونقصد بالمتواتر الذي رواه جمعٌ عن جمعٍ يستحيلُ أن يجتمعوا على كذبٍ قط, أو على نقله وروايته, وهذا حديث رواه عشرون صحابياً من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-, ورواه عنهم عشرات الرواة، وفي هذا الحديث حَثَّ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أصحابَه على تَبليغِ دَعْوةِ الحقِّ إلى النَّاسِ, ونَقْلِ سُنَّتِه إلى مَن بَعْدَهم؛ حتَّى يَنتشِرَ الدِّينُ. نضر الله امرأ سمع. وله ألفاظ عِدَّة منها: قَوْلَهُ -صلى الله عليه وسلم-: " نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا، فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ؛ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ "(رواه أبوداود عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ, وصححه الألباني).