رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك)". [9] فالدعاء به من أهم أسباب سعة الرزق والبركة وقضاء الدين، كما أنّه من أسباب عزّة المؤمن وبه يشكر العبد نعم الله عليه، وينال المسلم به نصرة الله وحمايته، ويسكنه جنّته ويقضي له سبعين حاجة أدناها المغفرة. [10]
شاهد أيضًا: فضل قول حسبي الله ونعم الوكيل 1000 مرة
ختامًا نكون قد وصلنا لنهاية مقال فوائد قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك عمن تشاء، والذي بيّن فضل الدعاء في القرآن والسنة، وفسر الدعاء المذكور، وختم ببيان أسراره.
- قل اللهم مالك الملك
قل اللهم مالك الملك
وفي المحصلة، فالذي نقرأه في هذه الآية، أن الأمور مبتدها ومنتهاها بيد الله سبحانه وتعالى، فهو الذي يرفع ويخفض، وهو الذي يقدم ويؤخر، وهو الذي يعطي ويمنع، وهو الذي يقبض ويبسط، { ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين} (الأعراف:54).
ومادام الله هو مالك الملك فإنه
يهبه لمن يشاء، وينزع الملك ممن يشاء تأتي بعد عملية المحاجة، وبعد عملية أن بعضاً
من أهل الكتاب قد دعوا إلي حكم الله، فتولى فريق منهم وأعرض عن حكم الله، وعللوا
ذلك بإدعاء أنهم أبناء الله وأحباؤه، وأن النار لن تمسهم إلا أياماً معدودة، كل هذه
خيارات من لطف الله، وضعها أمام هؤلاء العباد، لكنهم لا يختارون إلا الاختيار
السيئ، ولذلك يأتي الله بخبر اليوم الذي سوف يأتي، ولن يكون لأحد أي قدرة أو
اختيار. أن كلمة الحق:
تنزع الملك ممن تشاء وتعز
من تشاء "26" (سورة آل عمران)
تجعلنا نتساءل: ما هو النزع؟ إنه القلع
بشدة، لأن الملك عادة ما يكون ماسكاً بكرسي الملك، متشبثاً به، إنه متشبث ومتمسك
بالملك، لماذا؟ لأنها مغنم لا تبعات، وعرق وسهر ومشقة، وحرص على حقوق الناس، وليس
سؤلاً للنفس. ماذا فعلت للناس؟ إن الذي يسهر على الناس ويتعب ويكد ويشقى ويحرص على
حقوق الناس، يجد أن الملك مغرم لا مغنم، لقد لا رفاهية، لذلك يحاول أن يهرب من
التمسك بالحكم والملك. إننا ساعة نرى حاكماً متكالباً على الحكم، فلنعلم أنه عنده
مغنم لا مغرم، ولذلك فسيدنا عمر بن الخطاب قالوا له: إن فقدناك ـ ولا نفقدك ـ تولى
عبد الله بن عمر، وهو رجل فرفره الورع، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: بحسب آل
الخطاب أن يسأل منهم عن أمة محمد رجل واحد.