هذه الأخلاط الأربعة تنتمي إلى الأركان الأربعة:
أولاً: الصفراء مادة ذهبية شمسية نَسَبتُها إلى ركن النار. ثانياً: البلغم مادة فضًيَة قمرية رَغَوِيَّة بيضاءَسَبتُها إلى ركن الهواء. ثالثاً: الدم مادة غَرَوِيَّة لزجة نسبتُها إلى ركن الماء. رابعاً: السوداء جبلة كثيفة نسبتها إلى ركن التراب
أولاً: الرأس المميز عن أقسام الجسم الثلاثة نَسَبتُهُ إلى ركن النار المميز دليل عرش نور الفكر السامي. ثانياً: الصدر نَسَبتُهُ إلى ركن الهواء كونه وعاء الرئتين اللتان تتنفسان نسمات الحياة. ثالثاً: الجوف نسبته إلى ركن الماء كونه وعاء الأمعاء التي تمتص سوائل الغذاء. رابعاً: الأطراف نسبتها إلى ركن التراب كونها عظام حجرية كلسية بيضاء تكسوها طينة ترابية لحمية دموية حمراء. قد يذهب الفكر في رحاب ما يتعدى الحرف باحثاً عن المعني الجوهري للكلمة عن روح الكلمة وليس شكل الكلمة. وعندما يُعرف المعنى يُهدم المبنى، الذي يحظى بالإهتمام الأكبر على حساب إهمال الجوهر. وفيك انطوى العالم الأكبر – Hnof Abdullah. وذلك بالنسبة للكم الأكبر من الناس!! وذَهَبً الفكر فيما يتعدى الألوهة سائلاً: إذا كان لكل مصنوع صانعٌ صنَعَهُ، والصانع خَلَقَهُ الله الذي خلق الكون، فمن هوَ الذي خَلَقً الله؟
إستشهاداً بما ورد في القرآن الكريم: إنّ ألله نورٌ على نورٍ يهدي لنوره من يشاء/ أقول: الله هو نور جوهر الروح القدُس ونور جوهر النفس ونور جوهر العقل.
وفيك انطوى العالم الأكبر – Hnof Abdullah
لا يمُر يوم دون أن نعرف أن هذا المعتقل الذي كُنا نتلهف لمعرفة أخباره واللسان لا ينطلق سوى بدعاء له وتمنيات بمعجزة إلهيه تشفيه، يصير جُثة هامدة بين ليلة وضُحاها، فقط تخيُل كيف مرت عليه تلك الليلة الأخيرة، كيف نازع الموت، ثم تُذكر نفسك بأن الموت كان راحة له من الشر، ولكن ضميرك يقول أنه لا يستحق تلك الميتة، لا أحد يستحق ذلك الظُلم البيّن القابع خلف السجون والمُعتقلات، لا يستحق من تخطفته الأيدي ثم يظهر فجأه مُتهمًا، ولا كثير من أهالي من لا يعرفون مصير ذويهم، ولا من يعرفون ولا يطيقون عذاب الذهاب إليهم. تلك الأيام التي لم تتداول بعد سوى عليهم، ولم تتداول على الظالمين حتى الآن. ونعيش نحن هكذا بين ذنب التقصير وذنب الحياة، بين رؤية الظلم ولا إنكار سوى بالقلب، بين الخوف مما هو آت وأمنية الهروب التي لا تتحقق، والتي إن قُدِر تحقيقها، لن تجد في أراضي الله الواسعة مكانًا لا يعرف للغدر والظلم عنوانًا، ستستمر بالعيش وأنت فِكرك مشغول بأن هُناك على مرمى البصر يوجد من يقع عليه ظُلم وأنت لا تزال عاجِزًا مُنتظرًا أن يُحدِث الله أمرًا كان مفعولًا، ويتدرج طموحك من أن يُرفع الظُلم إلى أن تمني الحصول على حقوق أساسية يحصل عليها حتى الحيوان المُشرد في الشوارع ولا يجدها إنسانًا.
النسبة الأكبر المكونة للكون الخارجي وهي المادة المظلمة، ما زلت مجهولة للبشر ويصعب استكشافها أو دراستها أو حتى الدخول إليها، مثل الروح التي تعد كيانًا غامضًا رغم ما توصل له الإنسان من تقدم في علوم البحث في الفضاء. ابن سينا.. التنوع البيولوجي في جسد الإنسان
أشار ابن سينا إلى أنه لا توجد ازدواجية في الخلق، بمعنى أن الله هو الخالق المتعالي الكامل، وبالضرورة يفيض صلاحه ليخلق باقي الموجودات من خلال عملية انبثاق حتمية، أي إن كل شيء مخلوق على الصورة نفسها المستمدة من الله، وبذلك تكون كل الموجودات متشابهة، ولذلك في علم الكونيات لدى ابن سينا، أشار إلى أن الإنسان هو نسخة من الكون الأكبر الموجود حوله. تلك النظرية التي تبدو فلسفية وروحانية في مغزاها، استطاع العلم الحديث أن يثبت صحتها ودقتها من العملية، فمع تقدم العلم وفهم كوكب الأرض ودراسته، أصبحت التشابهات بين جسم الإنسان وكوكب الأرض واضحةً، ويسهل إثباتها علميًّا، وما يعزز نظرية ابن سينا أن الإنسان ليس سوى نموذج مصغر للكون الذي يعيش فيه، سواءً أكان هذا الكون الفضاء الخارجي ككل، أم كوكب الأرض نفسه مثالًا مصغرًا بدوره للفضاء. على سبيل المثال؛ فإن الشرايين التي تحمل الدماء لكل أجزاء الجسم البشري وتمده بالحياة، أشبه بالأنهار التي تقوم بالدور نفسه لكوكب الأرض، وهناك تشابه كبير أيضًا بين جسم الإنسان وكوكب الأرض، وهو أن كليهما نظامان بيئيان متنوعان، فالأرض هي موطن لما لا يقل عن 8 مليون نوعٍ من الحياة والكائنات الحية، وجسدك البشري كذلك، ولكن على نطاق أصغر، يحتوي على ما يزيد على 10 آلاف نوع من أنواع الكائنات الحية.