القول في تأويل قوله تعالى: ( أفرأيتم الماء الذي تشربون ( 68) أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون ( 69) لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون ( 70))
يقول - تعالى ذكره -: أفرأيتم أيها الناس الماء الذي تشربون ، أأنتم أنزلتموه من السحاب فوقكم إلى قرار الأرض ، أم نحن منزلوه لكم. [ ص: 143]
وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: " المزن " قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله: ( من المزن) قال: السحاب. أفرأيتم الماء الذي تشربون؟!. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة قوله: ( أأنتم أنزلتموه من المزن) أي من السحاب. حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: ( أأنتم أنزلتموه من المزن) قال: المزن: السحاب اسمها. أنزلتموه من المزن قال: السحاب. حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبي قال: ثني عمي قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس في قوله: ( أنزلتموه من المزن) قال: المزن: السماء والسحاب. وقوله: ( لو نشاء جعلناه أجاجا) يقول - تعالى ذكره -: لو نشاء جعلنا ذلك الماء الذي أنزلناه لكم من المزن ملحا ، وهو الأجاج.
أفرأيتم الماء الذي تشربون | موقع البطاقة الدعوي
وقفات حول قوله تعالى(أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ۞ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ۞ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ)[الواقعة68-70]. أفرأيتم الماء الذي تشربونه لتحْيَوا به، أأنتم أنزلتموه من السحاب إلى قرار الأرض، أم نحن الذين أنزلناه رحمة بكم؟ لو نشاء جعلنا هذا الماء شديد الملوحة، لا يُنتفع به في شرب ولا زرع، فهلا تشكرون ربكم على إنزال الماء العذب لنفعكم. [التفسير الميسر]. 1 والماء يمكن أن يكون نافعا حال كونه عذبا فراتا. أي جامعا بين كونه سائغا طعمه ولذيذاً ذوقه وليناً ملمسه، وبين كونه دائرا بين طراوة الزلال وعذوبة المذاق. ألم تر أن الله تعالى قال في وصف ماء السماء الذي أنزله سبحانه (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا)[المرسلات:27]. القران الكريم |أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ. كما يمكن للماء أن يكون على صورة الملح الأجاج شاملا لصفة الملحية ، لتجتمع معاني الضد، فلا يكون سائغا أبدا! كما أنه ينطبع بطابع الأجاج، وهو لفظ يحمل بين جنباته نفرة من مذاقه، كما أنه يحمل بينها أيضا اشمئزازا من مرارته وحرارته وملوحته! وهذه صفات مركبة للماء الملح الأجاج لتحمل الطبائع على نفرة منه فلا يكون سائغا في شراب، ولايبلغ نفعا في ريّ.
القران الكريم |أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ
وقس على ذلك أيضا جميل نعمه ووفرتها، وسابغ أفضاله وكثرتها، لتجد فؤادك وقد ترنم قول الله تعالى(وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ)[النحل:18]. وذلكم حال كون من أحصى مؤمنا، يرجع الفضل لربه الرحمن سبحانه، والأصل كونه كذلك. أفرأيتم الماء الذي تشربون | موقع البطاقة الدعوي. وليرتل أيضا قوله تعالى(وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّار)[إبراهيم:34]. حال كون أن إمرؤا قد مالت به فطرته عن الناموس الرباني كون أن كل نعمة من لدنه تعالى، فراح به طيشه أن يقول كما قال غيره(وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ)[القصص:38]. في بلادة حس، وسوء تصور، وكذب في قول، وتعد في خور، وتهور في اعتداء. ليكون بذلكم فعل قد تجاوز حدود الأدب مع الخالق العظيم الذي( يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ۞ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)[النمل:25،26].
أفرأيتم الماء الذي تشربون؟!
والجمع بين الضدين بيان قرآني كريم. ذلك لأنه بضدها تتميز الأشياء. وهو من بلاغة القرآن العظيم في كل شأن من شؤونه. إذ لما كان قد جاء فرضا على صورة واحدة من صورالماء كونه عذبا فراتا، ولم يأت بعده صنفه الآخر كونه ملحا أجاجا ربما لم يكن في وسع كثيرين استحضارتلكم لوحة تعبيرية يبين فيها الحسن من القبيح، والزين من الشين، والممدوح من المذموم، وهو ما يفقدها رونقها، ولايهبها جمالها، فجاء الجمع بين النقيضين دلالة على كونها لوحة صممت لتعطي معاني الإعجاز لما أبانته من معالم الانبهار أمام الصياغة الربانية للقرآن العظيم. والإمعان في ذكر الصنفين من الماء إعجاز رباني كريم آخر، دلك عليه ما أنف ذكره. ودلك عليه أيضا ذلكم التركيب المتمازج بين صفات الصنف الواحد ليبدو هو الآخر مستقلا بذاته، مصقولا بصفاته، علي سبيل التمايز أيضا، مما يشي بكونه متراكبا من شقيه أن كان عذبا فراتا، أو كان ملحا أجاجا، لتأتلف أسباب التذوق والقبول والاستساغة في الأول، كما تتنافر صفات الثاني من كونه ملحا أجاجا، فلا ترى نفسا إلا وتعلوها نفرة من شرابه، فما بالك من مذاقه. إن تاقت أن تتذوقه من أساس! بيد أن الذكر الرباني له شأن آخر في بيان صفات الماء.
وقفات حول قوله تعالى(أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ۞ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ۞ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ)[الواقعة68-70]. - اكتب
لو تأمَّلنا في أحوال مَن ابتُلوا بالجدب والقحط، والجفاف والمجاعة، لعرفنا قيمة الماء، وقَدَرْنا هذه النعمة حقَّ قدرِها؛ قال - تعالى -: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ﴾ [الملك: 30]. لذلك علينا أن نحافظ على هذه النعمة "نعمة الماء"، وذلك بأمرين اثنين:
أولًا: بشكر الله - عز وجل - وبتقواه، فدوام النعمة مرهون بشكر المنعم - سبحانه -: ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7]. ثانيًا: برعايتها وعدم الإسراف فيها؛ ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ﴾ [الأعراف: 31]. وإذا لم نحافظ على هذه النعمة، فإنَّ ابتلاء الله لنا بالمرصاد، فقد يَحبس عنَّا المطرَ والقطر، أو يؤخِّره علينا، أو يَنزع بركتَه منها. لا بد أن نقف على حقيقة، هي أن نسأل أنفسنا: هل نستحق هذه الأمطارَ حقيقةً؟ هل أخذنا بأسباب نزوله، أو قد نكون بأفعالنا سببًا في منعه؟ هل يَصدُق علينا قول الحق - جل جلاله -: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16]؛ أي: لو استقاموا على طريقة الهدى، وملَّة الإسلام، اعتقادًا، وقولًا، وعملًا، لأسقيناهم ماءً كثيرًا.
خلق الله – تعالى – الإنسان في هذه الدنيا وكلَّفه بمهمَّة – كما هو شأن كلِّ شيءٍ له مهمَّة – أن يعبده، ويعمرَ هذه الأرض، ويملأها خيرًا؛ قال – تعالى -: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، وسخَّر الله كلَّ شيءٍ لهذا الإنسان، وسخَّر هذا الإنسانُ لنفسه؛ {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [لقمان: 20]، وحتى يؤدِّي الإنسان مهمَّته، ويعبد الله حقَّ عبادته؛ لا بدَّ أن يتحقق فيه أمران اثنان:
أولاً: أن يكون أمامَ البلاء صابرًا. ثانيًا: أن يكون أمام النِّعم شاكرًا. إنَّ من نِعَمِ الله على الإنسان "نعمةَ الماء"، آية من آيات الله، خلق الله منه الكائنات, لا غنى للناس عنه؛ فهو سبب بقائهم, وأساس حياتهم, منه يشربون ويزرعون ويأكلون؛ {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء: 30]. وقال – سبحانه -: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ} [الواقعة: 68 – 70].
آخر تحديث: ديسمبر 18, 2021
ما الفرق بين النون والتنوين
ما الفرق بين النون والتنوين، تعتبر اللغة العربية من أقدم وأعرق لغات العالم، ففيها من القواعد والتفاصيل ما يجعلها ذات طابع خاص، وأهم ما يميز اللغة العربية تشكيل الحروف. وهو الأمر الذي يفتح للغة العربية آفاق واسعة من حيث الألفاظ والمعاني، فتغيير حركة واحدة سوف يغير معنى الكلمة بشكل جذري، ولذلك سنجيب في هذا المقال عن السؤال ما الفرق بين النون والتنوين. سنقوم بتلخيص الفرق بين النون الساكنة والتنوين من خلال النقاط التالية:
علينا في البداية أن نعرف أن النون هو حرف من حروف الهجاء في اللغة العربية. وهو حرف لا حركةَ له ويمكن أن يوجد في الأسماء، والحروف والأفعال. حيث أن النون لا يتم إثباتها في اللغة إلا عن طريق كتابتها والنطق بها سواءً كانت متصلة أو مفردة، ساكنة أو متحركة. أما التنوين في اللغة العربية فهو أحد الحركات وليس حرفًا. حيث يكتب فتحتين فوق الحرف في حال تنوين النصب. وكسرتين تحت الحرف في حال تنوين الكسر، وضمتين فوق الحرف في حال تنوين الضم. إن النون الساكنة في اللغة العربية هي حرف أصلي يمكن أن يأتي في أي مكان في الكلمة. وكونها أحد حروف الهجاء فلا يمكن الاستغناء عنها بحالة من الأحوال.
الفرق بين النون الساكنه والتنوين الاظهار
أخر تحديث أبريل 10, 2022
الفرق بين النون الساكنة والتنوين
تصنف اللغة العربية من أعرق اللغات وأقدمهم، لا سيما أنها تمتلك من القواعد النحوية والتفاصيل، عدد كبير جدًا جعل منها طابع خاص ومميز. تشكيل الحروف في اللغة العربية مهم للغاية، وفي حين تغيرت حركة واحدة، تغير معنى الكلمة جذريًّا، لذا سنطلق العنان للكلام عبر موقع ، ليعبر عن الفرق بين النون الساكنة والتنوين، ويوضح لنا أحكام النون الساكنة، وكافة الأمور المتعلقة بهما، تابعونا في مقالنا لتستفيدوا أكثر. أهم ما يجب أن نعرفه في البداية هو أن حرف النون، يصنف من حروف الهجاء في اللغة العربية. وهو حرف ليس له حركة، ويتواجد في الأسماء، وكذلك الحروف والأفعال. كما أن النون يمكن إثباتها فقط عن طريق الكتابة، أو التلفظ بها. ونطقها يكون غير مقتصر سواء كانت منفصلة عن الكلمة أو متصلة. وفي حين الالتفات إلى التنوين، نعرفه بأنه إحدى الحركات التشكيلية، ولا يعتبر حرفًا. ويكون عن طريق كتابة فتحتين في حال النصب، فوق الحرف الأخير. وفي حال وجود الكسرة، تتم كتابة تنوين الكسر تحت الحرف على شكل كسرتين. وكذلك الأمر في حال تنوين الضم، توضع على شكل ضمتين فوق آخر حرف. ونستنتج مما سبق أن النون الساكنة تعتبر حرفًا أصليًا، وكذلك يتيح له التواجد في أي مكان في الكلمة.
الجزء الثاني: وهو الخيشوم ويسمى (النصف المكمِّل) فمجموع هذين الجزأين يشكل مخرج النون وللتأكد من ذلك سد فتحتي الأنف نجد عدم اكتمال صوت النون ، نظرا لأن البقعة التي بدأ منها صوت النون محتبسا غير البقعة التي انتهى فيها جاريا نلاحظ أن صوتها يجري جريانا ناقصا ، يقترب الوتران الصوتيان فيمـر من بينهما الهواء محدثا ذبذبة لهما ويخرج الصوت مجهوراً ، أقصى اللسان مستفل أي أنه حرف مرقق. وهذه النون هي النون المظهرة الساكنة ولو تنوينا والمدغمة في مثلها – المشددة – والمتحركة وبذلك خرجنا النون المخفاة والمدغمة في غير مثلها وسوف نتناولها بحول الله وقوته في حينها. عناصر صوت النـــون:- 1. ينحبس النفس. 2. يجري الصوت جريانا ناقصا. 3. أقصى اللسان مستفل. تعريف الغنة: الغنة صوت له رنين ترتاح إليه الأذن يخرج من الخيشوم مكمل لذات النون والميم و صفة لازمة لهما. أحكام النون الساكنة النون الساكنة لها أربعة أحكام كما قال العلامة الجمزوري رحمه الله: لِلـنُّـونِ إِنْ تَسْـكُـنْ وَلِلتَّنْـوِيـنِ أَرْبَـعُ أَحْـكَـامٍ فَـخُـذْ تَبْيِيـنِـي الحكم الأول:الإظهار لغة: البيان. اصطلاحا: إخراج كل حرف من مخرجة من غير زيادة في الغنة في الحرف المظهر ويقصد بالحرف المظهر " النون الساكنة ".