محور السورة تناولت السورة بشكل أساسي غيرة النساء ومؤامراتهن وحيلهن لكسب رضا وقلب الزوج، كما تناولت رغبتهن في حرمان ضرائرهن من عطف الزوج وحبه وأنانيتهن به. مواضيع سورة التحريم عتاب الرسول عليه الصلاة والسلام في التحليل والتحريم قبل نزول الوحي السماوي. تنبيه الزوجات الطاهرات من إفشاء سر الزوج وإيذائه. الأمر بالتحرز من النار وجهنم، والأمر بالتوجه إلى الله بتوبة نصوحة. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة التحريم. الأمر بجهاد الكافرين بنهج السياسة، وجهاد المنافقين بالحجة والبرهان. التوضيح بأن القرابة لا تنفع دون المعرفة والإيمان، وبيان أيضاً أن القرب من المفسدين والفاسقين لا يضر في ظل وجود الإخلاص والصدق. Source:
سورة التحريم تفسير السعدي
[من سورة التحريم] قال الله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٢) ذهب العلماء في سبب نزول الآيتين مذاهب مروية: فروى عكرمة عن ابن عباس أنّها نزلت في الواهبة التي جاءت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت له: إنّي وهبت لك نفسي، فلم يقبلها. سورة التحريم تفسير ابن كثير. وقال الحسن وقتادة: بل نزلت في شأن مارية القبطية أمّ إبراهيم، «١» حيث خلا بها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في منزل حفصة، وكانت هذه خرجت إلى منزل أبيها في زيارة، فلما عادت، وعلمت، عتبت على الرسول صلّى الله عليه وسلّم فحرم الرسول صلّى الله عليه وسلّم مارية على نفسه إرضاء لحفصة، وأمرها ألا تخبر أحدا من نسائه، فأخبرت بذلك عائشة، لمصافاة كانت بينهما، فطلّق النبيّ صلّى الله عليه وسلّم حفصة، واعتزل نساءه شهرا، وكان جعل على نفسه أن يحرمهن شهرا، فأنزل الله هذه الآية، فراجع حفصة. واستحل مارية، وعاد إلى نسائه. وقد اختلف أصحاب هذا القول فيما بينهم: هل كان تحريم مارية بيمين؟ فقال قتادة والحسن والشعبي: حرمها بيمين.
وتفصيل هذا الخبر ما رواه الدارقطني عن ابن عباس عن عمر قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأم ولده مارية في بيت حفصة فوجدته حفصة معها ، وكانت حفصة غابت إلى بيت أبيها. فقالت حفصة: تدخلها بيتي ما صنعت بي هذا من بين نسائك إلا من هواني عليك. تفسير سورة التحريم الآية 8 تفسير ابن كثير - القران للجميع. فقال لها: لا تذكري هذا لعائشة فهي علي حرام إن قربتها. قيل: فقالت له حفصة: كيف تحرم عليك وهي جاريتك فحلف لها أن لا يقربها فذكرته حفصة لعائشة فآلى أن لا يدخل على نسائه شهرا [ ص: 345] فأنزل الله تعالى ( يا أيها النبيء لم تحرم ما أحل الله لك). وهو حديث ضعيف.
تفسير سورة التحريم للاطفال
قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ
مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2)
قد شرع الله لكم -أيها المؤمنون- تحليل أيمانكم بأداء الكفارة عنها,
وهي: إطعام عشرة مساكين, أو كسوتهم, أو تحرير رقبة, فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام. والله ناصركم ومتولي أموركم, وهو العليم بما يصلحكم فيشرعه لكم, الحكيم في أقواله
وأفعاله. تفسير سورة التحريم التفسير الميسر. وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً
فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ
وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا
قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3)
وإذ أسرَّ النبي إلى زوجته حفصة - رضي الله عنها- حديثا, فلما أخبرت به
عائشة رضي الله عنها, وأطلعه الله على إفشائها سرَّه, أعلم حفصة بعض ما أخبرت به,
وأعرض عن إعلامها بعضه تكرما, فلما أخبرها بما أفشت من الحديث, قالت: مَن أخبرك
بهذا؟ قال: أخبرني به الله العليم الخبير, الذي لا تخفى عليه خافية. إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ
تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4)
إن ترجعا (حفصة وعائشة) إلى الله فقد وُجد منكما ما يوجب التوبة حيث
مالت قلوبكما إلى محبة ما كرهه رسول الله صلى الله عليه وسلم, من إفشاء سرِّه, وإن
تتعاونا عليه بما يسوءه, فإن الله وليه وناصره, وجبريل وصالح المؤمنين, والملائكة
بعد نصرة الله أعوان له ونصراء على مَن يؤذيه ويعاديه.
[٧] توصي هذه الآيات المؤمنين بوقاية أنفسهم من نار جهنّم بفعل الأوامر واجتناب النواهي، وبالعمل على وقاية الأهل من خلال نصحهم وتأديبهم وأمرهم بالمعروف. تفسير سورة التحريم للاطفال. كما تُبيّن أنّ الندم لن ينفع الكفّار في الآخرة، وأنّ التوبة النصوح هي سبيل الفلاح والرضا ودخول جنات الخلد. [٨]
نماذج من النساء المؤمنات والكافرات
قال -تعالى-: (ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ* وَضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ). [٩] تُعطي هذه الآيات أمثلة على نوعين من النساء، النوع الأول وهنّ النساء الكافرات اللّواتي لم يفيدهن كونهن زوجات لأنبياء الله نوح ولوط -عليهما السّلام- في صرف العذاب عنهما فكانتا من المهلكين بسبب خيانتهما لأنبياء الله باتّباعهما لدين فاسد وعقيدة ضالّة.
سورة التحريم تفسير ابن كثير
هذا لفظ أبي داود ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن. وروى أبو داود من حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك. قال الفقهاء: وهكذا في الصوم; ليكون ذلك تمرينا له على العبادة ، لكي يبلغ وهو مستمر على العبادة ، والطاعة ، ومجانبة المعصية ، وترك المنكر ، والله الموفق. سورة التحريم تفسير السعدي. وقوله: ( وقودها الناس والحجارة) ( وقودها) أي: حطبها الذي يلقى فيها جثث بني آدم. ( والحجارة) قيل: المراد بذلك الأصنام التي كانت تعبد لقوله: ( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) [ الأنبياء: 98]. وقال ابن مسعود ، ومجاهد ، وأبو جعفر الباقر ، والسدي: هي حجارة من كبريت - زاد مجاهد: أنتن من الجيفة. وروى ذلك ابن أبي حاتم رحمه الله ، ثم قال: حدثنا أبي ، حدثنا عبد الرحمن بن سنان المنقري ، حدثنا عبد العزيز - يعني ابن أبي راود - قال: بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية: ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) وعنده بعض أصحابه ، وفيهم شيخ ، فقال الشيخ: يا رسول الله ، حجارة جهنم كحجارة الدنيا ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " والذي نفسي بيده ، لصخرة من صخر جهنم أعظم من جبال الدنيا كلها ".
قال: فوقع الشيخ مغشيا عليه ، فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده على فؤاده فإذا هو حي فناداه قال: " يا شيخ " ، قل: " لا إله إلا الله ". فقالها ، فبشره بالجنة ، قال: فقال أصحابه: يا رسول الله ، أمن بيننا ؟ قال: " نعم ، يقول الله تعالى: ( ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد) [ إبراهيم: 14] هذا حديث مرسل غريب. وقوله: ( عليها ملائكة غلاظ شداد) أي: طباعهم غليظة ، قد نزعت من قلوبهم الرحمة بالكافرين بالله ، ( شداد) أي: تركيبهم في غاية الشدة ، والكثافة ، والمنظر المزعج. قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ، حدثنا سلمة بن شبيب ، حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان ، حدثنا أبي ، عن عكرمة أنه قال: إذا وصل أول أهل النار إلى النار ، وجدوا على الباب أربعمائة ألف من خزنة جهنم ، سود وجوههم ، كالحة أنيابهم ، قد نزع الله من قلوبهم الرحمة ، ليس في قلب واحد منهم مثقال ذرة من الرحمة ، لو طير الطير من منكب أحدهم لطار شهرين قبل أن يبلغ منكبه الآخر ، ثم يجدون على الباب التسعة عشر ، عرض صدر أحدهم سبعون خريفا ، ثم يهوون من باب إلى باب خمسمائة سنة ، ثم يجدون على كل باب منها مثل ما وجدوا على الباب الأول ، حتى ينتهوا إلى آخرها. وقوله: ( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) أي: مهما أمرهم به تعالى يبادروا إليه ، لا يتأخرون عنه طرفة عين ، وهم قادرون على فعله ليس بهم عجز عنه.
ومن الأذكار التي يُمكن للمسلم أن يُداوم عليها في هذه الفترة ما يأتي:
التّهليل: وهي قول (لا إله إلا الله)، شهادة الإسلام والرّكن الأول من أركانه، وفضلها عظيم كما ورد عن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام في الحديث الشّريف: (من قال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلْكُ وله الحمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، في يومٍ مائةَ مرَّةٍ كانت له عِدلُ عشرِ رِقابٍ، وكُتِبت له مائةُ حسنةٍ، ومُحِيَتْ عنه مائةُ سيِّئةٍ، وكانت له حِرزًا من الشَّيطانِ يومَه ذلك حتَّى يُمسيَ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ ممَّا جاء به إلَّا رجلٌ عمِل أكثرَ منه). التّكبير: وتكون بالقول (الله أكبر) دلالةً على عظمة الله تعالى، والإقرار بعِظَم شأنه، وأنّه وحده من يستحقّ التّعظيم والتّبجيل، وقد ورد في الحديث الشّريف عن الرّسول عليه السّلام حين قال: (عنِ ابنِ عباسٍ - رضي اللهُ عنهما - أنه كان يكبِّرُ مِن غَداةِ عرفةَ إلى آخرِ أيامِ التشريقِ، وكان لا يكبِّرُ في المغربِ، وكان تكبيرُه: اللهُ أكبرُ كبيراً، اللهُ أكبرُ كبيراً، اللهُ أكبرُ كبيراً وللهِ الحمدُ، اللهُ أكبرُ وأجلُّ، اللهُ أكبرُ على ما هَدانا). التّحميد: وتكون بالقول (الحمدلله) عند السرّاء لتدل على شكره، وعند الضرّاء لتدل على الإيمان بحكمة الله لهذا المُصاب، وبتكرار الحمد لله فإنّها تُثبّت معناها في القلب، ولا معنىً لها دون اليقين بها.
عشر ذي الحجة وثواب الأعمال الصالحة
5- الصدقة:
وهي من الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام وذلك للفوز بثواب و فضل العشر من ذي الحجة، وقد حث الله عليها فقال: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون)، وقال صلى الله عليه وسلم (ما نقصت صدقة من مال). أفضل الأعمال في ذي الحجة
وفي وقت سابق، تحدث عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المطلق، عن فضل عشر ذي الحجة حيث أكد أن: عشر ذي الحجة من المحطات الإيمانية التي يتوقف عندها المسلم ليتخفّف من ذنوبه، ويتزوّد من الخير والأجر أوفر الحظِّ والنصيب. وأضاف الشيخ المطلق أن المسلم في هذه الأيام يسابق إلى مغفرة من ربه وجنة عرضها كعرض السماء والأرض، بكثرة الطاعات من محافظة على الفرائض، واستكثارٍ من النوافل والقُرَب. وفي شأن أفضل الأعمال في العشر من ذي الحجة أكد إمام وخطيب مسجد قباء، الشيخ صالح بن عواد المغامسي، في دروس دينية سابقة له، أنه بالنسبة إلى أفضل الأعمال في العشر من ذي الحجة كثيرة. ولفت إلى أن أفضل الأعمال في العشر من ذي الحجة، صلة الرحم وزيارة المحب والإحسان إلى الفقراء وإغاثة الملهوف وكثرة ذكر الله، وهي أعظم الأشياء.
★ ★ ★ ★ ★
أشار إلى ضرورة استغلالها بالاجتهاد في الطاعات
أوصى أستاذ الفقه المقارن الشيخ الدكتور سعد بن عبدالله السبر، المسلمين بالجد والاجتهاد في أيام عشر ذي الحجة. وقال "السبر" عبر حسابه في "تويتر: "أيام عشر ذي الحجة أيام عظيمة، ولها فضل عظيم وفرصة للمسلمين العمل فيها والجد والاجتهاد، فعن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما العمل في أيام أفضل منها في هذه؟ قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء". أخرجه البخاري. وذكر "السبر"، قول الله تعالى: {والفجر، وليالٍ عشر}، حيث قال الطبري رحمه الله: اختلف أهل التأويلِ في هذه الليالي العشرِ أي ليالٍ هي، فقال بعضهم: هي ليالي عشرُ ذي الحجة، وعن ابن عباس، قال: إن الليالي العشر التي أقسم الله بها، هي ليالي العشر الأول من ذي الحجة. وتابع "السبر": "قال ابن عثيمين رحمه الله: إن العمل الصالح في أيام عشر ذي الحجة ومنه الصوم أحب إلى الله من العمل الصالح في العشر الأواخر من رمضان، ومع ذلك فالأيام العشر من ذي الحجة، الناس في غفلة عنها، تمر والناس على عاداتهم لا تجد زيادة في قراءة القرآن، ولا العبادات الأخرى بل حتى التكبير بعضهم يشح به، قال أبو عثمان النهدي: كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من المحرم".