مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 24/7/2018 ميلادي - 12/11/1439 هجري
الزيارات: 21187
تفسير: ( هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا)
♦ الآية: ﴿ هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الكهف (44). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ هُنَالِكَ ﴾ عند ذلك؛ يعني: يوم القيامة ﴿ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ﴾ يتولَّون الله، ويؤمنون به، ويتبرَّؤون ممَّا كانوا يعبدون ﴿ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا ﴾ أفضل ثوابًا ممَّن يُرجى ثوابه ﴿ وَخَيْرٌ عُقْبًا ﴾؛ أَيْ: عاقبةُ طاعته خيرٌ من عاقبة طاعة غيره. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ﴾ يعني: في القيامة قرأ حمزة والكسائي "الوِلاية" بكسر الواو؛ يعني: السلطان، وقرأ الآخرون بفتح الواو من: الموالاة والنصر؛ كقوله تعالى: ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [البقرة: 257]، قال القتيبي: يريد أنهم يولونه يومئذ، ويتبرَّؤون مما كانوا يعبدون، وقيل: بالفتح: الربوبية، وبالكسر: الإمارة. ﴿ الحَقُّ ﴾ برفع القاف: أبو عمرو والكسائي على نعت الولاية وتصديقه قراءة أُبيٍّ: ﴿ هنالك الولاية لله الحق ﴾، وقرأ الآخرون بالجر على صفة الله؛ كقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ﴾ [الأنعام: 62].
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الكهف - الآية 44
- تفسير: (هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا)
- تعريف المد الفرعي هو النسيج
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الكهف - الآية 44
قال أبو الفتح الأزدي: عيسى بن عون عن عبد الملك بن زرارة عن أنس لا يصح حديثه. وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن أنس نحوه موقوفاً. وأخرج البيهقي في الشعب عنه نحوه مرفوعاً. وأخرج أحمد من حديث أبي هريرة قال: قال لي نبي الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة تحت العرش؟ قلت نعم، قال: أن تقول لا قوة إلا بالله". وقد ثبت في الصحيح من حديث أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله"، وقد وردت أحاديث وآثار عن السلف في فضل هذه الكلمة. وأخرج ابن جرير ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: "فتصبح صعيداً زلقاً" قال: مثل الجرز. وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: "حسباناً من السماء" قال: عذاباً فتصبح صعيداً زلقاً: أي قد حصد ما فيها فلم يترك فيها شيء "أو يصبح ماؤها غوراً" أي ذاهباً قد غار في الأرض "وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه" قال: يصفق "على ما أنفق فيها" متلهفاً على ما فاته. 44 - " هنالك الولاية لله الحق " ، يعني: في القيامة ، قرأ حمزة و الكسائي " الولاية " بكسر الواو ، يعني السلطان ، وقرأ الآخرون بفتح الواو ، من: الموالاة والنصر ، كقوله تعالى: " الله ولي الذين آمنوا " ( البقرة -257) ، قال القتيبي: يريد أنهم يولونه يومئذ ويتبرؤون مما كانوا يعبدون.
تفسير: (هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا)
44- "هنالك الولاية لله الحق" قرأ أبو عمرو والكسائي "الحق" بالرفع نعتاً للولاية، وقرأ أهل المدينة وأهل مكة وعاصم وحمزة "الحق" بالجر نعتاً لله سبحانه. قال الزجاج: ويجوز النصب على المصدر والتوكيد كما تقول هذا لك حقاً. وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي "الولاية" بكسر الواو، وقرأ الباقون بفتحها، وهما لغتان بمعنى، والمعنى هنالك: أي في ذلك المقام النصرة لله وحده لا يقدر عليها غيره، وقيل هو على التقديم والتأخير: أي الولاية لله الحق هنالك "هو خير ثواباً وخير عقباً" أي هو سبحانه خير ثواباً لأوليائه في الدنيا والآخرة "وخير عقباً" أي عاقبة، قرأ الأعمش وعاصم وحمزة "عقباً" بسكون القاف، وقرأ الباقون بضمها، وهما بمعنى واحد: أي هو خير عاقبة لمن رجاه وآمن به، قال هذا عاقبة أمر فلان، وعقباه: أي أخراه. وقد أخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: "جعلنا لأحدهما جنتين" قال: الجنة هي البستان، فكان له بستان واحد وجدار واحد، وكان بينهما نهر، فلذلك كانا جنتين، ولذلك سماه جنة من قبل الجدار الذي عليها. وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني قال: نهر أبي قرطس نهر الجنتين. قال ابن أبي حاتم: وهو نهر مشهور بالرملة. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس "ولم تظلم منه شيئاً" قال: لم تنقص، كل شجر الجنة أطعم.
وخير عقبا قرأ عاصم والأعمش وحمزة ويحيى عقبا ساكنة القاف ، الباقون بضمها ، وهما بمعنى واحد; أي هو خير عافية لمن رجاه وآمن به. يقال: هذا عاقبة أمر فلان وعقباه وعقبه ، أي آخره.
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 10/10/2015 ميلادي - 27/12/1436 هجري
الزيارات: 223048
المد الفرعي
تعريفه وأسبابه
تعريف المدِّ الفرعي:
هو: المدُّ الزائد عن مقدار المدِّ الطبيعي ويتوقف على سبب من همز أو سكون. وسميَ بالفرعي لتفرعه من المدِّ الطبيعي، أو لزيادته على المدِّ الطبيعي. ويسمى أيضاً بالمزيدي، لزيادة مدِّه على مقدار المدِّ الطبيعي [1]. سبب المدِّ:
إن الزيادة على القصر لا تكون إلاَّ بسبب، وهذا السبب إما أن يكون لفظياً وهو الأقوى لدى العلماء [2] ، أو معنوياً وهو الأضعف [3]. والسبب اللفظي إما أن يكون بسبب الهمز أو بسبب السكون. تعريف المد لغة واصطلاحا، وكيفية وصوله إلينا. وهذا المبحث يتكون من مطلبين:
الأول: المد بسبب لفظي وأقسامه. والثاني: المد بسبب معنوي وأنواعه. المدُّ بسبب لفظي، أقسامه
السبب اللفظي إما أن يكون بسبب الهمز أو بسبب السكون كما قلنا، ولكلٍّ من القسمين أنواعه من المدود، وحاصل جمع القسمين يكون عدد المدود بسبب لفظي خمسة. وتتفاوت هذه المدود من حيث قوتها وحكمها: فأقواها اللازم، ثم المتصل، ثم العارض، ثم المنفصل، ثم البدل. قال الناظم في مراتب المدود حسب قوتها [4]:
أقوى المدودِ لازمٌ فما اتصل ♦♦♦ فعارضٌ وذو انفصالٍ وبدل
وقال ابن الجزري في (باب المدِّ وأقسامه) [5]:
والمدُّ لازِمٌ وواجبٌ أتى
وجائزٌ وهو وقصرٌ ثَبَتا
فلازمٌ إنْ جَاءَ بعدَ حرفِ مدّْ
ساكنُ حالينِ وبالطولِ يُمدُّ
وواجبٌ إن جاء قبلَ همزةٍ
مُتصلاً إِن جُمِعا بِكِلمَةِ
وجائزٌ إذا أتى منفصلاَ
أَو عرَضَ السكونُ وقْفاً مُسجلا
ولكن تقسيم هذه المدود سيكون على أساس السبب وليس على أساس القوة، هذا ما درج عليه علماؤنا قديماً وحديثاً، وهي على قسمين: بسبب الهمز والسكون، وأكثرهم ما يبدأُ بسبب الهمز.
تعريف المد الفرعي هو النسيج
الفرق بين المدِّين الواجب واللازم:
المد ُّ اللازم: هو ما لزم مد َّ ه لجميع القرَّاء واتفقوا على مقدار مدِّه ست حركات. والواجب: هو ما وجب مد َّ ه واختلفوا في مقداره فمنهم من يمدُّه ثلاثاً ومنهم من يمدُّه أربعاً وخمساً وستاً. فهذا الخلاف هو سبب التمييز بينهما. اختلاف أئمة الأداء في مقدار مدِّه:
اختلف أئمة الأداء في مقدار مد ِّ المتصل، فهم على هذا مذاهب شتى كما ذكرهم الإمام ابن الجزري في النشر [10] وأهمها خمسة:
المذهب الأول: أنهم جعلوا مد َّ ه قدراً واحداً مشبعاً من غير إفحاش ولا خروج عن منهاج العربية [11]. ما هي أنواع المد الفرعي؟ - موضوع سؤال وجواب. والمذهب الثاني: أنهم جعلوا مدَّه على ثلاث مراتب: الطول، والتوسط، وفويق القصر [12]. والمذهب الثالث: أنهم جعلوه أربع مراتب: فويق القصر، والتوسط، وفويق التوسط، والطول [13]. والمذهب الرابع: أنهم جعلوه ثلاث مراتب: فويق التوسط، والتوسط، وفويق القصر [14]. والمذهب الخامس: أنهم جعلوه مرتبتين فقط: الطول، والتوسط [15]. [1] ينظر: هداية القاري إلى تجويد كلام الباري للمرصفي 1/ 276. [2] ينظر: النشر 1/ 269. [3] المدُّ بسب معنوي لا يتعامل معه كثير من أهل الأداء لكونه من غير طريق الشاطبية، لكن البعض الآخر من العلماء يأخذون به إذا كان طريقهم طيبة النشر.
وذكره الحافظ ابن الجزري في النشر بسنده إلى ابن مسعود رضي الله عنه بلفظ مقارب وقال فيه: (هذا الحديث حجة ونص في هذا الباب رجال إسناده ثقات) [8]. وقال الشريف ابن يالوشة بعد أن ساق هذا الحديث في شرح المقدمة الجزرية: (والخبر عام في المتصل والمنفصل وغيرهما من أنواع المدِّ) [9]. و ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قِراءَتَه كانت مدًّا، فعن قتادة رضي الله عنه قال: سألت أنسًا رضي الله عنه عن قراءة النبي سبحانه وتعالى، فقال: (كان يمد ُّ مد ّ ًا) [10]. وفي رواية النسائي (كان يمد ُّ صوته مد ّ ًا) [11]. المد الفرعي: تعريفه وأسبابه. قال مكي بن أبي طالب: (فهذا عموم في كل ممدود وذكر الصوت ي دل على نفس المدِّ وتأكيد بالمصدر يدل على إشباع المدِّ، وقد قيل: إن معناه: (يصل قراءته بعضها ببعض) من قولهم مددت السير في هذه الليلة، وذكر الحديث لـ (الصوت) يدل على خلاف هذا التأويل. وقوله تعالى ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل 4] يدل على التمهل، والتمهل يعطي المدَّ وهو الاختيار لإجماع أكثر القرَّاء على ذلك ولما فيه من البيان ولما ذكرنا الحديث) [12]. ومعروف لدى الجميع أن القرآن الكريم بجميع أحرفه نُقل إلينا تلقيًا ومشافهةً حتى وصل إلينا بهذه الصورة التي نتلوها اليوم، فقد تلقاه أئمة القراءات من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلقاه الصحابة رضوان الله عليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة من غير واسطة كما مرَّت علينا أسانيدهم في باب التعريف بالقرَّاء العشرة.