إنه رجل بأمة، هو أحد السبعين الذين شهدوا بيعة العقبة الثانية من الأنصار، وقد تفقه في دين الله حتى وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه (أعلم الناس بالحلال والحرام)، وقد بلغ من العلم أن الصحابة - رضوان الله عليهم- كانوا يجتمعون حوله ليتعلموا منه أمور الحلال والحرام، وبلغ من الفضل والنجابة والكمال ما جعل عمر بن الخطاب يقول عنه: "عجزت النساء أن يلدن مثله". إنه القانت المطيع، طليعة الأتقياء وسابق العلماء وحبر الأنصار وحبيب سيد الأخيار معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس، يكنى أبا عبد الرحمن، أسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، وشهد العقبة مع السبعين وبدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله، وأردفه رسول الله وراءه، وبعثه إلى اليمن بعد غزوة تبوك ، ليعلم الناس القرآن وشرائع الإسلام ويقضي بينهم وجعل إليه قبض الصدقات من العمال الذين باليمن، وشيعه ماشيًا في مخرجه وهو راكب. كان له من الولد عبد الرحمن وأم عبد الله وولد آخر لم يذكر اسمه. صفته رضي الله عنه:
كان معاذ رضي الله عنه من أجمل الرجال.. شابا طوالا أبيض وضيء الوجه، حسن الشعر، براق الثنايا، أكحل العينين، مجموع الحاجبين، جميلاً سمحاً من خير شباب قومه. (راجع الإصابه 3-98)
وعن أبي بحرية يزيد بن قطيب السكونى قال: دخلت مسجد حمص فإذا أنا بفتى حوله الناس، جعد قطط، فإذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ، فقلت من هذا قالوا معاذ بن جبل.
معاذ بن جبل رضي الله عنه Symbol
نبذة من ورعه: عن يحيى بن سعيد قال: كانت تحت معاذ بن جبل امرأتان فإذا كان عند إحداهما لم يشرب في بيت الأخرى الماء. وعن يحيى بن سعيد أن معاذ بن جبل كانت له امرأتان فإذا كان يوم إحداهما لم يتوضأ في بيت الأخرى ثم توفيتا في السقم الذي بالشام والناس في شغل فدفنتا في حفرة فأسهم بينهما أيتهما تقدم في القبر. نبذة من تعبده واجتهاده: عن ثور بن يزيد قال: كان معاذ بن جبل إذا تهجد من الليل قال: اللهم قد نامت العيون وغارت النجوم وأنت حي قيوم: اللهم طلبي للجنة بطيء، وهربي من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدى ترده إلي يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد. جوده وكرمه:
عن ابن كعب بن مالك قال: كان معاذ بن جبل شابًّا جميلا سمحًا من خير شباب قومه لا يسأل شيئا إلا أعطاه حتى أدان دينا أغلق ماله فكلم رسول الله أن يكلم غرماءه أن يضعوا له شيئا ففعل فلم يضعوا له شيئا، فدعاه النبي فلم يبرح حتى باع ماله فقسمه بين غرمائه فقام معاذ لا مال له قال الشيخ رحمه الله: كان غرماؤه من اليهود فلهذا لم يضعوا له شيئًا. نبذة من مواعظه وكلامه:
عن أبي إدريس الخولاني أن معاذ بن جبل قال إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق والصغير والكبير والأحمر والأسود فيوشك قائل أن يقول ما لي أقرأ على الناس القرآن فلا يتبعوني عليه فما أظنهم يتبعوني عليه حتى أبتدع لهم غيره إياكم وإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة وأحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان يقول علي في الحكيم كلمة الضلالة، وقد يقول المنافق كلمة الحق فاقبلوا الحق فإن على الحق نورًا، قالوا: وما يدرينا رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة؟ قال هي كلمة تنكرونها منه وتقولون ما هذه فلا يثنكم فإنه يوشك أن يفيء ويراجع بعض ما تعرفون.
معاذ بن جبل رضي الله عنه والاسره الفقيره
قال أبو بكر العربِىُّ فِى العارضة (ولا أحدَ من أصحاب معاذ مجهولًا ويجوز أن يكون فى الخبر إسقاطُ الأسماء عن جماعة ولا يُدْخِلُهُ ذلك فى حيز الجهالة وإنما يدخل فِى المجهولات إذا كان واحدًا فيقال حدثنِى رجل أو حدثنى إنسانٌ ولا يكون الرجل للرجل صاحبًا حتى يكون له به اختصاص فكيف وقد زيد تعريفًا بهم أنَّ أُضيفوا إلى بلد. وقد خرج البخارِىّ الذى شرط الصحة فى حديث عروة البارقِى (سمعت الحَىَّ يتحدثون عن عروة) ولم يكن ذلك الحديث فِى جملة المجهولات. وقال مالك فى القسامة (أخبرنِى رجال من كبراء قومه) وفى الصحيح عن الزهرِىّحدثنى رجال عن أبِى هريرة (من صلى على جنازة فله قيراط) اهـ
وكلام ابن عربى هذا يقضِى على ما يرويه ابن زنجويه عن البخارىّ فى التاريخ. على أنَّ لفظ شعبة فِى رواية على بن الجعد قال سمعت الحارث بن عمرو بن أخِى المغيرة بن شعبة يحدث عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عن معاذ بن جبل كما أخرجه ابن أبى خيثمة فى تاريخه ومثله فى جامع بيان العلم لابن عبد البرِّ و قد صحب معاذًا كثيرٌ من أصحاب الرسول عليه السلام فيكون أصحاب معاذ الذين سمع منه الحارث هم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أيضًا ومثله لا يكون من الجهالة فِى شَىْءٍ عند جمهور أهل العلم بالحديث وَعَدَّهُمْ مجاهيلَ يكون مجازفة باردة.
معاذ بن جبل رضي الله عنه بخط صغير
[٦]
ثناء النبيّ عليه: فقد أثنى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على علمه الواسع وتفقهه بالدّين فقال: "وأعلَمُها بالحَلالِ والحَرامِ مُعاذٌ". [٧]
أخذه القرآن عن النبيّ: فقد كان -رضي الله عنه- من القراء الصّحابة الذين قال فيهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "اسْتَقْرِئُوا القُرْآنَ مِن أرْبَعَةٍ مِن عبدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ، وسَالِمٍ مَوْلَى أبِي حُذَيْفَةَ، وأُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، ومُعَاذِ بنِ جَبَلٍ". [٨]
شهادة النبيّ له بالصّلاح: فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "نعمَ الرجلُ أبو بكرٍ، نعمَ الرجلُ عمرُ، نعمَ الرجلُ أبو عُبَيدَةَ بنُ الجرَّاحِ، نعمَ الرجلُ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ، نعمَ الرجلُ ثابِتُ ابنُ قيسِ بنِ شمَّاسٍ، نعمَ الرجلُ معاذُ بنُ جبلٍ، نعمَ الرجلُ معاذُ بنُ عمرِو ابنِ الجَمُوح، نعمَ الرجلُ سهيلُ ابنُ بيضاءَ". [٩]
المراجع [+] ↑ سورة الفتح، آية: 29. ↑ رواه شعيب الأرناووط، في تخريج شرح السنة، عن أبو وائل، الصفحة أو الرقم: 105، إسناده حسن. ↑ "صحابة رسول الله رضي الله عنهم وأرضاهم" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف. ↑ "معاذ بن جبل" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019.
بتصرّف. ↑ محمد حسان، سلسلة مصابيح الهدى ، صفحة 9، جزء 3. بتصرّف. ↑ شهاب الدين النويري (1423هـ)، نهاية الأرب في فنون الأدب (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار الكتب والوثائق القومية، صفحة 355، جزء 19. بتصرّف.
هل حلق اللحية من الكبائر ؟؟ الشيخ ابن عثيمين - YouTube
هل حلق اللحية من الكبائر السبع
حلق اللحية عند المذاهب الأربعة
الحنفية: حرم الحنفية حلق اللحية وقالوا هو تشبه باليهود ومتشبهين بالنساء. المالكية: ليس هناك نص صريح من مالك ولك أقر بعض أصحابه التحريم و البعض الأخر الكراهية أي فعل نكروه من صاحبه. الشافعية: لم يحرم حلقها الشافعية ،بل قالوا عمل مكروه وليس التحريم ، وقالوا أيضا أنها من الأمور المتعلقة بالعادات و الأكل و الشرب و اللبس و الجلوس والهيئة. الحنابلة: منهم من صرح بان المعتمد حرمة حلقها و منهم من صرح بالحرمة و لم يحك خلافا. حلق اللحية لدار الإفتاء المصرية
أكدت دار الأفتاء المصرية بالنسبة لحلق اللحية فإن من المقرر شرعا أن إعفاء اللحية و عدم حلقها عن النبي صلي الله عليه وسلم ،و قد تقاسم الوجه و الهيئة العامة ،و قد كان يعتنى بها و ينظفها بالماء وتخليلها وتمشيطها و قد تابع الصحابة رسول الله صلى الله علية و سلم فيما كان يفعله وعليه يكون حلق اللحية حراماً. بينما ذهب بعض الفقهاء إلى أن الأمر الوارد في الأحاديث ليس للوجوب بل هو للندب و عليه يكون إعفاء اللحية سنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها. وبناء على ما سبق نلاحظ أن هناك خلاف من أهل العلم والفقهاء بين الجواز و عدمه في حكم هل حلق اللحية من الكبائر أم لا وهذا بمثابة رحمه من الله فاختلاف الفقهاء يكون رحمة لنا حتى يرى كل شخص المناسب له و يفعله بدون خوف أو قلق حسب الظروف المحيطة بنا.
ثانياً: أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن حلق اللحية من هدي المجوس والمشركين ، ونحن مأمورون بمخالفة المجوس والمشركين ، بل وكل كافر لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (مَنْ تشبه بقومٍ فهو منهم) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم": سنده جيد وأقل أحواله يقتضي التحريم ، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم. ثالثاً: أن النبي عليه الصلاة والسلام أمر بإعفاء اللحية وقال: (اعفوا اللحى) وفي لفظٍ: (وفروا) وفي لفظٍ: (أرخوا) وقال: (خالفوا المشركين ، خالفوا المجوس) والأصل عند أكثر العلماء أن أوامر الله ورسوله للوجوب حتى يوجد ما يصرفها عن ذلك.