14 مايو، 2021 6:50 م
يوم تبيض وجوه وتسود وجوه
علي صالح الفهيد
شرعه الله- عز وجل- وجعله شعيرة من شعائره" ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب". فعيد الفطر يعقب شهر رمضان شكراً لله على ما أنعم به علينا من صيامه وقيام لياليه. وفرض عيد الأضحى شكراً له على ما أنعم به على الحجاج إتمام حجهم. كان العيد قبل أربعة عقود تقريباً حميمياً جداً؛ لاجتماع الناس وبساطتهم، وعدم وجود تكاليف معنوية أو مادية. فهو يجمعهم صغاراً وكباراً ولا يشكل عبئاً عليهم مادياً أو معنوياً أو اجتماعياً، فما أجمل فرحة الأطفال وهم ينتقلون من بيت إلى بيت في الأزقة والدواعيس والسوابيط في الفرجان ذات البيوت الطينية المتلاصقة دون خوف من سيارات مسرعة أو دراجات طائشة مرددين أهازيج العيد! والأجمل رؤية الكبار بثيابهم وبشوتهم الجديدة ينتقلون من مجلس إلى آخر تسبقهم ابتساماتهم وضحكاتهم البريئة قبل قبلاتهم المترعة بفيروسات السعادة، فتسمو نفوسهم بقلوب طاهرة، ونيات صادقة، وألسنة ذات كلمات طيبة. يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَ-آيات قرآنية. ومع دخول البث الفضائي ثم دخول خدمة الجوال تقريباً
بدأنا نشكو من برودة العيد، وحميميته وتحوله من الحالة الجمعية إلى حالة بين الجمعية والفردية. وبعد ثورة الاتصالات والتطبيقات وما يسمى بوسائل التواصل الاجتماعي انطلق العيد نحو الحالة الفردية، فاقتصر على أسرة الشخص الخاصة بل على نفسه، فلم يعد يهمه التواصل الجسدي والاجتماعي، فيكتفي بإرسال رسائل معايدة إلكترونية واتسابية لا تسمن ولا تغني من جوع النفس للحب والكلام، وإشباع غريزة الاجتماع بالآخرين!
- يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَ-آيات قرآنية
يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَ-آيات قرآنية
شرعه الله- عز وجل- وجعله شعيرة من شعائره" ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب". فعيد الفطر يعقب شهر رمضان شكراً لله على ما أنعم به علينا من صيامه وقيام لياليه. وفرض عيد الأضحى شكراً له على ما أنعم به على الحجاج إتمام حجهم. كان العيد قبل أربعة عقود تقريباً حميمياً جداً؛ لاجتماع الناس وبساطتهم، وعدم وجود تكاليف معنوية أو مادية. فهو يجمعهم صغاراً وكباراً ولا يشكل عبئاً عليهم مادياً أو معنوياً أو اجتماعياً، فما أجمل فرحة الأطفال وهم ينتقلون من بيت إلى بيت في الأزقة والدواعيس والسوابيط في الفرجان ذات البيوت الطينية المتلاصقة دون خوف من سيارات مسرعة أو دراجات طائشة مرددين أهازيج العيد! والأجمل رؤية الكبار بثيابهم وبشوتهم الجديدة ينتقلون من مجلس إلى آخر تسبقهم ابتساماتهم وضحكاتهم البريئة قبل قبلاتهم المترعة بفيروسات السعادة، فتسمو نفوسهم بقلوب طاهرة، ونيات صادقة، وألسنة ذات كلمات طيبة. ومع دخول البث الفضائي ثم دخول خدمة الجوال تقريباً
بدأنا نشكو من برودة العيد، وحميميته وتحوله من الحالة الجمعية إلى حالة بين الجمعية والفردية. وبعد ثورة الاتصالات والتطبيقات وما يسمى بوسائل التواصل الاجتماعي انطلق العيد نحو الحالة الفردية، فاقتصر على أسرة الشخص الخاصة بل على نفسه، فلم يعد يهمه التواصل الجسدي والاجتماعي، فيكتفي بإرسال رسائل معايدة إلكترونية واتسابية لا تسمن ولا تغني من جوع النفس للحب والكلام، وإشباع غريزة الاجتماع بالآخرين!
{النحل:58}. وأخبر تعالى عن وجوه أهل الجنة أنها ناضرة، وأخبر عن وجوه الكفار أنها مسودة، كما قال تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ*إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ*تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ. {القيامة:،24،23،22}. وقال تعالى: تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ. {المطففين:24}. وقال تعالى: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ. {الزمر:60}. وقال تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ*وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ*تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ*أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ. { عبس:41،40،39،38}. واعلم أن بياض الوجوه وسوادها في الدنيا لا يدل على الفضل أو عدمه، فالفاضل بالإيمان والتقوى ولا فضل لأبيض على أسود إلا بالتقى كما قال الله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. {الحجرات:13}. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله من أكرم الناس ؟ قال: أتقاهم. وفي الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق خطبة الوداع فقال: يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم.