فنحن بلا شك مدينون في وجود هذه النعم لله سبحانه وتعالى الذي خلقها وسخرها لنا، ومن هذه النعم ما هو موجود في أجسامنا مثل الشم والذوق ومنها ما هو موجود حولنا. ولو تمعن الواحد منا في كيفية أداء أجهزة الشم والذوق لوظائفها لوجد أجهزة مليئة بالأدلة القاطعة على حدوث عملية الخلق، وهي الأدلة التي تعكس لنا القدرة اللامتناهية لله تعالى في خلق الأشياء وتصويرها وإبداعها، وهذا التمعن والتأمل في خلق الله يساعد الإنسان على استيعاب جزء ولو صغير من بحر لطائفه وفضله ونعمه جل جلاله نحو الإنسان. وإن تعدوا نعمة ه. وعلى مدى صفحات الكتاب سوف يجد القارئ أمامه جملة من نعم الله وفضائله ذكرت في صفحات الكتاب كي تكون تذكرة له من السّهو وصحوة له من الغفلة، وهذه النعم الإلهية هي وسيلة للرد المقنع على أفكار أولئك الداروينيين الذين يُرجعون وجود جميع الأشياء إلى المصادفة المحض، وهذه الأفكار لا شك تدل على بساطة تفكير أصحابها وسذاجته، ويصوّر لنا القرآن الكريم عملية الخلق أبرع تصوير فيقول تعالى: "هُوَ الله الخَالِقُ البَارِئُ المُصوّرُ لَهُ الأَسمَاءُ الحُسنَى يُسبّحُ لَهُ مَا فِي السّمَوَاتِ وَالأَرضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ". الحشر- الآية 24.
- "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها".. تفسير الشعراوي لسورة النحل - الحلقة 5 - YouTube
&Quot;وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها&Quot;.. تفسير الشعراوي لسورة النحل - الحلقة 5 - Youtube
12-08-2013, 05:49 PM
# 1
معلومات
العضو
وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا
(فكر واشكر)
المعنى أن تذكر نعم الله عليك فإذا هي تغمرك من فوقك ومن تحت قدميك { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} صحة في بدن ، أمن في وطن ، غذاء وكساء ، وهواء وماء ، لديك الدنيا وأنت ما تشعر ، تملك الحياة وأنت لا تعلم { واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} عندك عينان ، ولسان وشففان ، ويدان ورجلان { فبأي الاء ربكما تكذبان} هل هي مسئلة سهلة أن تمشي على قدميك ، وقد بترت أقدام؟! وأن تعتمد على ساقيك ، وقد قطعت سوق؟! أحقير أن تنام ملء عينيك وقد أطار الألم نوم الكثير؟! وأن تملأ معدتك من الطعام الشهي وأن تكرع من الماء البارد وهناك من عكر عليه الطعام ، ونغص عليه الشراب بأمراض وأسقام؟! وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها. تفكر في سمعك وقد عوفيت من الصمم ، وتأمل في نظرك وقد سلمت من العمى ، وانظرإلى جلدك وقد نجوت من البرص والجذام ، والمح عقلك وقد أنعم عليك بحضوره ولم تفجع بالجنون والذهول. أتريد في بصرك وحده كجبل أحد ذهبا ؟! أتحب بيع سمعك وزن ثهلان فضة؟! هل تشتري قصور الزهراء بلسانك فتكون أبكم؟! هل تقايض بيديك مقابل عقود اللؤلؤ والياقوت لتكون أقطع؟!
وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (18) وكما أنه ليس له مشارك إذ أنشأكم وأنشأ غيركم، فلا تجعلوا له أندادا في عبادته بل أخلصوا له الدين، { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ} عددا مجردا عن الشكر { لَا تُحْصُوهَا} فضلا عن كونكم تشكرونها، فإن نعمه الظاهرة والباطنة على العباد بعدد الأنفاس واللحظات، من جميع أصناف النعم مما يعرف العباد، ومما لا يعرفون وما يدفع عنهم من النقم فأكثر من أن تحصى، { إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} يرضى منكم باليسير من الشكر مع إنعامه الكثير.