[٥]
حُكم الصلاة في المسجد النبوي مع وجود القبر فيه
تجوز الصلاة في المسجد النبويّ بلا خِلاف؛ لأنّه مسجد أُسِّس على تقوى الله، والنبيّ لم يُدفَن فيه، وإنّما دُفِن في حُجرة زوجته عائشة المُحاطَة بثلاثة جُدران في زاوية بعيدة عن القِبلة قليلاً، ويُشار إلى أنّ المسلمين اضطرّوا إلى توسعة المسجد النبويّ في عهد الوليد بن عبدالملك، فأدخلوا القبر إليه. [٦] للمزيد من التفاصيل عن حكم الصلاة في المساجد التي بها أضرحة الاطّلاع على مقالة: (( حكم الصلاة في المساجد التي بها أضرحة)). فضل الصلاة في الروضة الشريفة
بيّن النبيّ أنّ هُناك مكان في مسجده يُطلَق عليه اسم (الروضة)، وهذا المكان يقع بين بيت النبيّ ومِنبره؛ لحديث النبي: (ما بيْنَ بَيْتي ومِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِن رِياضِ الجَنَّةِ) ، [٧] وقد جاء في بعض الأحاديث أنّ مكانها بين قبر النبي ومِنبره، وقد ذهب الإمام مالك إلى أنّ كلمة (قبري) تكون مُخصَّصة لكلمة (بيتي) الواردة في الحديث، فتكون الروضة بين بيت النبيّ وهو بيت عائشة، ومِنبره، وهو الذي عليه العمل إلى الآن، [٨] وقد اعتمد المُؤرِّخون، وأكثر العُلماء هذا الرأي. اجر الصلاه في المسجد النبوي تعدل. [٩]
وقد اختلف العُلماء في بيان معنى هذه الروضة؛ فقال بعضهم إنّ أداء العبادة فيها يُؤدّي إلى الجنة، وقال بعضهم إنّ هذا المكان يُنقَل من الدُّنيا إلى الجنّة في الآخرة، في حين يرى فريق آخر أنّ جلوس الصحابة أمام النبيّ، والتعلُّم منه في هذا المكان، فكان أشبه بالروضة، وإضافته إلى الجنّة نِسبة إلى ما سيؤول إليه وهي الجنّة، [١٠] ولهذه الفضائل والكرامات يحرص المؤمن على الصلاة فيها، وهذا في غير صلاة الجماعة، أمّا في صلاة الجماعة فعلى المُسلم أن يحرص على الصلاة في الصف الأول، لقول النبيّ: (خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجالِ أوَّلُها) ، [١١] والصف الأول هو الصف الذي يَلي الإمام.
اجر الصلاه في المسجد النبوي تعدل
قال:
وهذه الأمور نبهنا عليها ههنا فإنه يحتاج إلى معرفتها ، وأكثر الناس لا يعرفون الأمر كيف كان ولا حكم الله ورسوله في كثير من ذلك. نقله الحافظ ابن عبد الهادي عنه في كتابه " الصارم المنكي " ( ص 139 – 140). أجر الصلاة في الحرم يعم الفريضة والنافلة. وقال الشيخ الألباني:
" لو بني هذا المسجد إلى صنعاء كان مسجدي ". ضعيف جدّاً ، وقد روي موقوفا من طريقين مرسلين عن عمر قال: " لو مدََّ مسجد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذي الحليفة لكان منه " ، والفظ الآخر: " لو زدنا فيه حتى بلغ الجبانة كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءه الله بعامر ". ثم إن معناه صحيح يشهد له عمل السلف به حين زاد عمر وعثمان في مسجده صلى الله عليه وسلم من جهة القبلة ، فكان يقف الإمام في الزيادة ووراءه الصحابة ، فما كانوا يتأخرون إلى المسجد القديم كما يفعل بعض الناس اليوم.
" السلسلة الضعيفة " ( 2 / 402). والراجح – كذلك – أن التضعيف يحصل في الصلاة في المساجد الأخرى ضمن حدود الحرم ، كما قلناه في تضعيف الصلاة في مساجد مكة. والله أعلم
[٢٦]
الهامش
* الجريد: جريد النخل وهي الفروع المزال عنها أوراقها. [٢٧]
* سعف النخل: وهي أوراق النخل اليابسة المتصلة بالفروع. [٢٨]
المراجع
اجر الصلاه في المسجد النبوي الشريف تعادل
نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا. فتاوى ذات صلة
تاريخ النشر: الإثنين 3 ربيع الأول 1426 هـ - 11-4-2005 م
التقييم:
رقم الفتوى: 60854
19297
0
259
السؤال
هل صحيح أن الصلاة في المدينة تعدل ألف صلاة باعتبار أن المدينة كلها حرم، وإذا كان كذلك فبماذا تتميز الصلاة في المسجد النبوي عن الصلاة في أي مكان داخل حدود المدينة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان في زمنه صلى الله عليه وسلم تفضل ما سواها بألف صلاة بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام. والحديث متفق عليه.
اجر الصلاه في المسجد النبوي الشريف
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ". رواه البخاري ( 1133) ومسلم ( 1394). هل الصلاة في ساحة الحرم النبوي لها نفس أجر الصلاة فيه - صلاة - الموقع الرسمي للشيخ إحسان العتيبي. قال النووي:
واعلم أن هذه الفضيلة مختصة بنفس مسجده صلى الله عليه وسلم الذي كان في زمانه دون ما زيد فيه بعده, فينبغي أن يحرص المصلي على ذلك, ويتفطن لما ذكرته, وقد نبهت على هذا في كتاب المناسك, والله أعلم. قال ولي الدين العراقي – معقباً –:
ومقتضى ذلك أنه لو نذر الصلاة في بقعة من المسجد مما هو زائد على ما كان في زمنه عليه الصلاة والسلام لم يتعين, وكان كغيره من المساجد وفيه بعد ونظر ظاهر.
" طرح التثريب " ( 6 / 46). قال ابن مفلح الحنبلي:
وهذه المضاعفة تختص بالمسجد على ظاهر الخبر وقول العلماء من أصحابنا وغيرهم ، قال ابن عقيل: الأحكام المتعلقة بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم لما كان في زمانه لا ما زيد فيه لقوله: عليه السلام " في مسجدي هذا " ، واختار الشيخ – أي: ابن تيمية – أن حكم الزائد حكم المزيد عليه.
" الآداب الشرعية " ( 3 / 429). والصحيح: أن التضعيف حاصل – بلا شك – في حال كون الصلاة في بناء المسجد ولو اتسع البناء ، وأن هذا هو المعروف منذ عهد عمر ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهما حيث ابتدآ بالزيادة في المسجد النبوي فلم يُنكر عليهما ولم تترك الصلاة في الزيادة.
[٢٤]
المسجد النبوي
يُعرَّف المَسجِد بالكسر في اللغة بأنّه: المكان الذي يُسجَد فيه، فَكُلّ مكان يُتعبَّد فيه ويُسجَد فيه فهو مسجد، والمسجَد بالفتح؛ فهو المكان الذي تكون فيه الجبهة على الأرض، أمّا المسجد النبوي في الاصطلاح؛ فهو المسجد الذي بناه النبيّ في الموقع المعلوم في المدينة المنورة عندما جاء مُهاجراً إليها من مكّة المُكرَّمة، ويُعَدّ المسجد النبويّ ثاني الحرمَين الشريفَين، [٢٥] فبعد أن وصل النبيّ إلى المدينة، كان -عليه السلام- يُصلّي حيث تدركه الصلاة، وبعد أُسبوعَين بدأ النبي بالبحث عن مكان مُناسب ليبنيَ المسجد فيه؛ ليؤمّن للأمة مستقبلها، ويدير أمورها.