الفجر: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره. إنّ: حرف توكيد ونصب. قرآن: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل. كان: فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو. مشهودًا: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. [١٥]
الثمرات المستفادة من آية: أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل
ماذا يُستفاد من هذه الآية؟ من الثمرات المستفادة والمستنبطة من قول الله -جلّ وعلا- {أقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا} [١٦]
أنّ وقت دخول الصلاة التي هي شرط لصحتها تؤخذ من هذه الآية جملة، وفي السنة المتواترة تفصيلاً، وبيان ذلك أنّ قوله: لدلوك الشمس يدخل فيه وقت صلاتيّ الظهر والعصر، وقوله: إلى غسق الليل يدخل فيه وقت صلاتيّ المغرب والعشاء، وقوله وَقُرآنَ الفَجرِ: أي صلاة الفجر.
تفسير: أقم الصلاة لدلوك الشمس - مقال
والحمل على الزوال أولى القولين لكثرة القائلين به، ولأنا إذا حملناه عليه كانت الآية جامعة لمواقيت الصلاة كلها؛ "فدلوك الشمس": يتناول صلاة الظهر والعصر و﴿ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ﴾ يتناول المغرب والعشاء، و﴿ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ﴾ هو صلاة الصبح. تفسير: أقم الصلاة لدلوك الشمس - مقال. قوله عز وجل: ﴿ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ ﴾؛ أي: ظهور ظلمته، وقال ابن عباس: بدُوُّ الليل، وقال قتادة: وقت صلاة المغرب، وقال مجاهد: غروب الشمس. ﴿ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ﴾؛ يعني: صلاة الفجر، سمَّى صلاة الفجر قرآنًا؛ لأنها لا تجوز إلا بقرآن، وانتصاب القرآن من وجهين: أحدهما: أنه عطف على الصلاة؛ أي: وأقم قرآن الفجر، قاله الفراء وقال أهل البصرة: على الإغراء؛ أي: وعليك قرآن الفجر. ﴿ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾؛ أي: يشهده ملائكة الليل، وملائكة النهار. أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي، أنبأنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا أبو اليمان، أنبأنا شعيب عن الزهري، أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبدالرحمن أن أبا هريرة قال: سمِعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تَفْضُل صلاة الجميع على صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزءًا، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر))، ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: ﴿ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الإسراء - الآية 78
( ( إن قرآن الفجر كان مشهودا) أي: يشهده ملائكة الليل وملائكة النهار. أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنبأنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا أبو اليمان أنبأنا شعيب عن الزهري أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تفضل صلاة الجميع على صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين جزءا وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر " ثم يقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: ( إن قرآن الفجر كان مشهودا).
من الآية 78 الى الآية 79
تفسير القرآن الكريم
مرحباً بالضيف
وإذا قارنا قوله تعالى في آية (٥٨) من سورة النور بآية (٧٨) من سورة الإسراء، نجد ما يلي:
* سورة النور يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٨﴾. * سورة الإسراء أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْءانَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْءانَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿٧٨﴾. في آية (٥٨) من سورة النور نرى بأنَّ الله تعالى قال: " مِن قبلِ صلواةِ الفجر "، لقد استخدم الله تعالى في هذه الآية عبارة " صلواة الفجر "، وفي آية (٧٨) من سورة الإسراء استخدم الله تعالى عبارة " قرءان الفجر "، ممّا يدلّنا على أنَّ " قرءان الفجر " هو " صلواة الفجر "، هذا يُعطينا الدليل بل يؤكدّ لنا أنَّ الصلواة هي القرءان.