[١]
ترجمة ابن خلدون
هو عبد الرحمن بن محمدٍ بن خلدونٍ، المكنى أبا زيد، والملقب بولي الدين، يشتهر باسم ابن خلدون عادةً، وهو يماني حضرمي كما في جمهرة الأنساب لابن حزم، ولد عام 1332 للميلاد في تونس ونشأ فيها وتلقى تعليمه حتى الثامنة عشر على يد مشايخها، ثم انتقل منها إلى الأندلس وعاش في أغلب بلاد شمال إفريقيا؛ يعدّ ابن خلدون واضع علم الاجتماع ، وهو واحدٌ من جهابذة المؤرخين المسلمين، حيث ترك -رحمه الله- إرثًا معرفيًا واسعًا وكبيرًا، كما شغل في حياته العديد من المناصب والوظائف، حتى توفي -عليه رحمة الله- في العام 1406 ميلاديًّا. [٢]
مفهوم التاريخ عند ابن خلدون
كتب ابن خلدون في عديد المجالات وبرع فيها، وكان له -رحمه الله- في التاريخ إسهامًا عظيما، ويشار هنا إلى كتابه "كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" ورغم أنه سبقه كبارٌ من المؤرخين أمثال الطبري والمسعودي في الكتابة، إلا إن له مكانةً عليّةً في هذا المجال. [٣]
لعلّ من المفيد هنا أن يُنقل عن ابن خلدون بعض تعريفه للتاريخ، ليتسنى بعد ذلك مناقشة مفهوم التاريخ عند ابن خلدون، حيث يقول: "إن فن التاريخ من الفنون التي تتداوله الأمم والأجيال، وتشد إليه الركائب والرحال... كتاب تاريخ ابن خلدون. إذ هو في ظاهره لا يزيد على أخبارٍ عن الأيام والدول، والسوابق من الأيام الأوَل... وفي باطنه نظرٌ وتحقيقٌ، وتعليلٌ للكائنات ومبادئها دقيق، وعلمٌ بكيفيات الوقائع وأسبابها عميقٌ، فهو لذلك أصيلٌ في الحكمة عريق، وجديرٌ بأن يُعدّ في علومها وخليق.
- كتاب تاريخ ابن خلدون
- تاريخ ابن خلدون الجزء السادس pdf
كتاب تاريخ ابن خلدون
استطاع ابن خلون أن يتخطَّى الأساليبَ السائدة في عصره مِن جمود وتقليدٍ، بالعودة إلى المنابع الأصلية، وحسن الاتصال، والاعتماد على القيم والأفكار النابعة من القرآن الكريم والسُّنة النبوية، واستفاد إفادة واسعة باطِّلاعه على كتب الرحَّالة والجغرافيين العرب، التي وفَّرت له معلوماتٍ غزيرة كافية، ساعدَتْه على تعزيز كتاباته وإعطائها مصداقيةً وقيمة زائدة، خاصة في مجال العمران الإنساني المتَّصِل بعلم الجغرافية ومدى تأثيرها على الإنسان في كافة مجالات حياته. أبدى ابن خلدون اهتمامًا واضحًا بالظواهر التاريخية التي تتعلَّق بالنواحي السياسية، وذلك من خلال إيمانٍ عميق بأن الظواهر الاجتماعية التي ترتكز عليها كثيرًا هي ظواهرُ متشابكة ومعقَّدة، ومتعددة الجوانب، وما السياسة إلا إحدى فروعها.
تاريخ ابن خلدون الجزء السادس Pdf
[٣]
الملاحَظ في مفهوم التاريخ عند ابن خلدون أنه تعدى فكرة السردد القصصي ، والحكاية المنقولة اعتباطًا في بعض الأحيان، ويرى إن كثيرًا من "المتطفلين" أدخلوا إلى التاريخ ما ليس فيه أصلًا، ليخلص إلى معيارٍ يقيس به حقيقة الأخبار والروايات، وكان معياره يتمثل بالعمران البشري وانطباعه في أحوال أهله، ثم إن لم يك للخبر أساسًا رده إذ يكون حينها من دسائس الأخبار ومكذوب الروايات. [٣]
المراجع [+] ↑ حسين مؤنس (1984)، التاريخ والمؤرخون (الطبعة 1)، القاهرة- مصر: دار المعارف، صفحة 11،12،15. بتصرّف. ↑ علي وافي، عبدالرحمن بن خلدون حياته واثاره ومظاهر عبقريته (الطبعة 1)، القاهرة- مصر: مكتبة مصر، صفحة 9،10،12،13،14،131. بتصرّف. ^ أ ب ت ث عبدالرحمن بن خلدون (2001)، مقدمة ابن خلدون (الطبعة 1)، بيروت- لبنان: دار الفكر، صفحة 6،7،13، جزء 1. بتصرّف. تاريخ ابن خلدون سجل 395 ص483. ^ أ ب حسين مؤنس (1984)، التاريخ والمؤرخون (الطبعة 1)، القاهرة- مصر: دار المعارف، صفحة 13،14. بتصرّف.
حتى بلغ ستة وسبعين عامًا حيث توفي عام 808هـ ودفن بالقرب من باب النصر في شمال القاهرة وترك تراثًا ظل تأثيره حتى يومنا هذا ويعد ابن خلدون مؤسسًا لعلم الاجتماع الحديث ويعد أيضًا من علماء الاقتصاد والتاريخ. شاهد أيضًا: موضوع تعبير عن علم الكلام
وظائف ابن خلدون
الأندلس
السلطان أبو عبد الله بن الأحمر طلب من ابن خلدون أن يذهب في عام 765هـ إلى ملك قشتالة حتى يقوم بالصلح بينهما، فتم الترحيب به من ملك قشتالة بحفاوة ومحبة حتى أنه طلب من ابن خلدون البقاء في قشتالة مقابل أن يرد له ملك أجداده، لكن ابن خلدون قابل ذلك بالرفض والرجوع إلى السلطان ويبشره بإتمام مهمته بنجاح. تونس
تلقى ابن خلدون أولى مهامه من الوالي ابن تافراكين في بداية توليته على تونس فكانت المهمة الأولى لابن خلدون هي كتابة العلامة في المراسيم ومخاطبة السلاطين، ثم أنه خرج مع السلطان أبي إسحاق كي يلاقي الأمير أبي زيد في قسنطينة. تاريخ ابن خلدون • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة. فتقابل الجيشان وهزم جيش السلطان وذلك الذي جعل ابن خلدون يسافر إلى المغرب ليطلب المساعدة من أبي عنان أمير تلمسان الذي قابله بالترحيب الشديد وحماه ودعاه لمجلس العلم وطالبه بشهود الصلوات معه. المغرب
مقالات قد تعجبك:
ابن خلدون شغل مناصب عدة ومختلفة في بلاد المغرب ومنها: كتابة العلامة عن السلطان أبي عنان في عام 755هـ وتلك هي المهمة الثانية من السلطان أبي عنان، وفي أوقات أخرى أوكله بها عندما عرف عنه مجالسته لأهل العلم.