[5]
حكم انكشاف اليسير من العورة في الصلاة
بعد توضيح حكم ستر العورة في الصلاة قد يجول في خاطر المرء بعض التساؤلات التي تثير الشكوك في نفسه، كأن يعرف ما هو حكم انكشاف اليسير من العورة في الصلاة ، فقد تكون الثياب فيها ثقبٌ صغيرٌ يكشف العورة ونحو ذلك، وفي هذا الصدد سيتمّ استعراض بعض الآراء لأهل العلم فيما سيأتي: [6]
الإمام النووي: والذي بيّن مذاهب العلماء في أقواله، فقد قال أبو حنيفة: إنّ كشف ما يعادل حتّى الربع من العضو لا يبطل الصلاة، وما زاد عن ذلك يبطلها، وقال أبو يوسف: إن كشف ما يعادل النصف لايبطلها وما كان أكثر فهي باطلة، وأمّا عن بعض أصحاب مالك فقد رأوا أنّ ستر العورة واجبٌ وليس بشرط. الحنابلة: والذين رجّحوا أنّ انكشاف القليل من العورة لا يكون مضرًّا بالصلاة، وذلك استنادًا إلى مبدأ مما يشق التحرز منه فسومح فيه.
- الأدلة على وجوب ستر العورة في الصلاة - إسلام ويب - مركز الفتوى
- عورة المرأة في الصلاة - فقه
- هل من شروط صحة الصلاة ستر العورة - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام
الأدلة على وجوب ستر العورة في الصلاة - إسلام ويب - مركز الفتوى
حكم ستر العورة في الصلاة مقالٌ فيه سيتمّ الخوض في ذكر الأحكام الشرعيّة التي جاء بها الإسلام حول العورة وسترها في الصلاة، فللصلاة شروطٌ تترتّب على المسلم فعلها لكيّ يُتمّ صحّة صلاته، ومن شروط الصلاة ما يكون من شروط الوجوب كالإسلام والبلوغ والعقل والخلو من النفاس والحيض للمرأة، وأمّا عن شروط الصحّة في الصلاة فهي الطهارة من الحدثين ومن الخبث والعلم بدخول أوقات الصلاة وما يتناوله موضوع المقال من ستر العورة.
عورة المرأة في الصلاة - فقه
قال القاضي أبو يعلى رحمه الله: الإجماع حجة مقطوع عليها، يجب المصير إليها، وتحرم مخالفته، ولا يجوز أن تجتمع الأمة على الخطأ. اهـ
وقال عليش المالكي: وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْإِجْمَاعَ حُجَّةٌ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ مُسْتَنَدٍ قَدْ يُعْرَفُ وَقَدْ لَا يُعْرَفُ. اهـ
ثم إن مما استدل به الفقهاء على وجوب ستر العورة في الصلاة قوله تعالى { يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ... } سورة الأعراف: 31، قال صاحب أضواء البيان: وَوُجُوبُ سَتْرِ الْعَوْرَةِ فِي الصَّلَاةِ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ. وَقَدْ دَلَّتْ عَلَيْهِ نُصُوصٌ مِنَ الْكِتَابِ، وَالسُّنَّةِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ... الْآيَةَ [7 31] وَكَبَعْثِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَنْ يُنَادِي عَامَ حَجِّ أَبِي بَكْرٍ بِالنَّاسِ عَامَ تِسْعٍ: «أَلَّا يَحُجَّ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَأَلَّا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ ». اهـ
بل قال بعضهم: إن هذه الآية تدل على أكثر من مجرد ستر العورة، قال ابن رجب الحنبلي: واستدلَّ من قالَ: إنَّ المأمورَ به من الزينةِ أكثرُ من ستْرِ العورةِ التي يجب سترُها عن الأبصارِ، بأنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نهى أنْ يصلِّي الرجلُ في ثوبٍ واحد ليس على عاتقهِ منه شيءٍ، وبأنَّ من صلَّى عاريًا خاليًا لا تصحّ صلاتُهُ، وبأنًّ المرأة الحرَّة لا تصحّ صلاتُها بدونِ خمارٍ، مع أنه يُباح لها وضعُ خمارِها عند محارمها، فدلَّ على أنَّ الواجبَ في الصلاة أمر زائد على سترِ العورة التي يجبُ سترُها عن النظرِ.
هل من شروط صحة الصلاة ستر العورة - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام
ولا بد من دوام ستر العورة (١) ، العورة؛ بخلاف السرة؛ والأمة كالرجل؛ وتزيد عنه أن بطنها كلها وظهرها عورة؛ أما جنباها فتبع للظهر والبطن؛ وحد عورة المرأة الحرة هو جميع بدنها حتى شعرها النازل عن أذنيها، لقوله صلى الله عليه وسلم: "المرأة عورة"، ويستثنى من ذلك باطن الكفين، فإنه ليس بعورة، بخلاف ظاهرهما، وكذلك يستثنى ظاهر القدمين، فإنه ليس بعورة، بخلاف باطنهما، فإنه عورة، عكس الكفين. الشافعية قالوا: حد العورة من الرجل والأمة وما بين السرة والركبة، والسرة والركبة ليستا من العورة، وإنما العورة ما بينهما، ولكن لا بدّ من ستر جزء منهما ليتحقق من ستر الجزء المجاور لهما من العورة، وحد العورة من المرأة الحرة جميع بدنها حتى شعرها النازل عن أذنيها؛ ويستثنى من ذلك الوجه والكفان فقط ظاهرهما وباطنهما. الحنابلة قالوا: في حد العورة، كما قال الشافعية، الا أنهم استثنوا من الحرة الوجه فقط، وما عداه منها فهو عورة.
ومن رأى أن المقصود من ذلك ما جرت به العادة بأنه لا يستر وهو الوجه والكفان؛ ذهب إلى أنهما ليسا بعورة] واختلفوا في أنهما ليسا بعورة في الصلاة أو ليسا بعورة مطلقاً؟ فمن العلماء -ومنهم الشيخ ناصر الدين الألباني - من يقول: إنهما ليسا بعورة مطلقاً، والراجح: أنهما ليسا بعورة في الصلاة فقط. [ واحتج لذلك بأن المرأة ليست تستر وجهها في الحج] فقال بناءً على ذلك: إنها ليست بعورة. وعلى كل حال! فالافتتان بعورات النساء يختلف باختلاف البلدان، ففي بعض البوادي والقرى نساء فقيرات يذهبن إلى المزارع يحصدن ويعملن، وما يلبسن لباساً ملفتاً للأنظار، فهؤلاء يتسامح في حقهن في إظهار الوجه والكفين؛ لأن الفتنة بها قد تكون قليلة مقارنة بغيرها، ولكن ليس لها الخلطة بالرجال فما نقول لها: أنت ما تذهبي ترعي، وتذهبي تحصدي الحصاد وتجذي الجذاذ إلا وأنت مسربلة؛ لأنها لا تستطيع العمل وهي على حالٍ من الستر يعيقها عن العمل، فتوسع في حقها بقدر الحاجة ما لا يتوسع في حق نساء المدن؛ لأنهن أكثر فتنة، وهذا إنما هو مراعاة للواقع. فإن قال قائل: هل الصحابيات كن يصلين محجبات لوجوههن وكفوفهن أو يصلين كاشفات؟ فالجواب على ذلك: أنهن كن كاشفات لوجوههن وكفوفهن أثناء الصلاة.