فإذا ما خطونا خطوة أخرى نحو العالم الوجداني والروحي وجدنا أنفسنا في متاهات وسراديب ، حتى إن الفردية لتطبع كل ذرة من ذرات وجودنا المعنوي ، مما يجعل إمكانات الفهم ووضع النواميس والنظم العامة أموراً قليلة الفاعلية محدودة النجاح. وخلق الانسان ضعيفا - ووردز. إن الباحثين في مجالات علوم الإنسان يجدون الطرق متشعبة ملتوية كلما تقدموا نحو الأمام ، على حين أن الباحثين في علوم الطبيعة يستفيدون من أنواع التقدم المعرفي الأفقي في إضاءة ما بقي مظلماً من مسائل الطبيعة والمادة. وتقدّس الله تعالى إذ يقول: { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} [الإسراء: 85]
ويزداد ظهور ضعف الإنسان في قوله تعالى "وخلق الانسان ضعيفا" حين يدخل الإنسان في صراع بين عقله ومشاعره حيث يجد نفسه عاجزاً عن دفع مشاعره والخلاص من وساوسه والتغلب على مخاوفه أو معرفة مصدرها في بعض الأحيان ، ليدرك المرة تلو المرة أنه مع طموحه إلي السيادة على الأرض وغزو الفضاء قاصر عن السيطرة على نفسه! إن فاعلية كل رأي ودقته نابعان من مجموعة العمليات التي يستند إليها فحين تكون تلك العمليات ظنية وعائمة فإن آراءنا الطبية والنفسية سوف يظل كثير منها هشاً ونسبي الصواب.
كتب و خلق الانسان ضعيفا - مكتبة نور
عن حنظلة الأسيدي قال: وكان من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لقيني أبو بكر فقال كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة! {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا} - طريق الإسلام. قال: سبحان الله، ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيراً. قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما ذاك؟" قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده؛ إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم، وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات". في هذا الحديث النبوي الذي يحوي صحابيين، أحدهما هو خير هذه الأمة بعد نبيّها، نرى تجسيدًا عيانًا للضعف البشري الفطري الطبيعي الذي خلقنا الله به لنشعر ببشريتنا وعبوديتنا، ونرى معالجة نبوية مثمرة، بالإعلان غير المباشر عن أن تلك السمة، سمة بشرية أصيلة.
{وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا} - طريق الإسلام
ما اضعفك يا ابن آدم لديك قلب رقيق، احساس مرهف، قد تتفوت درجاته من حيث القوة والضعف، ولكنك لازلت ضعيفا أمام كل شي. تستمد قواك من خالقك فلا حول ولا قوة الا بالله ، منه نستطيع أن ننهض من جديد بهمة عالية وروح نشطة في كل ميادين الحياة من علم، وتربية وفن وأخلاق. ومع ذلك لاتزال طائفة هناك قد عماها الكبرياء والغرور والغطرسة مثلما قال قارون (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي). اما العالم حقيقة والمتعمق في العلم بفهم وادارك وفتح من الله تجده تنطبق عليه هذه الآية (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) ، فكلما اجتهدت بإخلاص وإتقان لله كلما زاد فتح الله عليك ونوره وبركاته واستشعرت المعاني العميقة. يا ابن آدم لو تعلم مدى حجم الكرة الأرضية التي تعيش فيها بالنسبة للمجرات الفلكية لكفاك استشعارا بعظمة مخلوقات الله ودلالتها على عظمة الخالق. كتب و خلق الانسان ضعيفا - مكتبة نور. لو تعلم قدرته على سماع أنين الجرحى والمرضى والسائلين والراكعين والساجدين من مختلف البقاع في وقت واحد لكفى. لو تعلم لو تعلم هنالك الكثير من الأدلة النبوية والنصوص القرآنية التي تجد نفسك معظما له بالقلب قبل اللسان سبحانه. ولكن تحتاج إلى تدبر القلب وتفكره والتبحر في علوم وأسرار القرآن وجواهره وخاصة ونحن حديثي عهد بالقرآن بعد رمضان فمازالت القلوب صافية عذبة.
وخُلِق الإنسان ضعيفاً - موقع مقالات إسلام ويب
والانطلاق مع الذين يتبعون الشهوات مُيسَّر مريح! وهذا وهمٌ كبير، وزلل خطير.. وذلك أن إطلاق الشهوات من كل قيد؛ وتحرِّي اللذة وحدها في كل تصرُّف، وجعلها وحدها هي الحكم الأول والأخير، والتجرُّد في علاقات الجنسين من كل التزام أخلاقي واجتماعي... هذه كلها وإن كانت تبدو لصاحبها يُسرًا وراحةً وانطلاقًا، ولكنها في حقيقتها مشقة وجهد وبلاء. ونتائجها في حياة الفرد والمجتمع نتائج مؤذية مُدمِّرة ماحقة. والنظر إلى الواقع في حياة المجتمعات التي "تحرَّرت! " من قيود الدين، والأخلاق، والحياء في هذه العلاقة، يكفي لإلقاء الرعب في القلوب. ويكفي أيضًا لإطلاق صافرة الإنذار مُعلِنَة ما يحيق بهذا المجتمعات من خطر مُحدِق، ومُنذِرة بما سيؤول إليه مستقبل تلك المجتمعات من دمار مشؤوم. وعلى الجملة؛ فإن الآية التي بين أيدينا تدل على أن كلًا من الرجل والأنثى ضعيف أمام الآخر، وأن كلًا منهما في موضع ابتلاء واختبار، وأن على كل منهما أن لا ينساق وراء هذا الضعف، بل عليه أن يتغلب عليه بالصبر والمجاهدة والتزام ما شرع الله، ليجتاز هذا الاختبار بسلامٍ ونجاح، ويكون عند الله من السعداء المرضيين. 8
1
41, 729
وخلق الانسان ضعيفا - ووردز
ا لخطبة الأولى: كم أنت ضعيف أيها الانسان ( وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
من الآيات التي تبين ما فطر الله عليه الإنسان من ضعف، ما جاء في قوله تعالى: { وخلق الإنسان ضعيفا} (النساء:28)، فإن هذه الآية تبين أن الإنسان مهما أوتي من قوة وعظمة يبقى ذلك الإنسان الضعيف، الذي تذله أقل الشهوات والنزوات، وتضعفه أدنى المؤثرات والمغريات. جاءت هذه الآية في سياق بيان ما حرمه الله وما أحله من نكاح النساء؛ فبعد أن بين سبحانه ما حرمه من نكاح المحارم، ندب سبحانه عباده إلى الزواج مما أحله لهم من النساء، ثم أتبع سبحانه ذلك ببيان آخر، بين من خلاله ما فطر الله عليه الإنسان من ضعف. ولفظ (الضعف) الذي وُصف به الإنسان في الآية جاء لفظاً عاماً، يشمل الرجل والمرأة، ويشمل ضعف الإنسان تجاه الغريزة الجنسية وغيرها من الغرائز، بيد أن المفسرين -اعتماداً على السياق- ذكروا أن المراد بـ (الضعف) هنا ضعف الرجل أمام المرأة، ورووا في ذلك حديثاً عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ { وخلق الإنسان ضعيفا} قال: أي لا يصبر عن النساء. ورووا أيضاً عن طاووس وغيره، أن الآية واردة في أمر النساء. ويقرر شيخ المفسرين الطبري هذا المعنى المراد من الآية، فيقول: "لأنكم خلقتم ضعفاء عجزة عن ترك جماع النساء، قليلي الصبر عنه، فأذن لكم في نكاح فتياتكم المؤمنات عند خوفكم العنت على أنفسكم؛ لئلا تزنوا، لقلة صبركم على ترك جماع النساء".
ملاحظة:
هذا البيت عن أشعب لم أجده في ديوان عليّ الذي بين يديّ، لكنا نراه في ديوان عليّ على المواقع، وربما اطلع د. الترجمان على نسخة أخرى من ديوان علي وفيها هذا البيت، ولذا كانت ملاحظته عن أشعب. (م. ن، ص 111. ) *أضيف بيتان في نهاية أبيات القصيدة المنسوبة لعلي، وفيهما موضع للتساؤل، وهما يتحدثان عن عليّ نفسه، وفي تقديري أن شاعرًا ما أضافهما:
أعني عليًا وابنَ عمِّ محمد
من ناله الشرفُ الرفيعُ الأنسبُ
يا ربِّ صلِّ على النبي وآله
عددَ الخلائق حصرها لا يُحسبُ
أثبت الدَّميري في كتابه (حياة الحيوان) بعض أبيات القصيدة وذكر قبلها:
"وقال بعضهم" ج1، ص 43. كما وردت بعض الأبيات في معجم الأدباء لياقوت، ج12، ص 9- على أنها لعبد القدوس. ( مادة صالح بن عبد القدوس). جريدة الرياض | ويـبـقـى الـشــرخ. من الغريب أنني لم أجد للقصيدة ذكرًا في الأغاني، ولا في خزانة الأدب ولا في الشعر والشعراء وغيرها من أمات الكتب الأدبية. مع ذلك فهناك ترجيح ما أن القصيدة هي لصالح بن عبد القدوس، ولكننا لا نستطيع بما نملك من مصادر قليلة أن نؤكد أن القصيدة كلها لشاعر منهما، خاصة ونحن نشهد إمكان الإضافة والحذف في كثير من المقتبسات. أما صالح بن عبد القدوس فهو شاعر عباسي كان مولي لبني أسد.
جولة مع القصيدة الزينبية :إن القـلـوب إذا تنافر ودُّها شِبه الزجــاجة كسرُها لا يُشعب - منتديات أفـــاق دبـــي الثقافيـــة
كيف أرده وصباي مرسوم على شفتيه ما عدت أذكر. والحرائق في دمي كيف التجأت أنا إلى زنديه خبأت رأسي عنده. وكأنني طفل أعادوه إلى أبويه حتى فساتيني التي أهملتها فرحت به. رقصت على قدميه سامحته. وسألت عن أخباره وبكيت ساعات على كتفيه وبدون أن أدري تركت له يدي لتنام كالعصفور بين يديه. جولة مع القصيدة الزينبية :إن القـلـوب إذا تنافر ودُّها شِبه الزجــاجة كسرُها لا يُشعب - منتديات أفـــاق دبـــي الثقافيـــة. ونسيت حقدي كله في لحظة من قال إني قد حقدت عليه؟ كم قلت إني غير عائدة له ورجعت. ما أحلى الرجوع إليه. " وهذا لا ينطبق على علاقة معينة بين رجل وامرأة، بل يشمل علاقات القرابة والصداقة وغيرها، ولكنه على سبيل المثال لا الحصر. وبسبب وجود أناس من المذهبين فلا يمكننا الجزم بأن أحدهما صحيح أو خاطئ، فلكل علاقة خصوصيتها من حيث الأحداث والأسباب والظروف وقوة هذه العلاقة وأخلاق أطرافها التي تحدد مسار عودة الود بعد انكساره أم لا.
من هو قائل بيت الشعر ( إن القلوب إذا تنافر ودها مثل الزجاجة يكرهها لا) وما معناه - أجيب
جولة مع القصيدة الزينبية إن القـلـوب إذا تنافر ودُّها
شِبه الزجــاجة كسرُها لا يُشعب
بقلم فاروق مواسي
قيل إن القصيدة الزينبية (نسبة لمطلعها حيث تُذكر زينب) هي لعلي -كرم الله وجهه-، وقيل إنها لصالح بن عبد القدوس، وقد وردت القصيدة في ديوانَي كل منهما، باختلاف يسير. انظر:
ديوان علي بن أبي طالب- تحقيق عبد الرحيم المارديني- دمشق- 2005، ص 214- 220. عباس الترجمان: صالح بن عبد القدوس – حياته، بيئته وشعره، منشورات الجمل- 2013،ص 107- 110.
جريدة الرياض | ويـبـقـى الـشــرخ
قلت: والواقع يشهد لذلك. 2014-10-19, 09:46 PM #6 رد: إن القلوب إذا تنافر ودها
بارك الله فيكم
كان حكيمًا متكلمًا يعظ الناس في البصرة، له مع أبي الهُذيل العلاّف مناظرات، واشتهر بشعر الحكمة والأمثال والمواعظ، يدور كثير من شعره حول التنفير من الدنيا ومتاعها، وذكر الموت والفناء، والحثّ على مكارم الأخلاق، وطاعة الله، ويمتاز شعره بقوة الألفاظ، والتدليل، والتعليل، ودقة القياس. مرت أحداث في حياة الشاعر جعلته يقارن بين الأسباب كما يقارن بين النتائج؛ فيَصل إلى آراء مُحكمة مستخلصة من تجاربه وتجارب غيره، وهي تختلف عما تعارف عليها الناس. قيل رئي ابن عبد القدوس يصلي صلاة تامة الركوع والسجود، فقيل له ما هذا ومذهبك ما تذكر؟ قال: "سنّة البلد، وعادة الجسد، وسلامة الولد! ". (أمالي المرتضي، ج1، ص 144)
اتهم بالزندقة وقتل بها؛ قيل إن الخليفة المهدي العباسي قتله بيده، ضربه بالسيف فشطره شطرين، وعُلّق بضعة أيام للناس ثم دُفن. ان القلوب اذا تنافر ودها مثل الزجاج. (معجم الأدباء، م. س)
زينب وما صرمت أي قطعت من حبال الوصل كان موتيفًا (مترددة) لدى الشعراء، فهذا متمّم بن نُويرة في (المُفضَّليّات) يقول في المفضلية السادسة:
صرمتْ زُنيبةُ حبل من لا يقطع
حبلَ الخليل وللأمانة تَفجَع
جُذّي حبالكَ يا زُنيب فإنني
قد أستبدّ بوصل من هو أقطع
والأخطل يذكر ذلك في قوله:
صرمت حبالك زينبٌ ورَعوم
وَبدَا المُجمجَمُ مِنهما المكتومُ
وفي مكان آخر:
صرمت حبالك زينبٌ وقذورُ
وحبالهن إذا عقدتَ غرور
في شعرنا المحلي أصدر الشاعر جمال قعوار ديوان (زينب)، صدر في الناصرة سنة 1989 وفيه قصيدة "زينب" و "حِمى زينب"، وهو يرمز لها بفلسطين.