فذهبوا إليه وكانت ليلةً مقمرةً، وقد شيّعهم رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – إلى بقيع الفرقد، فلما انتهوا إليه، قدّموا سلكان بن سلامة إليه؛ وأخبرهم بموافقته على الإنحراف عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وشكا إليه ضيق الحال، ثمّ أراد أن يبيعه وأصحابه طعاماً، ويعطوه سلاحهم رهناً مقابل ذلك، فوافقهم إلى ذلك. ثمّ رجع سلكان إلى أصحابه، فأخبرهم بما حصل معه، فأتوه، ثمّ خرج إليهم من حصنه، وتمشّوا، ثمّ وضعوا سيوفهم عليه، ووضع محمد بن مسلمة مغولاً كان معه في ثنّته فقتله، وصاح كعب بن الأشرف صيحةً شديدةً، قامت بإفزاع من حوله، ثمّ أوقدوا النّيران، وعاد الوفد حتّى رجعوا إلى رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – من آخر الليل، وقد كان قائماً يصلي، وكان الحارث ابن أوس قد جرح ببعض سيوف أصحابه، فتفل عليه النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – فبرىء، ثمّ أذن رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – في قتل من وجد من اليهود، زذلك لنقضهم عهده، ومحاربتهم لله ولرسوله. سرية أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي
بعث النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – سريّة أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي إلى قطن، وهذا جبل يقع بناحية فايد، وفيه مياه لبني أسد بن خزيمة، وكان ذلك في سنة خمسة وثلاثين شهراً من الهجرة.
اهم غزوات الرسول للانصار
10هـ * إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خطب قرب وفاته.... قال: ( إن عبداً من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ماعنده فاختار ماعند الله) ، فلم يدرك غير أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما يعني نفسه، فأجهش أبو بكر رضي الله عنه بالبكاء، وقال: نحن نفديك بأنفسنا وأبنائنا. ثم قال: عليه الصلاة والسلام: ( إني لا أعلم أحداً كان أفضل في الصحبة يداً منه).. الحديث، ثم قال: ( لايبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر) متفق عليه. اهم غزوات الرسول مع. 11 هـ * في هذا العام انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى فطاشت الأحلام واضطربت الألباب والرؤى ولم يُحسم الأمر بوضع الناس على الحق غير فقه وثبات أبي بكر رضي الله عنه، إذ قال: أيها الناس من كان يعبد الله فإن الله حي لايموت، وتلا قوله تعالى: ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) الآية. حتى قال عمر: والله لكأني ماسمعت هذه الآية من قبل. فكان لثبات أبي بكر رضي الله عنه أثره الكبير في وحدة الصف الإسلامي بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. * غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم والتي شارك في جميعها أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
- خاض المسلمون بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ثمان وعشرين غزوة أوضحتها لك أخي القارئ باللون الأحمر، وكانت أولها غزوة الأبواء وآخرها تبوك.
اهم غزوات الرسول للاطفال
وقد كان من جملة من حضر بدراً من المسلمين ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، حيث كان من المهاجرين ستة وثمانون رجلاً، ومن الأوس واحد وستون رجلاً، ومن الخزرج مائة وسبعون رجلاً، وقد نصر الله عزّ وجلّ المسلمين في بدر واذلّ فيها المشركين. (1)
غزوة بني سليم
حدثت هذه الغزوة بعد انتهاء الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - من بدر بسبع ليال، كما جزم به ابن إسحاق، حيث خرج النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - لبني سليم في مئتي رجل، فلمّا بلغه - صلّى الله عليه وسلّم - أنّ جمعاً من بني سليم وغطفان بماء يقال له الكدر، أقام عليه - عليه الصّلاة والسّلام - ثلاثاً، فلم يلق كيداً حينها، وكانت غيبته - صلّى الله عليه وسلّم - خمس عشرة ليلةً، وقد استخلف وقتها على المدينة سباع بن عرفطة، وحمل اللّواء لعلي بن أبي طالب.
اهم غزوات الرسول مع
أما الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله فقد فسّر الروايات السابقة بطريقةٍ منطقية بأنَّ الذين ذكروا لها عدداً كبيراً كتسعةٍ وعشرين؛ إنما اعتبروا جميع الوقائع التي سبقت الغزوات الكبرى وقائع وغزوات منفردة، حتى إن كانت قريبةً من بعضها البعض من حيث الفترة الزّمنية، أمّا من أشار إلى أنَّ غزوات النبي صلى الله عليه وسلم كان عددها أقلَّ فيرى أنّهم جمعوا كلَّ غزوتين متقاربتين في الفترة الزمنيّة فاعتبروهما غزوةً واحدة، مثل: غزوة الخندق، وغزوة بني قريظة، وغزوة حُنين، والطائف. أمّا السّرايا التي بعثها النّبي صلّى الله عليه وسلّم فقد كان عددها كبيراً جداً أكثر من عدد الغزوات، وقد اختلف أهل العلم في عددها أيضاً، فمنهم من يرى أنّها بلغت الأربعين سريَّة، ومنهم من عدّها سبعين أو أكثر، يقول ابن حجر: (وقرأت بخطّ مغلطاي أنّ مجموع الغزوات والسّرايا مائة).
وحدثت أحداث كثيرة بعد ذلك، ثمّ قال أبو سفيان:" يا معشر قريش؛ إنّكم والله ما أصبحتم بدار مقام، ولقد هلك الكراع والخفّ، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقينا من شدّة الرّيح ما ترون، ما تطمئن لنا قدر، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا؛ فإنّي مرتحل "، ثمّ قام إلى جمله وهو معقول، فجلس عليه، ثمّ ضربه فوثب به على ثلاث، فوالله ما أطلق عقاله إلّا وهو قائم. وقد ذكر ابن إسحاق وغيره:" أنّه استشهد من المسلمين يوم الخندق ستّة لا غير: سعد بن معاذ، وأنس بن أوس، وعبد الله بن سهل الأوسيون، والطفيل بن النّعمان، وثعلبة بن عنمة، وكعب بن زيد، الخزرجيّون ". صحيفة الأيام - وصايا رسول الله في شهر رمضان. (2)
المراجع
(1) بتصرّف عن كتاب غزوات النبي صلى الله عليه وسلم/ السيد الجميلي/ دار ومكتبة الهلال- بيروت/ الجزء الأول. (2) بتصرّف عن كتاب إنارة الدجى في مغازي خير الورى صلى الله عليه وآله وسلم/ حسن بن محمد المشاط المالكي/ دار المنهاج- جدة/ الطبعة الثّانية. (3) بتصرّف عن كتاب عيون الأثر/ محمد بن محمد أبو الفتح فتح الدين/ دار القلم- بيروت/ الطبعة الأولى.