[٢] [٣]
وقد ذكر السهيليّ عن الواقديّ وغيره أنّ حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه عندما عُثر عليه في القتلى، وُجد رأسه يقطر بالماء، ولم يكن الماء على مقربة منه، وفي هذا إشارة وتصديقاً لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (إن صاحبكم تغسله الملائكة)، وقد عُدّ هذا الأمر باباً لتكريمه. [٣]
استشهاد حنظلة
كان حنظلةُ بن أبي عامر -رضي الله عنه- شاباً صالحاً وتقياً، فعندما سمع نداء الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- بالاجتماع في الصفوف لملاقاة العدو خرج من أهله وهو جنب؛ كي يلبّي نداء الرسول للجهاد، فاستوى في المعركة بين الصفوف مع المؤمنين وقاتل -رضي الله عنه- حتى استُشهد، فلم يكمل سوى ليلة واحدة من زواجه، فكان من الرجال الذين صدقوا الله ما عاهدوا الله عليه. [٤]
المراجع
↑ حرملة بن زيد ، الإصابة في تمييز الصحابة ، صفحة 44-45، جزء الجزء الثاني. حنظله بن ابي عامر المنصور. ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عبد الله بن الزبير، الصفحة أو الرقم: 326، حسن. ^ أ ب "غَسِيلُ الملائكة" ، ، 31-1-2016، اطّلع عليه بتاريخ 20-2-2018. ↑ أحمد أحمد سلطان (8-3-2016)، "يوم العزة والكرامة (خطبة)" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 20-2-2018. بتصرّف.
خطبة عن الصحابي: (حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِى عَامِرٍ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
افتخار قومه به
حينما كان الأوس والخزرج يتبارزان في الافتخار بأيٍّ منهما قدّم للإسلام أكثر، كان الأوس يستدعون بطولة حنظلة وما فعله بغزوة أحد، يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: "افتخر الحيّان من الأنصار: الأوس والخزرج، فقالت الأوس: مِنَّا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب (حنظلة بن أبي عامر)، ومنّا من اهتز له عرش الرحمن: سعد بن معاذ، ومنا من حمته الدّبر (النحل) عاصم بن ثابت بن أبي الأفلج، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت ، وقال الخزرجيون: منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجمعه غيرهم: زيد بن ثابت، وأبو زيد، وأُبَيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل".
ثم نادَى: يا معشَرَ قريش، حنظلةُ لا يُمَثَّل به فإنه وإن كان قد خالفَني وخالفَكم، فلم يَأْلُ لنفسه فيما يَرى خيرًا، فَمُثِّل بالناس وتُرِك فلم يُمثَّل به. وكانت هند بنت عُتبة أول من مَثَّلَ بأصحاب النبي صَلَّى الله عليه وسلم، ولما قُتِل حنظلةُ بن أبي عامر نادَى أبو سفيان بن حرب، حَنْظَلَةُ بحنظلةَ، يعني قتلنا حنظلةَ بن أبي عامر بحنظلةَ بن أبي سفيان، وكان قُتل يوم بدر كافرًا، وقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إني رأيتُ الملائكة تُغَسِّل حنظلةَ بن أبي عامر بين السماء والأرض بماءِ المُزْن في صِحَافِ الفضَّة". قال أبو أُسَيد السَّاعِديّ: فذهبنا فنظرنا إليه فإذا رأسُه يقطُر ماءً، فرجعتُ إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأخبرتُه، فأرسلَ إلى امرأتِه فسألها، فأخبرتْه أنه خرج وهو جُنبٌ فَوَلَدُه يُقال لهم: بنو غَسِيل الملائكة (*). حنظله بن ابي عامر العامري. أخبرنا الفضل بن دُكين، قال: حدّثنا زكريا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي، قال: قُتل حنظلةُ بن الراهب يوم أُحُدٍ، وهو الذي طَهّرته الملائكة. )) الطبقات الكبير.