الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَقَوْلُ اللهِ تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾. يَعْنِي: اسْتَعِينُوا عَلَى تَرْبِيَةِ أَنْفُسِكُمْ وَمُجَاهَدَتِهَا حَتَّى تَلْتَزِمَ بِكِتَابِ اللهِ تعالى وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَتَكُونَ فَاعِلَةً للخَيْرِ آمِرَةً بِهِ، تَارِكَةً للشَّرِّ نَاهِيَةً عَنْهُ، وَتَكُونَ مُتَطَابِقَةً بَيْنَ أَقْوَالِهَا وَأَفْعَالِهَا. قوله تعالى:(وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ) – شبكة السراج في الطريق الى الله... وَيَقُولُ سَيِّدُنَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: الصَّبْرُ صَبْرَانِ، صَبْرٌ عَلَى المُصِيبَةِ وَهُوَ حَسَنٌ، وَصَبْرٌ عَنِ المَعَاصِي، وَهُوَ الأَحْسَنُ. اهـ. فَالصَّبْرُ عَنِ المَعَاصِي هُوَ السَّيْطَرَةُ عَلَى الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ، وَهُوَ تَهْذِيبُ النَّفْسِ وَتَقْوِيمُهَا. وَالصَّلَاةُ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.
علي(ع) في آية (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ)-۱
وفي هذا دليل على أن لفرعون آلهة، واعلم أن هذا التوجه يجري في كثير من الأقوياء الذين يستضعفون بعض الناس ويجعلونهم عبيداً لهم، وفي نفس الوقت تجدهم يعبدون أصناماً يصنعونها بأيديهم.
قوله تعالى:(وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ ) – شبكة السراج في الطريق الى الله..
ومثل هذا روى فرات الكوفي في تفسيره، ولكن بسندٍ مستقلٍ عن غيره، وعنه نقله المجلسي في الجزء الخامس والثلاثين من بحاره... أما في تفسير العيّاشي، فنقرأ: عن أبي الحسن عليه السلام في الآية، قال: الصبر: الصوم، إذا نزلت بالرجل الشدة او النازلة فليصم، إن الله يقول: واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين والخاشع.. علي(ع) في آية (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ)-۱. الذليل في صلاته المقبل عليها، يعني رسول الله صلى الله عليه آله وأميرالمؤمنين عليه السلام. ومن هنا إعتبر العالم الفاضل السيد هاشم البحراني في كتابه (اللوامع النورانية) كلمة (الخاشع) أحد الاسماء القرآنية لرسول الله صلى الله عليه وآله ولأميرالمؤمنين علي عليه السلام. وإلى بقية الحديث حول الآيتين المباركتين في لقاء طيب آخر معكم إخوتنا الاعزة، نرجو لكم طيب الأوقات وأهنأها، وأنفعها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. *******
وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين
قال تعالى: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ}. إذا جعل الإنسان الصلاة ذريعة للحديث مع الله عز وجل؛ تحولت الصلاة إلى أحلى محطة من محطات الأنس.. وتحولت الصلاة في حياة البعض إلى محطة للتلذذ والارتياح، تلك المحطة التي لا تقارن بمحطات التلذذ المادي بالمتاع الزائل، الذي تفنى لذته ويبقى وزره!.. – كانت دعوتنا من خلال وسائل الإعلام، أن نُعدِّي آثار عاشوراء من عالم العاطفة إلى عالم الفكر.. فالعمل والهتافات والمواكب والبكاء واللطم على الصدور، كل ذلك يصب في دائرة واحدة ألا وهي العاطفة، وإبراز المحبة.. ولكن هنالك حقولا أخرى في المقام، فقد قال الله –تعالى- في كتابه الحكيم: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}.. ولم يقل: إن كنتم تحبون الله، يحببكم الله.. إذ أن بين (تحبون الله) و(بين يحببكم الله) هنالك الإتباع. والإتباع له مظاهر في حياة الإنسان، فمن مظاهر الإتباع ترجمة هذه التبعية في مقام العمل.. فثمرة عاشوراء وثمرة إحياء ذكر الحسين (ع) هي الصلاة، لأن علاقتنا بالله -عز وجل- منحصرة في هذه الصلوات اليومية.. وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين. حيث أن معظم العبادات الأخرى موسمية، بينما الحركة التي نمارسها يومياً، كقالب وكشكل هي الصلاة.. فالإنسان المؤمن يستخسر أن لا ينفخ الروح في هذا الأمر الموجود.
قال ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس: يعني المصدقين بما أنزل الله. وقال مجاهد: المؤمنين حقا. وقال أبو العالية: إلا على الخاشعين الخائفين ، وقال مقاتل بن حيان: إلا على الخاشعين يعني به المتواضعين. وقال الضحاك: ( وإنها لكبيرة) قال: إنها لثقيلة إلا على الخاضعين لطاعته ، الخائفين سطواته ، المصدقين بوعده ووعيده. وهذا يشبه ما جاء في الحديث: لقد سألت عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسره الله عليه. وقال ابن جرير: معنى الآية: واستعينوا أيها الأحبار من أهل الكتاب ، بحبس أنفسكم على طاعة الله وبإقامة الصلاة المانعة من الفحشاء والمنكر ، المقربة من رضا الله ، العظيمة إقامتها إلا على المتواضعين لله المستكينين لطاعته المتذللين من مخافته. هكذا قال ، والظاهر أن الآية وإن كانت خطابا في سياق إنذار بني إسرائيل ، فإنهم لم يقصدوا بها على سبيل التخصيص ، وإنما هي عامة لهم ولغيرهم. والله أعلم.
، ولكن الله تعالى فرج عني بعد 87 يوماً فقط من سجني ، ثم رزقني سبحانه وبحمده بعد خروجي من السجن بستين ألفاً من أحد المحسنين حيث علم بسوء أحوالي المادية فاستدعاني من تلقاء نفسه وأعطاني ثلاثين ألفاً وبعد فترة قليلة أعطاني مثلها فكانت ستين ألفاً ، وقال لي: خذها عوناً على أمور دنياك!!.. وقد واللهِ اشتد ذهولي مما جرى فرأيت حينها رأي العين العواقب العظيمة للإستغفار!.. من كل ضيق مخرجا ..عليك بهذا الامر ؟ - YouTube. وقد صدق النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: ( من لــزم الاستغفار جــعل الله لـه من كل هم فـرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً ، ورزقه من حيث لا يحتسب) حسنه الحافظ ابن حجر في ' الأمالي المطلقة ' ، ص ( 251) هذا مايعجله الله تعالى لعبده في الحياة الدنيا بسبب الاستغفار من دفع البلاء وشرح الصدور وجلب الرزق وتفريج الكروب فضلاً عن غفران الذنوب وتكفير السيئات ورفع الدرجات.. فما أعظم ملازمة الاستغفار! ، فاللهم لك الحمد ياكريم وياغفور يارحيم. علماً بأن من أفضل صيغ الاستفار هي ( استغفر الله وأتوب إليه). ( أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه).
من كل ضيق مخرجا ..عليك بهذا الامر ؟ - Youtube
وصايا النبيِّ صلى الله عليه وسلم
والوصيَّة لا تخرج إلا من حريص، والرسول صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على أمَّته، ولذلك جاءت وصاياه بما ينجي أمَّته، ويجعلهم في أعلى علِّيِّين يوم القيامة. ومن هذه الوصايا ما كان يخصُّ التقوى، حيث قال في الحديث: "أوصيك بتقوى الله تعالى فإنَّه رأس كلِّ شيء"رواه الإمام أحمد، ورجاله ثقات. يقول الإمام المناوي: "إذ التقوى وإن -قلَّ لفظها- جامعةٌ لحقِّ الحقِّ والخلق، وشاملةٌ لخير الدارين، إذ هي تجنُّب كلِّ منهيّ، وفعل كلِّ مأمور". والوصيَّة عندما تصدر من محبّ، فهي أَولى بالاتِّباع، فكيف إذا ما صدرت من محبّ، ومن أتقى الأتقياء، وهو النبيُّ صلى الله عليه وسلم. ما المخرج ؟
تعدَّدت أقوال أهل التفاسير في هذا المخرج، وإن كانت جميعها تحتمل معاني المخرج الكثيرة، التي يستحقُّها من اتَّقى الله تعالى، ومنها:
أ- النجاة من الكربين، وهو ما رواه ابن عبَّاسٍ رضي الله عنهما بقوله: "ينجيه من كلِّ كربٍ في الدنيا والآخرة". شعر الإمام الشافعي - اجعل لنا من كل ضيق مخرجا - عالم الأدب. ب- القناعة، وهو ما قاله عليُّ بن صالح: "المخرج هو أن يقنعه الله بما رزقه". ج- النجاة من النار إلى الجنَّة. د- مخرجاً من النهى: قاله الحسن البصريّ. هـ- من كلِّ شدَّة، وما قاله ابن خيثم: "من كلِّ شيءٍ ضاق على الناس".
اللهم اجعل لنا من كل ضيق مخرجا و من كل هم فرجا و من كل بلاء عافية - طريق الإسلام
وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيراً بفرق من ذرة فأعطيته، وأبى ذاك أن يأخذ، فعمدت إلى ذلك الفرق فزرعته، حتى شريت منه بقراً وراعيها، ثم جاء فقال: يا عبد الله أعطني حقي، فقلت: انطلق إلى تلك البقر وراعيها فإنها لك، فقال: أتستهزئ بي ؟ قال: فقلت: ما استهزئ بك، ولكنها لك، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنها، فكشف عنهم » [صحيح البخارى].
شعر الإمام الشافعي - اجعل لنا من كل ضيق مخرجا - عالم الأدب
و- من العقوبة. ز- من شبهات الدنيا. ح- الكرب عند الموت. ط- الفرح يوم القيامة. الشيخ عبدالحمبد البلالي
أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ (150-204هـ / 767-820م) هو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، وهو أيضاً إمام في علم التفسير وعلم الحديث، وقد عمل قاضياً فعُرف بالعدل والذكاء. وإضافةً إلى العلوم الدينية، كان الشافعي فصيحاً شاعراً، ورامياً ماهراً، ورحّالاً مسافراً.