الخطبة الأولى:
الحمد لله مالك يوم الدين له الحمد والشكر خالق الخلق أجمعين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين أمر بالاعتصام بحبله ونهى عن الفرقة بين المسلمين. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد ولد آدم أجمعين وإمام الهداة المهتدين صلى الله عليه وآله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين. أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله وحققوا مفهوم الأمة في مجتمعكم على كل المستويات في البيت والشارع ومكان العمل وفي كل مكان يقول الله تعالى [إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون وتقطعوا أمرهم بينهم كلٌّ إلينا راجعون فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون]. عباد الله: الله جل وعلا هو الأحد الفرد الصمد الخالق لكل شيء وهو رب كل شيء وعلى كل شيء قدير أرسل الرسل للخلق لإخراجهم من الظلمات إلى النور وجعل خاتمهم محمداً الذي جاء بكتاب مبين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا يقبل التحريف ولا التبديل وقد جعل الله شعار المؤمنين ورابطتهم والصلة بينهم أخوتهم الإسلامية المنطلقة من لا إله إلا الله محمد رسول الله. ولقد أردك سلف الأمة -رضوان الله عليهم- معنى وحدة الأمة فكانوا كالجسد الواحد تحطمت على وحدتهم ورابطتهم كل الغزوات والمؤامرات وهذه الرابطة بينهم منحت للفرد مقياساً للحياة أرفع من مقياس العصبية والقومية وحررت النفوس فكرة الحدود الوراثية والجغرافية، فنرى الاتصال بينهم على أساس العقيدة الإسلامية الثابتة.
وأوصيك أخي الكريم وغيرك من المسلمين بالتمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه " والبعد عمن يأخذون بأيدي الناس إلى النار والعياذ بالله. وفقنا الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ولعل من أعظم مكاسب أعدائنا في الأحداث الأخيرة ما وصلوا إليه من تعميق الفجوة بين العلماء وكثير من الشباب ، والسبب في ذلك طرح بعض الآراء التي لا تدعوا لتوحيد الصف واجتماع الكلمة بل كانت من أسباب تفريق الناس وبلبلة أفكارهم. وعلى مستوى الأسر والعوائل نجد الكثير من الاختلاف على أمور حقيرة لكن شياطين الإنس ينشطون في هذه المستنقعات فيعمقون الخلاف بين أفراد الأسرة الواحدة حتى تصل الأمور إلى طريق مسدود وهكذا على مستوى البيت الواحد والمدرسة والدائرة ، وقل مثل ذلك في كل موقع يوجد فيه اختلاف والفرقة والمخرج بإذن الله هو سلامة الصدور والتنازل عن بعض الأمور واتهام النفس ومحبة الآخرين والحرص على إيصالهم حقوقهم والدعاء لهم ظاهراً وباطناً وتناسى الأخطاء لأنها لا تساوي شيئاً في بحر حسنات أخيك المسلم. أسأل الله أن يوفقنا اجتماع الكلمة وأن يزيدنا من الهدى والتقى والرشاد وأكثروا يا عباد الله من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. 18-11-1422هـ
فإن الوقوف على عناوين حكايات الجزء الثاني تبرزها عبارة عن أسماء أعلام لشخصيات إنسانية: أميناتا ص159، خديجتو ص177، شيخ دمبو ص201، الحاجة فاطمتوص229. وتظهر هذه الشخصيات منغرسة الوجود والكينونة ضمن تربة السودان الأفريقية ومتسمة بسمات الإنسان المسلم ذي النزوع الصوفي، وهي الصورة التي تكونت لدي شخصيا عن إخواننا في هذا الصقع الأفريقي. لكن، ما معنى وسم الحكاية بكونها خرافية؟ أو قل ما الذي يجعل من حكاية ما خرافية؟ ويجعل غيرها لا تتسم بهذا الميسم الخرافي؟
إذا كان العلامة ابن خلدون قد سجل في مؤلفه الجليل "المقدمة" أن الشعر موجود في جميع الألسن وعند جميع الأمم، فهو ليس حكرا على أمة دون أخرى، فعلى غرار هذا القول يمكننا تسجيل أن الحكي والسرد موجودان عند كل من يتكلم بلسان من الألسن، فهو متوفر في الحياة اليومية، مثلما هو متوفر في الحياة الثقافية. وذلك عينه ما كان العالم السيميائي رولان بارط قد أكده حين سجل في المؤلف الجماعي "شعرية الحكي" قوله بكون السرد والحكي يتوفران في الألسن واللغات، وفي مختلف الأشكال الإبداعية والمسانيد (في الشعر وفي النثر، كما في المسرح والسينما، وفي اللوحة التشكيلية والصورة الفوتوغرافية، كما في مشاهد السيرك والتشخيص الصامت الميم…).
لقد شرع الله الاجتماع في معظم العبادات وهو عنوان صلاح الناس فالصلوات الخمس والجمعة التي تجتمعون فيها هذه الساعة والعيدان والصوم خصه الله في شهر واحد وحده في وقت معين ليصوم الناس في نفس هذا الوقت تظهر فيه وحدة الأمة وترابطها. وهكذا الحج يجتمع فيه المسلمون ممن كتب الله لهم هذه الفريضة من سائر أقطار الأرض في مظهر واحد لا فوارق ولا ميزات ولا مظاهر الشعار والميزان والتفاضل كل ذلك بالتقوى. وهذا واضح جداً من معنى الحديث]:المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً [ فالبنيان المتماسك القوي هو الذي تكون أجزاؤه قوية سليمة، أما إذا كانت الأجزاء تالفة تنخر فيها الأكلة فهنا يدب لها الفساد ولا تلبث أن تنهار لأنها معرضة دائماً لهبوب الرياح. وهكذا صرح الجماعة المسلمة ما دام الترابط بينهم والتماسك شعارهم فستكون لهم العزة والغلبة وأما إذا تفرقوا وتخاذلوا وأكل بعضهم بعضاً فالويل لهم من أنفسهم وأعدائهم [ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين]
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
وتكلمت الحكماء في وجه تخصيص الإبل من بين سائر الحيوانات; فقال مقاتل: لأنهم لم يروا بهيمة قط أعظم منها ، ولم [ يشاهد] الفيل إلا الشاذ منهم. وقال الكلبي: لأنها تنهض بحملها وهي باركة. وقال قتادة: ذكر الله تعالى ارتفاع سرر الجنة وفرشها ، فقالوا: كيف نصعدها فأنزل الله تعالى هذه الآية. وسئل الحسن عن هذه الآية ، وقيل له: الفيل أعظم في الأعجوبة ، فقال: أما الفيل فالعرب بعيدة العهد بها. ثم هو [ لا خير فيه] لا يركب ظهرها ولا يؤكل لحمها ولا يحلب درها ، والإبل أعز مال للعرب وأنفسها تأكل النوى والقت وتخرج اللبن. وقيل: [ إنها] مع عظمها تلين للحمل الثقيل وتنقاد للقائد الضعيف ، حتى إن الصبي الصغير يأخذ بزمامها فيذهب بها حيث شاء ، وكان شريح القاضي يقول: اخرجوا بنا إلى [ كناسة اصطبل] حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت. ﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم ساق- سبحانه- أنواعا من الأدلة المشاهدة، التي لا يستطيع أحد إنكارها، ليلفت أنظار الناس إلى مظاهر قدرته ووحدانيته. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الغاشية - الآية 17. فقال- تعالى-: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ. وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ. وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ. وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ.
الإعجاز العلمي في قوله تعالى &Quot;أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت&Quot;. - انا انسان
ومن صفاته أيضاً أن الجمل سريع الانقياد، ينهض بالحمل الثقيل، ويبرك به، يأخذ بزمامه الطفل الصغير فيذهب إلى حيث شاء، وعلاوة على ذلك لا ينزو الجمل على أمه إلا إذا لم يعرفها وهذا نادر، كما أنها تعرف ما يضرها من الطعام وما ينفعها، ويقول الجاحظ في كتابه الحيوان: «البعير يدخل الروضة والغيضة، وفي النبات ما هو غذاء، ومنه ما هو سمّ عليه خصوصاً، ومنه يخرج من الحالين جميعاً، ومن الغذاء ما يريده في حال ولا يريده في حال أخرى، فالحمض والخلّة، ومنه ما يغتذيه غير جنسه فهو لا يقربه وإن كان ليس بقاتل ولا معطب، ومن تلك الأجناس ما يعرفه برؤية العين دون الشمّ، ومنها ما لا يعرفه حتى يشمّه، وقد تغلط في البيش فتأكله». والبيش نبت مسمم، ولهذه العجائب نزل قوله تعالى في الآية السابقة ليتأمل الإنسان في خلقه وعظيم قدرته في أضعف مخلوقاته.
تفسيرسورة الغاشية - تفسير قوله تعالى أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت
قال تعالى: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ {20})(الغاشية). في هذه الآيات الكريمة يخص الله سبحانه وتعالى ـ الإبل من بين مخلوقاته الحية، ويدعو إلى أن يكون النظر والتأمل في هذه المخلوقات مدخلاً إلى الإيمان الخالص بقدرة الخالق وبديع صنعه. حيثُ ذكر لفظ الإبل في القرآن الكريم بألفاظ مختلفة منه: الإبل، العِير، الناقة، لفظة (البدنة) ويشمل الإبل والبقر والغنم ، الجمل، الِهيم و هي الإبل العطاش ، البعير يشمل الجمل والناقة، الأنعام: وهي: الإبل, والبقر, والغنم، البَحيرة وهي ابنة السائبة، الحام وهي فحل الإبل، العِشَار وهي الناقة التي أتى عليها من وقت الحمل عشرةُ أشهر. قال تعالى افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت. حيثُ في هذه الآيات الكريمة أيضا بدء بلفت أنظارنا إلى قدرة الله في خلق الإبل قبل الإشارة إلى الإعجاز في رفع السماء ونصب الجبال وتسطيح الأرض، وكلها آيات في الخلق والإيجاد والتكوين. فيا ترى ما هي خصائص الابل التي يتميز به ؟ إن أول ما يلفت الأنظار في الإبل الشكل الخارجي حيثُ أذنا الإبل فالأذنان صغيرتان قليلتا البروز، لها القدرة على الانثناء خلفاً والالتصاق بالرأس إذا ما هبت العواصف الرملية ،وكما أن الشعر أيضا يغطيها من كل جانب ليحميها من الرمال التي تحملها الرياح.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الغاشية - الآية 17
ينبغي على المؤمن أن يتأمّل في آيات الله تعالى، وكذلك مظاهر خلقه وذلك حتى يقوم بتعظيمه ويقدره حقّ قدره، يقول الله تعالى (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون)، فلما يقوم الانسان في التأمّل في خلق الله عز وجل للسماوات والأرض، والدواب والجبال وذلك في ستة أيامٍ، مع قدرة الله على ان يخلقها بلمح البصر، إلا أن حكمت الله قد اقتضت ذلك. كيفية خلق الابل
يقول الله عز وجل ( أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)فنجد ان الله عز وجل يدعونا في هذه الآية الكريمة وهو العليم بأسرار خَلْقه، إلى ان نتفكر ونتأمل في خلق الجمال او الابل حتى يكوم تفكرنا سببا او مدخلا للإيمان بقدرة الله الخالق وكذلك بديع صنعه. وايضا كمال قدرته، مع حسن تدبير الله الخالق ، وقد اثبت العلم الحديث العديد من الخصائص المذهلة للإبل، وهو الامر الذي يتوافق مع وصف القرآن الكريم لخلق الإبل المعجز. الإعجاز العلمي في قوله تعالى "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت". - انا انسان. ونجد ان السبب الرئيسي في توجيه الله تعالى العباد إلى التأمّل في خلقه الله للإبل، وكذلك حثهم على ذلك، يعود إلى ان الله تعالى جعل الإبل متاعا للناس، وذلك تمكينها من حمل على ظهورها أثقالهم ونقلها من مكان لآخر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإنها خلقت من الشياطين. أي أراد به أن معها الشياطين ، وهكذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فليدرأه ما استطاع فإن أبى فليقاتله فإنه شيطان. ثم قال في خبر صدقة بن يسار عن ابن عمر رضي الله عنهما فليقاتله فإن معه القرين ، لذلك لا تجوز الصلاة في المواضع التي قد يكون فيها الشيطان ، ثم تجوز الصلاة على الشيطان نفسه ، بل معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها خُلقت من الشياطين أي أراد به أن معها الشياطين على سبيل المجاورة والقرب ، ولكن آراء العلماء بعد عدة أبحاث قالوا:إن الجمل خلقت مما خلقت منه الجن من نار ، وقال علماء آخرون إن معنى ذلك أنها خُلقت على صفة تشبه صفة الجن فهي كثيرة النفور والشرود فتشوش على المصلي وتمنع الخشوع ، هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
3 لتراََ من الماء فقط يوميّاََ مع البراز، وهي كميّة لا تكاد تُذكَر عند مقارنتها بكميّة الماء الذي تَفقدُه الأبقار ، والذي يتراوح ما بين 20-40 لتراََ؛ لذلك يكون روث الإبل جافّاً جدّاََ. تتمكّن الإبل من شُرْب ما يقارب 20% من وَزْن جسمها من الماء دون أن تعاني من انحلال الدم، أو من حدوث صدمة أسموزيّة، كما يحدث عادةََ عند تناوُل كميّة كبيرة من الماء في وقت قصير بعد الجفاف؛ وذلك لأنّ الإبل تُخزِّن الماء الزائد في الكَرْش. تُعيدُ الإبل توزيع الماء المُخزَّن في الكَرْش عند تعرُّضها للجفاف من جديد، فتزوِّد الدم، والأنسجة بالماء، وبذلك فهي تعوِّض ما بين 50–70% من الماء الذي فُقِد أثناء الجفاف. تتَّصف كلى الإبل بأنّها شديدة الكفاءة؛ فهي تُعيد امتصاص مُعظم الماء إلى الدم، فيخرجُ البول مُركَّزاََ، ممّا يُقلِّل من فَقْد الماء، ويُمكِّن الإبل من شُرْب ماء تزيدُ ملوحته عن ملوحة ماء البحر، ومن تناوُل نباتات الصحراء شديدة الملوحة، والتي تُعَدُّ نباتات سامّة بالنسبة للحيوانات الأخرى. تتميّزُ كريات الدم الحمراء في دم الجمل بأنّها بيضاويّة الشكل وليست كرويّة كما في الثدييات الأخرى، ممّا يسمح لها بالتدفُّق بسهولة في الدم في حالة الجفاف، كما أنّها قابلة للتمدُّد والانتفاخ عندما تتزوَّد بكميّة كبيرة من الماء دون أن تتمزَّق، ومن المدهش أنّ كريات الدم الحمراء يمكنها أن تظلَّ حيّة لفترة أطول من المعتاد عند ارتفاع درجات الحرارة -تبقى حيّة لمدّة 150 يوماََ، بينما يتراوح عمرُها في الأيّام العاديّة ما بين 90-120يوم -؛ وذلك لأنّ استبدال كريات الدم الحمراء يُبدِّد كميّة من الماء والطاقة هي بأمسّ الحاجة إليها.