وأما الآية التي في سورة المعارج ، فإن ذلك يوم القيامة كما قال تعالى: ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ. مِنْ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ. تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ)
وقوله: ( في يوم) ليس متعلقاً بقوله تعالى: ( الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ) ، لكنه متعلق بما قبل ذلك. في يوم كان مقداره خمسين الف سنة. وقوله ( لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ. تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ) هي جملة معترضة. وبهذا تكون آية المعارج في يوم القيامة ، وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة في قصة مانع الزكاة أنه يحمى عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره ، كلما بردت أعيدت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة. فتبين بهذا أنه ليس بين الآيتين شيء من التعارض لاختلاف محلهما والله أعلم " انتهى باختصار.
" فتاوى نور على الدرب " (علوم القرآن والتفسير/سورة السجدة). لمزيد
المشاركه # 2
18-04-2020, 12:30 AM
المشاركه # 3
يدبــــــــــــــــــر الأمـــــــــــــــــر من السمـــــــــــــاء إلى الأرض قال الله تعالى: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون
( السجدة:5)
—
أي يدبر الله تعالى أمر المخلوقات من السماء إلى الأرض, ثم يصعد ذلك الأمر والتدبير إلى الله في يوم مقداره ألف سنة من أيام الدنيا التي تعدونها.
علي جمعة: روح الإنسان تصعد بعد الوفاة لبارئها في 50 ألف سنة مما نعد - بوابة الأهرام
المسألة:
قوله تعالى: ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ وقوله تعالى: ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ أليس بين الآيتين تنافٍ حيث عدَّت الآية الاولى مقدار اليوم بألف سنة وعدته الآية الثانية بخمسين ألف سنة؟
الجواب:
ليس بين الآيتين أدنى تنافٍ لأن إحداهما تتحدث عن وقتٍ غير الوقت الذي تتحدث عنه الاخرى. فالآية الثانية متصدية لتحديد مقدار الوقت الذي يستغرقه يوم القيامة بحساب أيام الدنيا وسنيها وأفادت ان مقداره خمسين ألف سنة, والذي يدل على ان الآية متصدية لذلك هو الآيات التى وقعت الآية في سياقها. فالآية المباركة وقعت في سياق قوله تعالى: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ / لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ / مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ / تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ / فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا / إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا / وَنَرَاهُ قَرِيبًا / يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ﴾ (3).
القول الرابع: أن المراد بذلك هو يوم القيامة ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}: هو يوم القيامة، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، هو يوم القيامة جعله الله على الكافرين مقدار خمسين ألف سنة وعن أبي سعيد قال: قيل لرسول الله صل الله عليه وسلم: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} ما أطول هذا اليوم؟ فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا».