كان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يقول: (لو أنّي وقفت بين الجنّة والنّار؛ لا أدري إلى أين مصيري، لاخترت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيّتها أصير). كان الأوزاعي إذا ذكر النار، تقطّع قلب الحاضرين في المجلس حسراتٍ، فلا يسأل أحد عن شيءٍ، إلى أن يسكت. كانت آمنة بنت أبي الورع من العابدات الخائفات، وكانت إذا ذُكرت النار تبكي وتُبكي من حولها، وهي تقول: (أدخلوا النّار، وأكلوا وشربوا من النّار، وعاشوا في النّار). ورد عن ابن أبي الدنيا من رواية سعد بن الأخرم أنّ عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- مرّ يوماً بالحدّادين وقد أخرجوا الحديد من النّار، فقام ينظر إليهم، ويبكي، وروى أبو حيان التميميّ أنّ عبد الله بن مسعود مرّ بالذين ينفخون الكير، فسقط مُغشياً عليه. روى عطاء الخرسانيّ أنّ أُويس القرنيّ كان ينظر إلى الحدادين وهم ينفخون الكير، فيسمع صوت النّار، ثمّ يصرخ، ويسقط. المراجع
↑ سورة التوبة، آية: 63. ↑ سورة الزمر، آية: 15. ↑ سورة التحريم، آية: 6. ما هو طعام اهل النار - موضوع. ↑ سورة النساء، آية: 145. ↑ سورة البقرة، آية: 24. ↑ عمر سليمان الأشقر، الجنة والنار ، صفحة 11-32. بتصرّف. ↑ "طعام أهل النار" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2018. بتصرّف.
- طعام أهل النار
- ما هو طعام اهل النار - موضوع
طعام أهل النار
↑ الترمذي محمد بن عيسى، سنن الترمذي ت بشار ، صفحة 288. بتصرّف. ↑ سورة الواقعة، آية:28-33
↑ سليمان الأشقر عمر، الجنة والنار ، صفحة 176. بتصرّف.
ما هو طعام اهل النار - موضوع
وفي رواية أخرى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في تفسير قوله تعالى: ﴿ ضَرِيعٍ ﴾ "شجر من نار" [5]. وقال ابن زيد رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: ﴿ ضَرِيعٍ ﴾ "الضريع: الشَّوك من النار، قال: وأما في الدنيا فإنَّ الضريع: الشوك اليابس الذي ليس له ورق، تدعوه العرب الضريع، وهو في الآخرة شوك من نار" [6]. من طعام اهل النار في الآخرة. والصواب في الجمع بين الأقول أن كل المعاني المتقدمة يمكن أن تكون صحيحةً؛ لأن عذاب الله تعالى في يوم القيامة شديد جدًّا وإن بين نِقَم الدنيا ونِقَم الآخرة فرقًا، كما بين نِعَمهما؛ ولذلك يمكن أن يكون الضريع مرًّا كالشبرق وأن يكون صلبًا كالحجارة كما يمكنه أن يكون نباتًا ذا شوك من نار جهنم، والله تعالى أعلم. وقد بيَّن الله تعالى من طعام الكفار أنواعًا مختلفة:
النوع الأول: الذي بين آنفًا؛ بأنه ليس لهم طعام إلا من ضريع. النوع الثاني: الغسلين؛ حيث قال الله تعالى: ﴿ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ ﴾ [7]. قال ابن منظور رحمه الله تعالى في معنى المراد من (غسلين): "مَا يَسِيل مِنْ جُلُودِ أَهل النَّارِ؛ كَالْقَيْحِ وَغَيْرِهِ كأَنه يُغْسل عَنْهُمْ" [8]. النوع الثالث: الزَّقُّوم الذي أشير إليه بقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ * فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ﴾ [9].
[9] سورة الواقعة: (51 - 53). [10] "معجم مقاييس اللغة"؛ لابن فارس، مادة: (ز ق م)، (3/ 16). [11] "مفردات القرآن"؛ للراغب الأصفهاني، مادة: (س ج ن)، (ص 380). [12] سورة الصافات: (62 - 66). [13] سورة الدخان: (43 - 46). [14] سورة الحجر: (44). [15] راجع: "الجامع لأحكام القرآن"؛ للقرطبي، (20/ 31). [16] راجع: مفاتيح الغيب = التفسير الكبير، للرازي، (31/ 140). [17] راجع: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني؛ لشهاب الدين محمود بن عبدالله الحسيني الألوسي (المتوفى: 1270هـ)، (15/ 326)، المحقق: علي عبدالباري عطية، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة: الأولى، 1415 هـ، عدد الأجزاء: (16؛ 15 ومجلد فهارس). [18] راجع: "الجامع لأحكام القرآن"؛ للقرطبي، (20/ 31). [19] سورة الرحمن: (44). طعام اهل النار في سورة الغاشية. [20] سورة النساء: (82).