وكان إذا أراد سَفرًا جعلها آخر العهد به، ثمَّ صلَّى ركعتين، وإذا قَدِمَ من سفر جعلها أوَّل العهد به، بعد أن يبدأ بالمسجد، فيُصلِّي ركعتين. سبب فضل فاطمة الزهراء على أخواتها:
ومن لطائف ما قيل في سبب فَضْلها على أخواتها، بل على أمِّها، أنهنَّ مُتْنَ في حياتِهِ صَلَوات الله عليه، فكُنَّ في صحيفته، ومات هو في حياتها، فكان في صحيفتها وميزانها، ولا يَقْدر مقْدار ذلك إلا الله عز وجل. كورونا في لبنان.. تسجيل 321 إصابة جديدة و4 حالات وفاة. القاسم وعبدالله:
واحتسبت خديجة ابنيها: القاسم وعبدالله، وقد وُلِدا بمكة، القاسم قبل النبوَّة، وعبدالله بعدها، وماتا رضيعَيْن كإبراهيم. وتركت رضي الله عنها بناتها الأربع، وقد أكرمهنَّ الله بالإسلام والهجرة، وأدخلهنَّ في السابقين الأولين، وقد تزوَّجن كلُّهنَّ، وتوفاهنَّ الله في بيوتِ أزواجهنَّ [8]. زينب الكبرى:
فتُوفيت زينب عند زوجها وابن خالتها أبي العاص بن ربيع [9] ، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يذكره، ويُثني عليه في مصاهرته، فيُحسن الثناء، ويقول: ((حدَّثني فَصَدَقني، ووعدني فوفَى لي)) [10]. وقد حفظت له الجميل فافْتَدَته بعِقْدِها لما أُسر يوم (بدر) قبل إسلامه، في قصة رقيقة معروفة [11]. وولدت له عليًّا، وكان رديفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم على ناقته يوم الفتح، وقد مات صغيرًا، وولدت له أُمامة التي حَمَلها صلوات الله وسلامه عليه في صلاة الصبح على عاتقه، فكان إذا ركع وَضَعها، وإذا رفع رأسَهُ من السُّجود أعادها [12]..
رُقَيَّة وأم كلثوم:
وكانت رُقية زوجًا لعُتْبة، وأمُّ كلثوم زوجًا لأخيه عُتَيْبة ابنَي أبي لهب، عَقَدا عليهما ولم يدخلا، فلمَّا أنزل الله تعالى سورة أبي لهب، قال لهما أبوهما: رأسي من رؤوسكما حرام إن لم تُفارقا ابنَتَي محمدٍ، ففعلا، فأْبْدَلَهما الله خيرًا منهما عثمان [13].
حدث في رمضان.. وفاة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد
فضلها ومنزلتها
لم تكن خديجة رضي الله عنها مجرّد امرأة صالحة؛ بل كانت من الصالحات المعدودات في تاريخ الإنسانية كلها؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران". وسبب أن خديجة أفضل نساء أهل الجنة هو أنها لم تكن مجرد زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم أو أما لأولاده؛ بل كانت سنده والعقل الحكيم والمستشار الأمين له؛ فلقد عاشت هذه المرأة العظيمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم 25 عاما متصلة ولم يحدث أي خلاف بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا قبل البعثة ولا بعدها؛ فلم نسمع عن غضب أو هجر؛ بل لم نرَ طلبا طلبته خديجة رضي الله عنها لنفسها؛ فقد ظلت تؤازر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحرج أوقاته، وتعينه على إبلاغ رسالته، وتُهوِّن عليه الصراع الذي دار مع كفار مكة، وتُواسيه بمالها ونفسها، وتُجاهد معه بحقٍّ كجهاد الرجال أو أشد.
وفاة رجائي عطية نقيب المحامين أثناء تواجده بمحكمة جنوب الجيزة - الأسبوع
زوجٌ لا تُعوَّض:
لم يخطر بباله يومًا أن يتزوَّج على خديجة رضي الله عنها، حتى إذا استجابت لربِّها، أحوجَ ما يكون صلوات الله وسلامه عليه إلى سكنها وعونها، فكَّر فيمن عسى أن تُخفِّف عنه من شدائد الدعوة وأعبائها، وما نحسبه عليه صلوات الله وسلامه فكَّر فيمن يُعوِّض خديجة، فإنَّ خديجة - كما تدلُّ دلائل أحواله ومقاله - لا عِوَض لها. وإنه صلى الله عليه وسلم لكذلك، إذ جاءته خَولة بنت حكيم، فقالت له: ألا تتزوَّج؟ قال: من؟ قالت: إنْ شئْتَ بكرًا، وإن شئْتَ ثيِّبًا، أما البكر فابنةُ أحبِّ الخلق إليك عائشة، وأما الثيِّب فَسَوْدَةُ بنت زَمْعة، قد آمنَتْ بك واتَّبعتك، قال: اذهبي فاذكريهما عليَّ. فذهبت إلى سَوْدة فقالت: ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟ قالت سودة: وما ذاك؟ قالت: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إليك لأخطبك عليه، فَفَرحت سَوْدة بهذه الزِّيجَةِ الكريمة، وأشارت على خَوْلة أن تستأذن أباها، وكان شيخًا كبيرًا، فأَذِنَ من فوره. حدث في رمضان.. وفاة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد. سَوْدة بنت زَمْعَة:
كانت سَوْدة بنت زَمْعَة - وهي قرشيَّةٌ عامريةٌ - تحت ابن عمِّها السَّكران بن عمرو، أسلم معها قديمًا، وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، فلمَّا قَدِما مكة ماتَ زوجها، فكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم خيرَ عوضٍ لها.
وفاة السيدة خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها)
وقال الزُهْري: «بلغنا أنّ خديجة أنفقت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أربعين ألفاً وأربعين ألفاً»(6). حبّ النبي(صلى الله عليه وآله) لها
كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يحبّها حبّاً كثيراً، ويكفينا شاهداً على ذلك قول عائشة: «ما غِرتُ على أحدٍ من نساء النبي (صلى الله عليه وآله) ما غِرتُ على خديجة، وما رأيتُها، ولكن كان النبي (صلى الله عليه وآله) يُكثرُ ذكرها، وربّما ذبح الشاة ثمّ يقطّعها أعضاءً ثمّ يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنّه لم يكن في الدنيا إلّا خديجة! فيقول: إنّها كانت، وكانت، وكان لي منها الأوّلاد»(7). وفاة السيدة خديجة عند الشيعة. وفي رواية عن عائشة قالت: «كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذا ذكر خديجة لم يكن يسأم من الثناء عليها والاستغفار لها، فذكرها ذات يوم واحتملتني الغيرة إلى أن قلت: قد عوّضك الله من كبيرة السنّ. قالت: فرأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) غضب غضباً سقط في جلدي، فقلت في نفسي: اللّهمّ إنّك إن أذهبت عنّي غضب رسول الله(صلى الله عليه وآله) لم أذكرها بسوء ما بقيت، فلمّا رأى رسول الله(صلى الله عليه وآله) الذي قد لقيت، قال: كيف قلت؟ والله لقد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدّقتني إذ كذّبني الناس، ورزُقت منّي الولد إذ حرمتيه منّي»(8).
أين دفنت السيدة خديجة - موضوع
بتصرّف. ↑ المباركفوري، الرحيق المختوم ، الرياض: دار السلام، صفحة 101. بتصرّف. ↑ "عام الحزن حقائق وحِكم" ، ، 31-12-2009، اطّلع عليه بتاريخ 31-1-2020. بتصرّف. ↑ "عام الحزن حقائق وحكم" ، ، 31/12/2009، اطّلع عليه بتاريخ 21/10/2019. بتصرّف. ↑ د. محمد العوشن (2014/02/28)، "عام الحزن" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 21/10/2019. بتصرّف. ↑ "السيدة خديجة" ، ، 1-5-2006، اطّلع عليه بتاريخ 31-1-2020. بتصرّف. ↑ إبراهيم محمد الجمل، أم المؤمنين خديجة بنت خويلد المثل الأعلى لنساء العالمين ، القاهرة: دار الفضيلة، صفحة 220-221. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3820، صحيح. ↑ سعد المرصفي (2009)، الجامع الصحيح للسيرة النبوية (الطبعة الأولى)، الكويت: مكتبة ابن كثير، صفحة 1401، جزء 4. بتصرّف. وفاه السيده خديجه الكبرى. ↑ زين الدين المناوي (1356)، فيض القدير (الطبعة الأولى)، مصر: المكتبة التجارية الكبرى، صفحة 499، جزء 4. بتصرّف. ^ أ ب ت الدرر السنية، "شروح الأحاديث" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 9-2-2020. بتصرّف.
كورونا في لبنان.. تسجيل 321 إصابة جديدة و4 حالات وفاة
من صفاتها
كانت(رضوان الله عليها) امرأة حازمة لبيبة شريفة، ومن أوسط قريش نسباً، وأعظمهم شرفاً، وأكثرهم مالاً، وقد آزرت زوجها رسول الله(ص) أيّام المحنة، فخفّف الله تعالى عنه بها. وكان(ص) لا يسمع شيئاً يكرهه من مشركي مكّة من الردّ والتكذيب إلّا خفّفته عنه وهوّنته، وبقيت هكذا تُسانده حتّى آخر لحظة من حياتها. مكانتها وفضلها
لها(رضوان الله عليها) مكانة ومنزلة عالية عند الله تعالى، أتى جبرئيل(ع) إلى النبي(ص) فقال: « يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْكَ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَب »(2). وقال رسول الله(ص): « خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ أَرْبَعٌ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَابْنَةُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ »(3). وقال(ص): « كملَ من الرجالِ كثيرٌ، ولم يكمل من النساءِ إلّا مريمُ، وآسيةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ »(4).
وفي رواية قالت: «أغضبتُه يوماً فقال:(ص): إنّي رُزِقتُ حُبّها »(8). وصيّتها للنبي(ص)
لمّا اشتدّ مرضها(رضوان الله عليها) قالت: «يا رسول الله، أسمع وصاياي:
أوّلاً: إنّي قاصرة في حقّك فاعفني يا رسول الله. قال(ص): حاشا وكلّا، ما رأيت منكِ تقصيراً، فقد بلغتِ بجهدِكِ، وتعبتِ في داري غاية التعب، ولقد بذلتِ أموالِكِ، وصرفتِ في سبيلِ اللهِ مالَكِ. ثانياً: أُوصيك بهذه ـ وأشارت إلى فاطمة ـ فإنّها يتيمة غريبة من بعدي، فلا يُؤذينها أحد من نساء قريش، ولا يلطمنّ خدّها، ولا يصيحنّ في وجهها، ولا يرينّها مكروهاً. ثالثاً: إنّي خائفة من القبر، أُريد منك رداءك الذي تلبسه حين نزول الوحي تُكفّنني فيه. فقام النبي(ص) وسلّم الرداء إليها، فسرّت به سروراً عظيماً، فلمّا تُوفّيت خديجة أخذ رسول الله(ص) في تجهيزها وغسّلها وحنّطها، فلمّا أراد أن يُكفّنها هبط الأمين جبرئيل وقال: يا رسول الله، إنّ الله يُقرئك السلام ويخصّك بالتحية والإكرام، ويقول لك: يا محمّد، إنّ كفن خديجة من عندنا، فإنّها بذلت مالها في سبيلنا. فجاء جبرئيل بكفن وقال: يا رسول الله، هذا كفن خديجة، وهو من أكفان الجنّة أهداه الله إليها. فكفّنها رسول الله(ص) بردائه الشريف أوّلاً، وبما جاء به جبرئيل ثانياً، فكان لها كفنان: كفن من الله، وكفن من رسوله»(9).