محن الزمان كثيرة لا تنقضي.. وسروره يأتيك كالأعياد. فالدهر يخدع بالمنى ويغص إن.. هنا ويهدم ما بنى ببوار.. ليس الزمان وإن حرصت مسالما.. خلق الزمان عداوة الأحرار. أذم إلى هذا الزمان أهيله.. فأعلمهم فدم وأحزمهم وغد. كلما أنبت الزمان قناة.. ركب المرء في القناة سنانا. المرء اشبه شيء بزمانه، وصفة كل زمان منتسجة من سجايا سلطانه. بلوت وجربت الزمان وأهله.. وأدبني منهم مسيء ومحسن. جمع الزمان فما لذيذ خالص.. مما يشوب، ولا سرور كامل. سقى الله أياما لنا ولياليا.. مضين فيما يرجى لهن رجوع.. إذا العيش صاف والأحبة جيرة.. جميع وإذ كل الزمان ربيع.. وإذا أنا أما للعواذل في الصبا.. فعاص وأما للهوى فمطيع. فنيت وافتاني الزمان وأصبحت.. لداتي بنو نعش وزهر الفراقد. قف في ديار الظاعنين ونادها.. يا دار ما صنعت بك الأيام.. يا دار أين زمان ربعك مونقا.. الفريق شفيق.. لكل زمان دولة ورجال. وشعارك الإجلال والإكرام. لا يؤنسك من تفرج كربة.. خطب رماك به الزمان الأنكد.. كم من عليل قد تخطاه والردى.. فنجا، ومات طبيبه والعود. لكل زمان مضى آية.. وآية هذا الزمان الصحف.. لسان البلاد ونبض العباد.. وكهف الحقوق وحرب الجنف. وكذلك الزمان يذهب بالنا.. س، وتبقى الرسوم والآثار.
ريادة الإمارات في العمل الإنساني مسيرة متواصلة
ذلك هو الوهم بعينه. المشاكل تتراكم والأزمات على اختلاف طبيعتها لا تتوقف. وعوضاً عن أن يلتئم مجلس النواب لمعالجة تلك المشاكل والأزمات نراه في غياب دائم إلاّ عند استحقاق عمل ما كانتخاب لجانه النيابية أو لمناقشة الحكومة بيانها الوزاري الذي على أساسه تطلب ثقة المجلس لتحكم وتقرر. كل ذلك والأزمات تمر دون مساءلة ومحاسبة، واللوم بذاته، يعرف كيف ينتقد ولكنه لا يعرف كيف يختار، فالنسيان مرض شائع في صفوفه. من المسلّمات أن الشعب اللبناني متعلم في أكثريته ويفترض به أن يميز بين الحسن والأحسن والسيىء والأسوأ. إلا أن أنانيته المعهودة تجعله يقيس الأمور من منظار مصلحته الخاصة، مصلحة الفرد. أما المصلحة العامة ومصلحة الوطن فلا حيّز لهما عنده إلا عند القليل القليل من بينهم. أتُلام الطبيعة إن هي تجسدت في ذات كل منهم. حكم عن الزمان - موضوع. أين رجال هذا الزمن؟ لقد غابوا أو دفعوا إلى الغياب، وما دام الأمر كذلك، فالأمل بالتغيير أو التطوير يبقى ضعيفاً، ويبقى البلد معه كذلك. الوضع الذي نحن فيه، يتحمل المثقفون جزءاً كبيراً مما وصل إليه ولذلك ينبغي عليهم أن يكونوا أول من يتناولوه بفكرهم ويطرحوا له الحلول. كما أن للسياسيين المخضرمين دوراً في هذا الشأن، فليبادر أولئك وهؤلاء إلى خوض معركة التغيير والتطوير بشكل سلمي حتى نرى البلد قد وضع على سكة المعافاة، وليثبت لبنان أنه فعلاً دولة وأن مسؤوليه هم رجال بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان وصفات.
حكم عن الزمان - موضوع
حقيقة مخيفة وواقع أليم ومحزن ولكنه أمر لا بد أن يؤخذ على محمل الجد وأن نعد العدة لذلك اليوم الذي سيعلن فيه عن إغلاق آخر صحيفة أو مجلة مطبوعة فيرحل عصر الصحافة الذهبي ليبدأ عصر جديد فرض نفسه بالقوة ويغيب عنا موزع الصحف في جولاته الصباحية وتختفي الصحيفة من الصندوق الخاص بها والذي سنضطر لإزالته لاحقا فنفارقه فراق المحب الذي لا لقاء بعده. عقود من الصحافة المطبوعة وسنوات من المتعة الصباحية نتسابق لمن يقرأ الصحيفة أولا لينال هذا الشرف العظيم، فيبدأ بقراءة أخبار الصفحة الأولى بنهم وسرعة كي يسبر خفايا وأسرار الصفحات الداخلية، يقرأها وهو يتناول وجبة الإفطار أو يرتشف قدح الشاي اللذيذ أو برفقة فنجان قهوته السوداء ذات الرائحة النفاذة فيكتمل المشهد الجمالي بأفضل وأبهى صوره. سنفتقد المقالات والأعمدة المخصصة لنخبة الكتاب والذين كنا نتابعهم بشغف وحب، وستذهب بلا رجعة صفحات التسلية وخاصة الكلمات المتقاطعة التي لها من العشاق الكثيرون حتى هذه اللحظة، وستغيب التحليلات السياسية والاقتصادية وتختفي معها الكثير من الذكريات التي طالما اختزنتها ذاكرتنا، وقد يأتي اليوم الذي نحدّث فيه أحفادنا عن الصحافة المطبوعة فيكون حديثنا مصدر استهجان وشفقة لما كان عليه الوضع أيام شبابنا.
الفريق شفيق.. لكل زمان دولة ورجال
وكلا المحمدين الأميرين الواعدين قد تخرجا من مدرستين عظيمتين بل من جامعتين عريقتين؛ فالأول ابن نايف ومعروف من هو نايف عليه رحمة الله، والثاني ابن سلمان وما يدريك ما سلمان إنهما أبناء عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود بطل الجزيرة وباني مجدها تربيا على يديه وتطبعا بأخلاقه وفروسيته ونبله وتخرجا من مدرسة الأم العظيمة الأميرة الجليلة حصة بنت أحمد السديري رحمها الله وأسكنها فسيح جناته.
إنها السعودية وتركيا والولايات المتحدة، والأخيرة وإن لم تكن من دول المنطقة فهي حاضرة فيها وبقوة، بقواعدها العسكرية وأساطيلها ونفوذها واهتمامها ومصالحها، وقد أدى سوء التنسيق إلى توتر في العلاقات بينها جميعاً، فالتفاهم السعودي - الأميركي لم يكن في أحسن أحواله حول تفسير الربيع العربي وتداعياته، والأمر نفسه بين الرياض وأنقرة، وكذلك بين الأخيرة وواشنطن، والنتيجة هي ما نراه ونعيشه جميعاً.