لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي
وقل رب أدخلني مدخل صدق
قال الله تعالى:
وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا
( الإسراء: 80)
—
أي وقل: رب أدخلني فيما هو خير لي مدخل صدق، وأخرجني مما هو شر لي مخرج صدق، واجعل لي من لدنك حجة ثابتة، تنصرني بها على جميع من خالفني. التفسير الميسر
بالضغط على هذا الزر.. الباحث القرآني. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
ربي ادخلني مدخل صدق ، واخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا - Youtube
وقال آخرون: بل عُنِي بذلك حجة بينة. ⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله عزّ وجلّ ﴿سُلْطَانًا نَصِيرًا﴾ قال: حجة بينة. ⁕ حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله. وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: ذلك أمر من الله تعالى نبيّه بالرغبة إليه في أن يؤتيه سلطانا نصيرا له على من بغاه وكاده، وحاول منعه من إقامته فرائض الله في نفسه وعباده. ربي ادخلني مدخل صدق ، واخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا - YouTube. وإنما قلت ذلك أولى بالصواب، لأن ذلك عقيب خبر الله عما كان المشركون هموا به من إخراجه من مكة، فأعلمه الله عزّ وجلّ أنهم لو فعلوا ذلك عوجلوا بالعذاب عن قريب، ثم أمره بالرغبة إليه في إخراجه من بين أظهرهم إخراج صدق يحاوله عليهم، ويدخله بلدة غيرها، بمدخل صدق يحاوله عليهم ولأهلها في دخولها إليها، وأن يجعل له سلطانا نصيرا على أهل البلدة التي أخرجه أهلها منها، وعلى كلّ من كان لهم شبيها، وإذا أوتي ذلك، فقد أوتي لا شكّ حجة بينة. وأما قوله ﴿نَصِيرًا﴾ فإن ابن زيد كان يقول فيه، نحو قولنا الذي قلنا فيه. ⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ﴿وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا﴾ قال: ينصرني، وقد قال الله لموسى ﴿سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا﴾ هذا مقدّم ومؤخَّر، إنما هو سلطان بآياتنا فلا يصلون إليكما.
الباحث القرآني
⁕ حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، بنحوه. وقال آخرون: بل معنى ذلك: أدخلني مدخل صدق: الجنة، وأخرجني مخرج صدق: من مكة إلى المدينة. ⁕ حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قال: قال الحسن ﴿أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ﴾ الجنة و ﴿مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾ من مكة إلى المدينة. وقال آخرون: بل معنى ذلك: أدخلني في الإسلام مُدْخل صدق. ⁕ حدثنا سهل بن موسى الرازي، قال: ثنا ابن نمير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح في قوله ﴿رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ﴾ قال: أدخلني في الإسلام مُدْخل صدق ﴿وَأَخْرِجْنِي﴾ منه ﴿مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾. وقال آخرون: بل معنى ذلك: أدخلني مكة آمنا، وأخرجني منها آمنا. ⁕ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك قال في قوله ﴿رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾ يعني مكة، دخل فيها آمنا، وخرج منها آمنا. وأشبه هذه الأقوال بالصواب في تأويل ذلك، قول من قال: معنى ذلك: وأدخلني المدينة مُدْخل صدق، وأخرجني من مكة مُخْرج صدق. وإنما قلنا ذلك أولى بتأويل الآية، لأن ذلك عقيب قوله ﴿وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلا قَلِيلا﴾.
اللهم إنّي أطعتكَ في أحب الأشياءِ إليكَ وهو التوحيد، ولم أعصكَ في أبغض الأشياء إليك وهو الكفر، فاغفر لي ما بينهما يا من إليهِ مفرّي، آمنّي مما فزعتُ منه إليك.
ثم أنه أتى أمه فشكا ذلك إليها واستعان بها على أبيه، فلم يجد منها مطاوعة ونصرة. وإذا علمنا أن باقي هذه القصة التي بدأت بالرفض وعدم قبول «لبنى بنت الحباب» زوجًا مصونًا لقيس، إذا علمنا من الرواة أن الحسين بن على، رضي الله عنه، وابن أبي عتيق تدخلا وتوسطا لإكمال هذا الزواج، وأن أبا لبنى قال: يا ابن رسول الله، ما كنا لنعصي لك أمرًا وما بنا عن الفتى رغبة. وأن أبا قيس قال للحسين رضي الله عنه: السمع والطاعة لأمرك. فلنا أن نتخيل ونتصور أي سعادة وهناء كبيرين حازهما قيس بن ذريح. وأقامت لبنى معه مدة وطابت لهما الحياة لا ينكر أحد من صاحبه شيئًا، لكن لم تدم لهما السعادة طويلًا فقد مرض قيس مرضًا شديدًا ولما برأ من علته قال له ذريح: «يا قيس، إنك اعتللت هذه العلة فخفت عليك ولا ولد لك ولا لي سواك. وهذه المرأة ليست بولود، فتزوج إحدى بنات عمك لعل الله أن يهب لك ولدًا تقر به عينك وأعيننا». فقال قيس: «لست متزوجًا غيرها أبدًا». فقال له أبوه: «فإن في مالي سعة فتسر بالإماء». قال: «ولا أسوءها بشيء أبدًا والله». قال أبوه: «فإني أقسم عليك إلا طلقتها». فأبى وقال: «الموت والله علي أسهل من ذلك». قيس بن ذريح. واقترح قيس لوالده أمام هذه المصيبة التي أحاطت به ولم يتوقعها أبدًا، والتي تعني إن هو أطاع أباه فقد دمر سعادته بيديه، اقترح ثلاثة حلول قال: تتزوج أنت فلعل الله أن يرزقك ولدًا غيري.
قيس بن ذريح, مستل من الأغاني - تحقيق كرم البستاني, Pdf
لم تستطع أم قيس إقناعه بالطلاق من لبنى، لكنها وجدت سبيلاً آخر عندما مرض قيس مرضاً شديداً، برئ منه بعد فترة، فتوجهت إلى والده وقالت: لقد خشيت أن يموت قيس ولم يترك خلفاً، وقد حرم الولد من هذه المرأة، وأنت ذو مال، فيصير مالك إلى الكلالة، فزوِّجه غيرها، لعل الله عز وجل يرزقه ولداً، وألحت عليه في ذلك. بعد هذا الاقتراح عكف الوالدان على محاولة تزويج قيس بأخرى، بحجة أن لبنى لا تنجب الأولاد، ولما رفض قيس أن يفعل ما يسوء زوجته أقسم عليه والده إلا أن يطلقها. وبلغ الأمر بذريح أنه أقسم ألا يُظله سقف بيت أبداً ما دام قيس متزوجاً بلبنى، فأصبح يقضي يومه في العراء تحت الشمس، محاولاً الضغط على ولده، الذي كان يقف طوال اليوم إلى جانب والده، يُظله بردائه حتى تغيب الشمس. قيس بن ذريح, مستل من الأغاني - تحقيق كرم البستاني, pdf. ويقال إن ذريحاً مكث سنة على هذه الحال، إلى أن طلق قيس زوجته. وقال ليث بن عمرو، إنه سمع قيس بن ذريح يقول ليزيد بن سليمان: هجرني أبواي اثنتي عشرة سنة، أستأذن عليهما فيردّاني، حتى طلقتها. الخليفة أهدر دمه
يقال إنه لما رحلت لبنى إلى أرض قومها بعد أن أنهت عدتها، تبع قيس موكبها وهو يبكي ويقبل التراب منشداً:
وما أحببت أرضكم ولكن أقبل أثر من وطئ الترابا
لقد لاقيت من كلف بلبنى بلاء ما أسيغ له الشرابا
إذا نادى المنادي باسم لبنى عييت فلا أطيق له جوابا
ومرض قيس بعد فراق لبنى مرضاً شديداً، وبات يذكر اسمها ويغزل عنها الأشعار ليلاً نهاراً، ولما يئس ذُريح من ابنه استشار قومه في دائه، فاتفقت آراؤهم على أن يأمروه بالتجول في أحياء العرب، فلعل عينيه تقعان على امرأة تستميل قلبه، فأقسموا عليه أن يفعل ففعل.
قيس بن ذريح
2) النأي: البعد. تهلل المطر و الدمع: سقط، انهمر. الجازع: الحزين الذي لا يقوى على الصبر. 3) المستعبر: الباكي. الشجو: الحزن. يهيم. يسير على غير هدى. 4) تهيض: انكسر. تهيضني: زاد في حزني (؟). تهيض الغرام فلانا: عاوده (المعجم الوسيط 2:1014). 5) كليم: مجروح (القلب). 6) اعتاده الامر: عاد اليه مرة بعد مرة. الزفير: النفس الحار الذي يصعده الانسان. 7) في هذا البيت إشارة إلى والده الذي أجبره على طلاق لبنى. أهجروا: حملوني على أن أهجر (لبنى). 8) الجيب: مكان العنق من الثوب. ما عشت: طول حياتي الباقية. ناصح: أمين. رجل ناصح الجيب: لا غش فيه (القاموس 1:252). -لن أتزوج غيرك ما حييت و لن أحب امرأة أخرى. 9) الذي تطوى عليه الجوانح (جمع جانحة: الضلع): القلب (لعل «مريض» بفتح الضاد).
وكان أمر قيس قد اشتهر في المدينة، وغنّى شعره المغنون، وبات الصغير والكبير يحفظ ما قال قيس بلبنى، مما أثار غضب زوجها، الذي انطلق إليها معاتباً، فقالت له: يا هذا إني والله ما تزوجتك رغبة فيك، ولا فيما عندك، ولقد علمت أني كنت تزوجته قبلك، وأنه أُكره على طلاقي، ووالله ما قبلت بك إلا بعد أن أهدر السلطان دم قيس، فخشيت أن يقتله أهلي فقبلت بك، ففارقني إن شئت. كظم الغطفاني غيظه، وخرج دون أن يردّ على لبنى التي باتت تجهش بالبكاء كل يوم منذ أن رأت قيساً. مات بعدها بـ3 أيام
ألهب لقاء لبنى مشاعر قيس، التي لم تسكن أصلاً، وشكى حاله ثانية للحسين، فاجتمع الحسين بن علي بن أبي طالب وأخوه الحسن وابن أبي عتيق وجماعة من قريش، وتوجهوا إلى دار الغطفاني، الذي أعظم مجيئهم، فقالوا: جئناك بأجمعنا في حاجة، فقال: هي مقضية كائنة ما كانت، فقالوا: تهب لنا زوجتك لبنى وتُطلقها، فقال: فإني أشهدكم أنها طالق ثلاثاً. ثم سأل القوم أباها فردّها على قيس. بقيت لبنى عند قيس حتى ماتت، وقيل إنه يوم مماتها أكبّ على قبرها يبكي حتى أغمي عليه، فحمله أهله إلى داره، فلم يزل عليلاً مكلوماً لا يفيق ولا يجيب ثلاثة أيام، حتى مات بعدها، ودفن بجوار محبوبته.